الأربعاء 26 يونيو 2024

أمـراض وفيروسات الصيف: الوقاية والعلاج


أمـراض وفيروسات الصيف: الوقاية والعلاج

1-6-2024 | 10:45

ا.د.كريمة فؤاد الشامى
ا.د.كريمة فؤاد الشامى الأستاذ بجامعة المنصورة ومستشار مكافحة العدوى مع التغيرات المناخية والمصاحبة لفصل الصيف والإرتفاع المتزايد فى درجات حرارة، ورطوبة الجو تنشط العديد من أنواع الفيروسات والميكروبات المختلفة مسببة أمراضا وأعراضا كثيرة تثير القلق. ومعرفة الأمراض الأكثر شيوعاً وطرق الوقاية والتعامل السليم يمكن أن يجنبنا الكثير من المخاطر والمضاعفات التى يمكن أن تحدث, ومن أبرز هذه الأمراض مايلى:- الإجهاد الحراري وضربة الشمس الإجهاد الحراري غالبا يصاب به من يعملون في مهن يتعرضون خلالها للشمس فترات طويلة، ومن الممكن أن تؤثر على أي شخص، وخاصة من يمارس المهن الشاقة، ويصاب الجسم بالإجهاد الحراري، عندما يصبح ساخنًا وغير قادر على التأقلم مع ارتفاع درجات الحرارة، ويمكن أن تظهر أعراضها بسرعة، في دقائق أو تدريجيًا، أو على مدار ساعات. ومن العلامات الواضحة للإصابة بالإجهاد الحراري، ما يلي: - عرق مفرط أوشديد. - الشعور بالحر الشديد وعدم التأقلم معه. - صداع. - دوخة ودوار. - فقدان الشهية. - الشعور بالغثيان. - وخز في الجسم. - تقلصات في المعدة. - سرعة التنفس. - سرعة ضربات القلب. - العطش الشديد - ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى قرابة 39 درجة. ومن الحالات الطارئة، هي تحول الإجهاد الحراري إلى ضربة الشمس، هذا يعني أن الجسم غير قادر على التحكم في الحرارة وأن درجة الحرارة الأساسية ترتفع بشكل كبير، ولا بد من الاستشارة الطبية على الفور. يمكن أن يؤدي الإجهاد الحراري إلى مشاكل صحية أكبر إذا لم يتم التعامل معه بشكل سريع من خلال نقل المصاب بعيدا عن الشمس، ووضعه أمام مروحة ورشه بالماء الفاتر وليس البارد، وإعطائه خافض للحرارة وسوائل قدر الإمكان إن لم يكن يعاني من القيء، أما في حالة إصابته بالقيء فيتم نقله لأى مركز صحى لتلقى السوائل من خلال المحاليل. في حال استمرار الإجهاد الحراري واستمرار وقوف الشخص تحت أشعة الشمس مدة أطول قد تحدث ما تعرف بــ"ضربة الشمس" وهي أخطر بكثير من الإجهاد الحراري، لأنها تؤثر بشكل مباشر على مركز الوعي في المخ، فيفقد الشخص وعيه بشكل سريع، وإذا لم يتم التعامل معها سريعا قد تؤدي لتعرض الانسان لخطر كبير، لأن حرارة الجسم ترتفع لمستوى عال للغاية، ويجب إعطاء الشخص السوائل عن طريق المحاليل. أعراض ضربة الشمس تحدث الإصابة بضربة الشمس، عند عندما ترتفع درجة حرارة الجسم ولا يمكن السيطرة عليها، ويعجز الجسم عن تبريد نفسه، وتنتج عند الإصابة التعرض للشمس لفترات طويلة، وأعراضها طارئة، وتتطلب الرعاية الفورية، وأعراضها هي: - ارتفاع درجة حرارة الجسم حتى 40 درجة. - قلة التعرق. - احمرار الجلد. - فقدن الوعي. - هلوسة وصعوبة في الكلام. - غثيان وصداع. - سرعة ضربات القلب. - أعراضها تستمر من 24 إلى 28 ساعة. علاج ضربة الشمس - الإبتعاد عن الشمس نهائيًا. - وضع المصاب في حمام بارد. - الإكثار من شرب السوائل. - تجنب الكافيين والكحوليات. - إذا لم تختفي الأعراض بعد 48 ساعة يستلزم العرض على الطبيب أو أى مركز صحى. أمراض الجهاز الهضمي الشائعة فى فصل الصيف تنشط الميكروبات التي تصيب الجهاز الهضمي في فصل الصيف والنزلات المعوية من أهم أمراض الجهاز الهضمى ، نظراً لكثرة تناول الأطعمة خارج المنزل وبعضها يرتبط بتناول أطعمة ملوثة بها مثل الطعام الذي لا يحفظ جيدا في الثلاجة أو الذي يباع في الطرقات، وبعض هذه الميكروبات لا ترتبط الإصابة بها