19-8-2023 | 11:04
أحمد عبدالعزيز
يعد سرطان الجلد من السرطانات الشائعة ويختلف شكله من نوع لآخر، وقد يشبه الشامة الطبيعية كما في الميلانوما بل ربما ينشأ من شامة موجودة بالفعل، ولكن يظهر الفرق بين الشامة وسرطان الجلد في عدة جوانب، مثل: الحجم، واللون، والتماثل، ويفيد معرفة الفرق بينهما في اكتشاف السرطان مبكرًا وتلقي العلاج اللازم، وهو ما نحول معرفته فى جولتنا التالية.
يقول الدكتور هاني الزمزمي استشاري الأمراض الجلدية إن الشامة أو الحسنة هي نمو جلدي طبيعي صغير الحجم بني اللون غالبًا، يتكون من مجموعة من الخلايا الصباغية، عادة ما تبدأ الشامات في الظهور في مرحلة الطفولة والمراهقة وتتنوع في مظهرها وحجمها، وقد يكون لدى الشخص من 10 إلى 45 شامة.
بينما سرطان الجلد الميلانيني أو الميلانوما نوع من سرطانات الجلد ينشأ من الخلايا الصباغية وهو أخطر أنواع سرطان الجلد وأقلها شيوعًا.
ويعد التعرض المستمر للأشعة فوق البنفسجية سواء من الشمس أو مصادر أخرى أبرز أسباب الورم الميلانيني، وقد يتطور الورم من شامة موجودة بالفعل على الجسم، أو يظهر في شكل آفة تشبه الشامة الطبيعية، ونوضح فيما يلي الفرق بين الشامة وسرطان الجلد:
الشكل والتماثل
يظهر الفرق بين الشامة وسرطان الجلد في أن الشامات الطبيعية عادة ما تكون متماثلة ومستديرة الشكل تقريبًا، بينما يكون شكل شامات سرطان الجلد أو الورم الميلانيني غير متماثل في المظهر، والحجم، واللون، والسمك. يقصد بالتماثل أنه في حال تم رسم خط مستقيم افتراضي يفصل الشامة إلى نصفين سواء طوليًا أو عرضيًا، يكون نصفها الأيمن مماثلًا للأيسر والجزء الأعلى مماثلًا للأسفل من حيث الشكل، واللون، والسُّمك الحدود أو الحواف، يلاحظ الفرق بين الشامة الحميدة والخبيثة أيضًا في طبيعة حواف الشامة، حيث إن الشامة الحميدة تتسم بحدود واضحة ومنتظمة تفصل بينها وبين الجلد، وقد تكون مرتفعة عن الجلد أو مسطحة،
في المقابل تبدو حواف الشامة الخبيثة غير منتظمة وعشوائية، أو صدفية الشكل، وربما تكون الحدود غير واضحة اللون
تتسم الشامات الحميدة بلون واحد متسق غالبًا، وقد تكون بنية أو وردية وربما صغيرة تشبه النمش، مع مراعاة أن بعض الشامات الحميدة قد تبدأ في الظهور بلون معين ثم تتغير بمرور الوقت، فمثلًا يمكن أن تظهر الشامة الطبيعية في البداية باللون البني الغامق ثم تصبح أفتح فيما بعد.
يتضح الفرق بين الشامة وسرطان الجلد من حيث اللون في أن لون الورم الميلانيني عادة ما يكون غير متجانس، وقد تحتوي الشامة الخبيثة الواحدة على عدة درجات من الألوان، مثل البني، والأسود، والبرتقالي، والأحمر، والأزرق، والأبيض.
تجدر الإشارة إلى أن بعض الشامات الحميدة تكون لها أكثر من لون مثل وحمة سبيتز.
القطر والحجم
يوجد فرق بين الشامات الحميدة وسرطان الجلد من ناحية الحجم، فعادة ما تكون الشامات الطبيعية صغيرة الحجم لا يزيد قطرها على 5 أو 6 ملم ولا يتغير حجمها أو شكلها بمرور الوقت. في المقابل يكون قطر شامة سرطان الجلد غالبًا أكثر من 6 ملم، وقد تزداد حجمًا مع الوقت.
التطور والنمو
تنمو وتزداد الأورام السرطانية بطبيعتها في الحجم بمرور الوقت؛ لذا فإن تغير حجم شامة موجودة بالفعل أمر يستدعي القلق.
ويتضمن الفرق بين الشامة وسرطان الجلد أن الشامات الحميدة لا تنمو ولا يتغير شكلها أو لونها مع الوقت، بينما الأورام السرطانية عكس ذلك.
تشير إحدى العلامات التالية التي تطرأ على شامة طبيعية إلى احتمالية تحولها لسرطان:
• تغير شكل أو لون الشامة.
• ظهور تغير على ملمسها، مثل التقشر.
• الشعور بحكة أو ألم فيها.
• انتشار لون الشامة إلى الجلد المحيط وعدم وضوح الحدود.
• احمرار أو تورم الشامة أو نزفها.
