2-8-2025 | 11:05
نهى عاطف
التليف الكبدي ببساطة هو حالة مرضية تنتج عن تعرض أنسجة الكبد السليمة إلى التندب الذي يؤثر على أداء وظائفها بشكل طبيعي، إذ أنهُ من الأمراض التي يمكن أن تؤدي في حالات متقدمة إلى إصابة المريض بأمراض أكثر خطورة، مثل: تشمع الكبد، أو الفشل الكلوي، أو ارتفاع ضغط الدم، وعلينا أن نعرف أن مرض تليف الكبد أو تشمع الكبد هو مرض صعب جدًا يحدث عندما يصيب الكبد ندبة، وتكمن الخطورة هنا في أن الكبد عضو مهم جدا وحاسم في الحفاظ على حياة الإنسان من تراكم السموم.
يحدثنا فى هذا الحوار الدكتور عماد الدين حمدى استشارى أمراض الباطنة والكبد عن أهم الأسباب التي تؤدى للإصابة بالتليف الكبدي أو التشمع الكبدى وطرق الوقاية من الإصابة بهذا المرض الخطير.
- ما الأسباب الرئيسة للإصابة بتليف الكبد؟
شرب الكحول بكثرة لبعض الأشخاص والإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن، وتراكم الدهون على الكبد، وتراكم الحديد في الجسم والتليف الكيسي بجانب تراكم النحاس في الكبد، والاضطرابات الوراثية في التمثيل الغذائي للسكر واضطراب الجهاز الهضمي الوراثي، ومرض الكبد الناجم عن جهاز المناعة في الجسم، وتصلب القنوات الصفراوية وتندبها.
- ما الأعراض التى تظهر على المريض وتدل على إصابته بالتليف الكبدى أو التشمع الكبدى؟
لا تظهر أعراض للمرض دائمًا في المراحل الأولى من الاصابة به، أما في المراحل المتقدمة من تليف الكبد فقد تظهر بعض الأعراض من بينها: الشعور بالتعب والهزال الشديد ، وحدوث نزيف من الأنف مع سهولة الإصابة بجروح، وانخفاض الوزن المستمر، والشعور بالضيق في البطن وإصفرار فى لون الجلد والحكة ونزف في داخل المعدة أو في المريء؛ وهي القناة التي تهبط من الفم حتى المعدة وتجمع السوائل فى القدمين وهو ما يسمى «الوذمة» وتجمع السوائل فى البطن وهو ما يسمى «الاستسقاء».
- وهل هناك نصائح ما تقدمها لمواجهة هذا المرض الخطير أو الوقاية منه؟
التوقف عن شرب الكثير من الكحول، فالاستهلاك المفرط للكحول هو عامل خطر لتليف الكبد كما أن زيادة الوزن تزيد من خطر الإصابة بأمراض قد تؤدي إلى تليف الكبد مثل: مرض الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحول، والتهاب الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحول، كما أن الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي يعد من الأسباب الرئيسية لأمراض الكبد في العالم.
- ما المضاعفات التي قد تظهر على المصاب بالتليف الكبدى أو التشمع الكبدى؟
يحدث تشمع الكبد أو تليف الكبد عندما تحل كميات كبيرة من أنسجة الندوب مكان الأنسجة السليمة في الكبد، ويؤدي نسيج الندوب إلى إعاقة التدفق السليم للدم من الأمعاء عن طريق الكبد وينتج ضغطًا كبيرًا في الأوردة التي توصل الدم إلى هذه المنطقة، وتسمى هذه الحالة باسم ارتفاع ضغط الدم البابى، كما أن المرضى المصابين بتليف الكبد هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالحصى الصفراوي، وكلما كان تليف الكبد أكثر شدة يزداد خطر الإصابة بالحصى الصفراوي، كذلك فإن مرضى التليف الكبدى هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بسرطان الكبد وخاصةً سرطان الخلايا الكبدية، وعندما يصاب شخص بتليف الكبد يحل النسيج المتليف مكان النسيج السليم فيعيق الكبد عن القيام بوظائفه بشكل طبيعي، مثلًا قد يعجز الكبد عن إنتاج مواد مخثرة بالشكل الكافي مما يصعب وقف النزيف عند حدوثه وقد يفشل الكبد في تنقية السموم التي قد تتراكم في الدورة الدموية.
كما أن التندب قد يؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم في الأوردة التي تنقل الدم من الأمعاء عن طريق الكبد أي ارتفاع ضغط الدم البابى، وتؤدي هذه الحالة إلى حدوث نزيف شديد وخطير في الجهاز الهضمي وإلى مشكلات خطيرة أخرى في حين قد يؤدي التشمع الكبدى الى الوفاه، لكن علاج تليف الكبد في مرحلة مبكرة قد يساعد في وقف الضرر ومنع تدهور الحالة.
- ما النصائح الضرورية للوقاية أو الحدّ من فرص الإصابة بالتليف الكبدى؟
أقول مرة أخرى، أولا: لا تتعاطوا الكحول في المطلق.
ثانيا: تناولوا نظاما غذائيا متوازنا قليل الدسم.
ثالثا: لا تأكلوا المأكولات البحرية النيئة.
رابعاً: قلّلوا من كمية الملح في النظام الغذائي.
