2-8-2025 | 11:04
أحمد فاخر
تشبه أعراض مرض البرص أعراض مرض البهاق بشكل كبير ومع ذلك يعتبر مرض البرص أكثر قسوة بشكل كبير، لأنه يترك آثارا نفسية كبيرة على المرضى، ويعزل بعضهم عن الظهور أمام الناس، نتعرف في هذا التحقيق بشكل أكبر على كل ما يتعلق بمرض البرص أو ما يسمى أيضاً بمرض المَهق أحياناً .
تبدأ الحديث الدكتورة نور غانم أخصائية الجلدية والتجميل بقولها :البرص مرض جيني وراثي، يولد به الإنسان، لكنه مرض غير معد، حيث يمكن أن يورثه الأب أو الأم لطفلهما أو يورثه الطفل من الجد أو الجدة حتى لو كان الأبوان لم يظهر عليهما المرض، والسبب في الإصابة بالمرض هو حدوث خلل في الإنزيم المسئول عن تلوين الجلد وينتج عن ذلك قلة أو انعدام الصبغة ليتحول لون الشعر إلى اللون الفاتح ولون العين والجلد أيضاً، ويصيب المرض العين بشكل مباشر أكثر من أي عضو آخر بجسم الإنسان.
ويمكن أن يقوم البرص بتحويل البشرة إلى اللون البني وليس الأبيض تماماً، ومريض البرص أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد وذلك لأن صبغة الميلانين التي تعمل على إكساب الجلد لونه الطبيعي تعمل أيضاً على وقاية الجلد من أشعة الشمس، وبالتالي عند حدوث خلل بها يؤثر ذلك على كفاءتها في وقاية الجلد من أشعة الشمس الضارة ويعرض المريض للإصابة بسرطانات الجلد، مما يؤثر بالسلب على حياة المريض.
تنصح الدكتورة نور غانم مريض البرص بقلة التعرض لأشعة الشمس بقدر الإمكان رغم أن هذا يؤدي إلى عدم قدرة المريض على الإندماج مع أقرانه ومع المجتمع بشكل طبيعي، مما يؤثر بالسلب على شخصيته وعلى حياته الاجتماعية وحالته النفسية، كاشفة أنه لا يوجد حتى الآن علاج جذري لمرض البرص إلا أن هناك بعض الأدوية التي يتم دراستها تعمل على زيادة نسبة صبغة الميلانين في العين أو الجلد، ويمكن لمريض البرص أن يتزوج بشكل طبيعي من شخص غير حامل للمرض مما يجعل فرصة عدم ظهور المرض على الأطفال كبيرة إلى حد كبير، ويمكن استنتاج ذلك بنسبة 90 % عن طريق إجراء تحليل جيني بسيط للعروسين.
ويشير الدكتور أحمد إبراهيم خضر استشاري الأمراض الجلدية إلى أنّ البرص مرض نادر وهو ليس مرضاً واحداً كما قد يعتقد البعض بل عادة مجموعة من الأمراض الوراثية التي قد تصيب الجسم مسببة نقصاً في إنتاج صبغة الميلانين أو عدم تواجدها تماماً في أماكن معينة من الجسم مثل البشرة والشعر والعين، وهو ما يطلق عليه أحياناً اسم (المهق)، وخطورة هذا النوع النادر من الأمراض الجينية في أنه قد يتسبب بظهور مضاعفات صحية خطيرة نتيجة نقص أو انعدام إنتاج صبغة الميلانين، التي لا يقتصر دورها في الجسم على منح الجلد والشعر والعيون لونها المميز فقط، حيث تلعب صبغة الميلانين دوراً هاماً فى تطور ونمو بعض الأعصاب البصرية وأيضاً حماية الجلد من أشعة الشمس الضارة، ولهذا يرتبط مع الإصابة بمرض البرص ظهور مضاعفات خطيرة مثل خلل في الرؤية أو زيادة نسبة الإصابة بسرطان الجلد، ويصاب الإنسان بالبرص نتيجة حدوث خلل في أحد الجينات المسئولة عن إنتاج الميلانين بواسطة الخلايا الصبغية في كل من الجلد والشعر والعينين، وقد تؤدي هذه الطفرة إلى انعدام إنتاج صبغة الميلانين تماماً أو تقل كميتها على حسب نوعها.