جدير بالذكر أن الشامات الحميدة قد تتغير أحيانًا في اللون، والشكل، والحجم، والملمس جراء التعرض للشمس، أو التغيرات الهرمونية، أو التقدم في العمر، بل وقد تتلاشى في بعض الحالات.
هذا وينبغي بعد التعرف على الفرق بين الشامة وسرطان الجلد الحرص على إجراء فحص ذاتي للجلد شهريًا بحثًا عن أي تغيرات في الشامات الموجودة أو ظهور شامات جديدة، أو ظهور بقع أو نتوءات جديدة لا تشفى، حيث إن سرطان الجلد لا يقتصر على الأورام التي تشبه الشامة، بل قد يظهر في عدة صور أخرى.
نوضح فيما يلي أبرز العلامات التي يجب الانتباه إليها أثناء فحص الجلد ذاتيًا:
- تغير حجم شامة موجودة، أو ظهور شامة جديدة ذات حدود غير منتظمة أو ألوان مختلفة.
- ظهور كتلة أو نتوء جديد على الجلد.
- ظهور بقع غريبة المظهر.
- وجود قرحة لا تلتئم أو تنزف باستمرار.
وتتضمن خطوات الفحص الذاتي للجلد ما يلي: الوقوف أمام مرآة تظهر الطول بالكامل وفحص الجسم بدءًا من الوجه، والرقبة، والكتف، والصدر، وكذلك الذراعين وتحت كل ذراع وصولًا إلى الساقين.
ثني المرفق وفحص الساعد وكذلك راحتي اليد والأصابع والأظافر.
الاستعانة بمرآة يد لفحص الرقبة من الخلف وفروة الرأس.
فحص الظهر بمرآة اليد وكذلك الساق من الخلف، وباطن القدم، وبين الأصابع والأظافر.
استعمال مرآة اليد أيضًا لفحص الأرداف والأعضاء التناسلية.
يقول الدكتور محمد السيد حسن استشاري الجلدية يتم تشخيص الفرق بين الشامة الحميدة والخبيثة استنادًا على مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد .
إن إصابة خلايا الشامة بالسرطان تُصنّف ضمن أحد أنواع سرطانات الجلد التي تصيب الخلايا الصباغية المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين وإعطاء اللون للجلد.
إليك أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان
• تواجد وحمة خلل التنسج أو الوحمة غير النمطية وهي أحد أنواع الشامات التي تختلف بعض الشيء عن الشامات الطبيعية ولكنها غير سرطانية بل إنها تزيد من خطر تحولها إلى السرطان.
• تواجد أكثر من 50 شامة على الجلد كلما زاد عدد الشامات فإن خطر الإصابة بالسرطان يزداد.
• التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطانات الجلد بمختلف أنواعها، وكلما كان التعرض لفترات أطول ولحروق أشعة الشمس بشكل متكرر يكون خطر الإصابة أكبر.
• التعرض لمصادر الأشعة فوق البنفسجية الصناعية: إن التعرض لمصادر الأشعة فوق البنفسجية الصناعية كاستخدام المصابيح الشمسية بهدف اسمرار الجلد قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد أيضًا، وبالتالي ينصح بعدم التعرض لها وخاصة في السن المبكرة أي ما قبل 30 سنة.
• التاريخ الشخصي والعائلي للمريض: في حال إصابة الشخص بسرطان الشامة من قبل، فإن هذا يعد من أحد عوامل الخطر التي تزيد من خطر الإصابة مرة أخرى، كما قد يكون خطر الإصابة بسرطان الجلد أكبر في حال تواجد هذا النوع من السرطان بين أفراد العائلة المقربين وعندها يصبح الموضوع وراثيًا متعلقًا بالجينات.
• الجلد الفاتح اللون: إن الأشخاص أصحاب لون البشرة الفاتح جدًا يكونون أكثر عرضة لخطر حروق الشمس وبالتالي زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.
• بعض الأمراض والأدوية: إن إصابة الشخص ببعض الأمراض أو تناول بعض الأدوية التي تزيد من حساسية الجلد تجاه أشعة الشمس أو أنها قد تؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي، قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
الوقاية من سرطان الجلد
بعد التعرف على الفرق بين الشامة الحميدة والخبيثة، ننوه أنه يمكن المساعدة في وقاية نفسك من سرطان الجلد من خلال إتباع بعض النصائح ومنها:
تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، واستخدام واقي الشمس باستمرار وحتى في فصل الشتاء لتجنب خطر الأشعة فوق البنفسجية.
لبس النظارات الشمسية والملابس المناسبة التي تساعد في الحماية من ضرر أشعة الشمس.
تجنب التعرض للأشعة فوق البنفسجية المصنعة بهدف اسمرار الجلد، لأنها تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة 75 %.
استعمال واقي الشمس الخاص بالأطفال لتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد عند البلوغ، بالرغم من فوائد أشعة الشمس للأطفال، إلا أن حمايتهم منها وخاصة في وقت الظهيرة ضروري.