- ترى ما أحدث طرق علاج التليف الكبدى أو التشمع الكبدى؟
من المهم والضروري جدًا علاج تليف الكبد في أسرع وقت ممكن، ومع أن العلاج لا يستطيع شفاء تشمع الكبد، إلا أنه قد يفلح في بعض الأحيان في الحد من الضرر أو منع حدوث أضرار أخرى للكبد، وقد يشمل العلاج: المعالجة الدوائية، المعالجة الجراحية وعلاجات أخرى، تبعا للعامل المسبب لمرض تشمع الكبد وتبعًا للمضاعفات والمشكلات التي يسببها، وهناك عدة خطوات يمكن القيام بها من أجل الحد من الضرر اللاحق بالكبد ومعالجة الأعراض:
- يجب وقف المشروبات الكحولية، وعدم تناول أي دواء دون الرجوع للطبيب المختص، والحرص على تغذية قليلة من عناصر الصوديوم.
وللعلم قد تظهر الأعراض أحيانا بعد أن يكون المرض قد بلغ مراحل متقدمة، لذلك من الضروري المواظبة على إجراء الفحوص الطبية بانتظام بما فيها الفحوص المخبرية، وأحيانًا قد تكون ثمة حاجة إلى إجراء فحوص أخرى للكشف عن مشكلات طبية أخرى محتملة، مثل: تضخم الأوردة التي تعرف باسم الدوالي في الجهاز الهضمي، وقد تتعرض الدوالي للنزف وكذلك سرطان الكبد.
- وماذا عن عمليات زراعة الكبد؟
نلجأ إليها في الحالات التي يشكل فيها تليف الكبد خطرًا على حياة المريض إذ تشكل عملية زرع الكبد طريقة علاجية ممكنة أخرى، لكن عملية زرع الكبد من الصعب الحصول على الأعضاء غالبا، ونجاحها ليس أمرًا مضمونا؛ لذلك على الأطباء أن يقرروا بشأن أي الحالات هي صاحبة الاحتمالات الأكبر للاستفادة من عملية الزرع، ويجب استشارة الطبيب بشأن الخطوات الواجب اتخاذها لتحسين الوضع الصحي العام، ولكي يكون المريض مرشحا جيدًا لإجراء عملية زرع الكبد في المستقبل.
ونلجأ كأطباء أحيانا، عندما يزداد تشمع الكبد تفاقما، إلى المعالَجةٌ الملَطِّفَة التي من شأنها أن توفر الدعم وأن تخفف من حدة الأعراض، هكذا يستطيع المريض أن يعيش بقية حياته على أفضل نحو ممكن.
هل مريض التليف الكبدى من الممكن أن يصاب بالزهايمر؟
بالفعل نعم.... في الوضع الطبيعي يستطيع الكبد تحويل المواد السامة التي ينتجها الجسم إلى مواد غير سامة يتخلص منها الجسم عن طريق الكلى، ثم تخرج عن طريق البول. فعندما يصاب الكبد تتراكم هذه المواد السامة في الجسم وتسبب الضرر لمختلف الأنظمة، واضطراب الاعتلال الدماغي الكبدي يحدث عادةً عند الأشخاص الذين يصابون بالتليف الكبدي، وينعكس في ضعف عمل الدماغ الذي لا ينجم عن مرض عصبي آخر، ومن الممكن أن ينعكس ضعف الدماغ في حدوث تغيير في الشخصية، وتراجع المعرفة ، وتدني مستوى الوعي.
كما ينجم هذا المرض عن مرور الدم إلى الدماغ مباشرة دون مروره بعملية تنقية في الكبد، ولذلك يُمكن أن يُصيب هذا المرض الأشخاص الذين لا يعانون من تليف الكبد، ولكن لديهم سببًا آخر يمنع تنقية جزء كبير من الدم في الكبد. وهناك نحو 70 % من المرضى الذين يعانون من تليف الكبد يعانون من درجة معينة من الاعتلال الدماغي الكبدي.
هل تتأثر الكلى أيضا لدى الشخص المصاب بالتليف الكبدى؟
التليف الكبدي يمكن أن يؤثر سلبًا على الكلى، مما يؤدي إلى ما يعرف بـ «متلازمة الكبد الكلوية» هذه المتلازمة تتسبب في فشل كلوي حاد بسبب انخفاض وظائف الكبد وارتفاع ضغط الدم، مما يقلل من إنتاج البول ويؤدي إلى تراكم النيتروجين في الدم، كما أن التليف الكبدى يمكن أن يؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية الكلوية، مما يقلل من تدفق الدم إلى الكلى ويؤثر على وظائفها وقد يحدث الفشل الكلوي الحاد أو المزمن، مما يؤدي إلى تراكم السموم في الجسم ويمكن أن يترافق تليف الكبد مع ارتفاع ضغط الدم البابي، والذي بدوره يؤثر على الكلى ويزيد من خطر تطور الفشل الكلوي.
نريد أن نسأل أيضاً عن ماهية متلازمة الكبد الكلوية؟
تتسم هذه المتلازمة بفشل كلوي يحدث نتيجة لتليف الكبد المتقدم وتأثيره على ضغط الدم، وقد تظهر أعراض مثل: انخفاض كمية البول الخارج من الجسم، اصفرار فى لون الجلد، تراكم السوائل في البطن، وتغيرات في الحالة العقلية، والعلاج يشمل تحسين وظائف الكبد، وإذا لزم الأمر اللجوء إلى غسيل الكلى أو زراعة الكبد والكلى.
وقد يشمل علاج الكلى استخدام الأدوية التي تضيق الأوعية الدموية لتحسين تدفق الدم إلى الكلى، وقد يحتاج المريض إلى غسيل الكلى أو زراعة الكبد والكلى في الحالات الشديدة.