وأوضح الدكتور أحمد إبرهيم أن هناك عدة أنواع مختلفة لمرض البرص، ومن الجدير التنويه إلى أن النوع الذي قد يظهر على المصاب يختلف تبعاً للجين الذي أصابه الخلل، ومن أهم تلك الأنواع عموماً:
• البرص العيني أو البصري:
صبغة الميلانين تكون قليلة أو معدومة حول العيون فقط، حيث إنها غالباً ما تقتصر مشكلات ومضاعفات هذا النوع من المرض على العينين فقط.
• البرص الجلدي البصري:
في هذا النوع تتأثر مناطق مختلفة من الجسم بنقص أو انعدام صبغة الميلانين مثل الشعر والعيون والجلد، وقد تمتد مضاعفاته لتشمل مناطق أخرى مختلفة من الجسم أيضاً.
• البرص المرتبط ببعض الأمراض الجينية:
وهو النوع الأصعب حيث يظهر بصورة مرض جيني مثل متلازمة (هيرمانسكي بودلاك)، ويصل تأثيره إلى بعض الأعضاء الداخلية من جسم المريض مثل الرئتين والأمعاء أيضاً.
من جانبه، يرى الدكتور أحمد بدوي عيسى أستاذ الأمراض الجلدية والتجميل أن أعراض البرص تختلف من مريض إلى آخر، لكنها بشكل عام عادة ما تشتمل على الأعراض الآتية:
- لون البشرة أفتح قليلاً من المعتاد في إحدى مناطق الجسم التي تشمل حول العيون والشعر والجلد.
- اختفاء الصبغة ولون الجلد الطبيعي في إحدى مناطق الجسم التي تشمل حول العيون والشعر والجلد.
- بقع جلدية خالية من اللون في مناطق معينة من الجسم.
وقد يتسبب نقص الميلانين أو غيابها الكامل بظهور مجموعة من المضاعفات الخطيرة، وأهمها:
• مشكلات في العيون
قد يتسبب نقص أو غياب الميلانين في العيون بمضاعفات خطيرة مثل الحَوَل وصعوبة الرؤية في الضوء وأيضاً ضعف البصر الذي قد يصعُب علاجه.
• مشكلات جلدية
مع نقص صبغة الميلانين التي يحتاجها الجلد لحمايته من أشعة الشمس الضارة وبعض العوامل الخارجية الأخرى، يصبح الجلد أكثر عرضة للإصابة بكلٍ من الحروق أو النمش أو الوحمات أو سرطان الجلد.
• مشكلات أخرى
قد يصاحب البرص ظهور مضاعفات أخرى مثل:
- حدوث نزيف أو تخثر الدم.
- ضعف المناعة.
• مشكلات في السمع.
يقدّم «بدوي» مجموعة من النصائح والإرشادات، قد يساعد الالتزام بها في تخفيف حدة الأعراض وتقليل فرص ظهور المضاعفات المرتبطة بهذا المرض المزعج، وهي كالتالي:
- ارتداء النظارات الطبية داخل المنزل، والنظارات الشمسية عند الخروج نهاراً.
- ترطيب البشرة باستمرار باستخدام الكريمات المخصصة لذلك.
- ارتداء ملابس بحيث تغطي معظم أجزاء الجسم عند الخروج نهاراً.
- استعمال واقيات الشمس المناسبة بشكل منتظم.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس فترة طويلة قدر الإمكان.
- متابعة الحالة مع طبيب العيون للحصول على فحوصات منتظمة للنظر والخضوع لأي إجراء علاجي أو جراحي قد تحتاجه العيون في أسرع وقت ممكن.
- المتابعة بانتظام مع طبيب جلدية للتشخيص المبكر لأية مشكلة صحية قد تصيب الجلد وعلاجها.