بالطعام ، و هى عبارة عن تسمم غذائى بميكروب السالمونيلا .. و قد تكون الإصابة بها بسيطة أو شديدة جداً ، و تبدأ أعراضها بعد ساعات قليلة من تناول أى أطعمة ملوثة بهذا الميكروب ، و يعانى المريض من ارتفاع بالحرارة و غثيان يصل إلى حد القئ و آلام بالبطن مع إسهال أحياناً يكون شديداً و متواصلاً مما يسبب الجفاف و الهبوط بالدورة الدموية و خصوصاً فى الأطفال و الشيوخ , و رغم خطورة هذه الأعراض إلا أن أغلب المرضى يتماثلون للشفاء فى خلال أيام قليلة بالعلاج الناجح . أيضاً قد يصاب الإنسان فى الصيف بالحميات المعوية الحارة ( التيفود و الباراتيفود ) وحمى التيفود يسببها ميكروب السالمونيلا الباراتيفودية بأنواعها الثلاثة وتعتمد شدة الإصابة على كمية الميكروبات الملوثة للطعام الذى تناوله المصاب وعلى درجة مقاومته و مناعته ضد هذا المرض. ومن أعراض الإصابة بهذه الحميات أنها تبدأ بفقدان الشهية و الصداع و يكون على هيئة ألم مستمر بالجبهة ، ويكون الإحساس بالإعياء ظاهرة متغيرة ومتزايدة خلال فترة ظهور الأعراض . وللوقاية من متاعب أمراض الجهاز الهضمى خلال فصل الصيف فيجب غسل الخضراوات والفواكه جيدا من خلال نقعها في ماء وخل لوقت كاف، خاصة بالنسبة للأغذية التي ليس لديها قشرة كالخوخ والمشمش، والتي تكون أكثر عرضة للتلوث ، وفي أحيان أخرى يسبب البطيخ نزلات معوية، وعموما فإن فاكهة الصيف تكون أكثر عرضة للتلوث من فاكهة الشتاء. نظافة الأسطح بشكل مستمر وغسيل الأيدي قبل تناول الطعام، واستخدام قفازات لليد حال لمس أسطح غير نظيفة. كما يجب تناول الوجبات الخفيفة و تجنب الدهنيات والإكثار من شرب السوائل والإمتناع تماماً عن تناول الأطعمة المكشوفة والمثلجات والتي يدخل في مكوناتها الحليب أو البيض في الأسواق والأماكن الغير آمنة أو إستعمال أدوات الآخرين مع الإهتمام بقواعد النظافة و الصحة العامة نزلة البرد والإنفلونزا في الصيف تعد الإصابات الفيروسية في الصيف شائعة عكس ما يظنه البعض وتعود أسباب الإصابة بنزلات البرد في فصل الصيف إلى ظهور بعض الفيروسات التي تتأقلم وتتكاثر مع ارتفاع درجات الحرارة, وبالرغم ارتفاع درجات الحرارة بالصيف، يتعرض البعض للإصابة بالإنفلونزا ونزلات البرد، خاصة بالنسبة لمن يعانون من حساسية الجيوب الأنفية أو حساسية الصدر خاصة مع استخدام التكييف أو المرواح بالصيف والانتقال من درجات الحرارة الباردة إلى الساخنة والعكس ما يؤدي لالتهاب الجيوب الأنفية والتهابات بالجهاز التنفسي العلوي حيث تظهر أعراض مثل الكحة والعطس والرشح واحتقان الزور وغيرها من الأعراض المرتبطة بالجهاز التنفسي العلوي.وعلى الرغم من اختلاف الأسباب التي تؤدي للإصابة بالزكام أو نزلة برد بالصيف، إنها قد تكون أشد حدة على المصابين بها مقارنة بتلك التي تحدث في فصل الشتاء. ففي فصل الشتاء وخلال الأشهر الباردة تكون الفيروسات قادرة على الانتشار في الهواء البارد والجاف وفي حين أن نزلات البرد الشتوية تميل لأن تأخذ مسارها بسرعة نسبيا فإن التخلص من نزلات البرد الصيفية، يكون أكثر صعوبة وأطولة مدة. أما عن الإحتياطات المتخذة لتجنب الإصابة بالفيروس خلال فترة الصيف وفي كل أوقات السنة ولتجنب الإصابة بنزلة برد صيفية أم شتوية، أذكرك عزيزى القارئ إن الابتعاد عن الأشخاص المصابين بأعراض الإنفلونزا هو أول خطوة لتجنب العدوى، كما أن الاهتمام بنظافة اليدين وتناول مضادات الأكسدة وفيتامين سي يحمي من خطر التعرض لتك الأمراض. كما أن ارتداء الكمامة ومحاولة تجنب الأماكن المغلقة والمزدحمة وخصوصاً للأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة أو أمراض مزمنة.