16-8-2025 | 11:22
نهى عاطف
علينا أن نعرف أولا أن مرض ضغط الدم عموماً مرض مزمن، فيما يُعرف مرض الضغط المرتفع بالقاتل الصامت لأنه لا يُظهر أعراض واضحة لكنه يسبب مضاعفات خطيرة على القلب والكلى والدماغ والأوعية الدموية، في هذا التحقيق نحاول فهم كل شيء عن ضغط الدم المرتفع وطرق الوقاية منه، وبخاصة فى فصل الصيف.
يقول الدكتور محمد عفيفى استشارى التغذية العلاجية بالمعهد القومى للتغذية إن فصل الصيف يؤثر في مريض ضغط الدم المرتفع بفقدانه السوائل والأملاح، إذ يؤدي ارتفاع الحرارة إلى التعرق الشديد وفقدان الماء والصوديوم والبوتاسيوم، مما يحدث خللا في توازن السوائل، وهذا الخلل قد يؤدي إلى انخفاض الضغط الحاد أو تفاقم ارتفاعه إذا لم يعالج التوازن المائي والمعادن بالشكل الصحيح مشيرا إلى أن الحرارة العالية تسبب توسع الأوعية، مما قد يخفض الضغط فجأة عند الوقوف أو بذل مجهود، خاصة الذين يتناولون أدوية خافضة للضغط أو مدرات بول.
ويؤكد أن القلب يتعرض لأحمال عالية، حيث إنه خلال محاولته الحفاظ على حرارة الجسم، يضطر القلب لضخ الدم بشكل أسرع، ما قد يؤدي لاضطرابات في الضغط ومعدل النبض، موضحا عدة مخاطر قد يسببها الصيف لمرضى الضغط المرتفع ومنها: أنه يقلل من حجم الدورة الدموية، ويؤدي لانخفاض الضغط والشعور بالدوخة والإرهاق، والتذبذب بين الارتفاع والانخفاض في الضغط بسبب عدم التوازن بين فقدان السوائل وجرعات الدواء وتداخل تأثير الأدوية مع حرارة الصيف مثل مدرات البول التي تفاقم الجفاف، مؤكداً أن أهم قواعد التغذية والسلوكيات لمرضى الضغط في الصيف تكمن في الآتي:
- الترطيب السليم: شرب 2.5 - 3 لترات ماء يوميا موزعة على مدار اليوم وتجنب شرب الماء بكميات كبيرة دفعة واحدة (لمنع الضغط على القلب وزيادة الماء في حالات التعرق الشديد أو النشاط البدني.
- تقليل الصوديوم: تقليل الملح إلى أقل من 1500 مجم/ اليوم (حوالي نصف ملعقة صغيرة) وتجنب المواد الحافظة والمأكولات المصنعة والمعلبة (لانشون، لحوم مدخنة، شاورما، شوربة جاهزة).
- تعزيز تناول البوتاسيوم والماغنيسيوم: البوتاسيوم يوازن تأثير الصوديوم ويساعد في خفض الضغط ومصادره: الموز، البرتقال، البطاطا، البطيخ، الكوسة، السبانخ، الأفوكادو، والماغنيسيوم يساعد على استرخاء الأوعية الدموية، مصادره: اللوز، الشوفان، الكينوا، البقوليات، الشوكولاتة الداكنة.
- تجنب الكافيين والمشروبات المدرة للبول مثل: الشاي الثقيل، القهوة، مشروبات الطاقة، المياة الغازية لأنها تزيد من فقد السوائل وتؤدي لاضطرابات في الضغط.
- توزيع الوجبات والراحة حيث يُفضل تناول 4-5 وجبات صغيرة بدلا من 2-3 وجبات كبيرة مع تجنب الوجبات الثقيلة أو الدهنية خصوصا في ساعات الحر، والراحة في أماكن باردة بعد الوجبات.
وينصح الدكتور محمد عفيفي بالتقليل من الأطعمة والمشروبات داخل هذه القائمة:
- الملح والمواد المالحة (مخللات، رنجة، جبن رومي) لأنهاغنية بالصوديوم وترفع الضغط.
- الأطعمة المعلبة والمصنعة المليئة بالصوديوم والمواد الحافظة.
- المقليات والدهون المشبعة التي تؤثر على شرايين القلب.
- العصائر الجاهزة والمشروبات الغازية والأطعمة الحارة جدًا.
ويعتبر الماء والكركدية البارد واللبن الرايب من أفضل الأطعمة لمريض الضغط في فصل الصيف إضافة إلى الفواكه والخضراوات الورقية والشوفان والسمك المشوي أو التونة بدون زيت لأنها مصدر للأوميجا3 الذي يحمي القلب، مع تناول المكسرات النيئة غير المملحة لأنها مصدر صحي للدهون الجيدة والماغنيسيوم.
منيو صيفي متوازن جداً لمرضى الضغط:
الإفطار:
• 4 ملاعق شوفان مطبوخة في لبن خالي الدسم + شرائح موز أو مشمش.
أو بيضة مسلوقة أو 3 ملاعق فول بزيت الزيتون + رغيف سن صغير وكوب كركديه بارد أو ماء.
سناك 1:
• ثمرة فاكهة (تفاح، برتقال، كيوي).
• 3 حبات لوز أو جوز (غير مملح).
• الغداء:
• شريحة صدر دجاج أو سمك مشوي.
• نصف كوب أرز أو ربع رغيف بلدي.
• طبق سلاطة خضراء بزيت الزيتون وعصير ليمون.
طبق خضار مطهي (كوسة، فاصوليا، بامية).
سناك 2:
كوب لبن رايب + ثمرة مشمش أو برقوق.
العشاء:
جبن قريش قليله الملح + ملعقة زيت زيتون +
شرائح خيار وطماطم.
توست أو خبز بلدي أو قطعة بطاطس مشوية.
السوائل بين الوجبات:
شرب كوب ماء كل ساعة.
1 كوب كركديه بارد بدون سكر يوميًا.
1 كوب ماء مع عصير ليمون طازج.
ويوصى بضرورة المشي الخفيف في المساء والالتزام بجرعات الدواء بانتظام ومراقبة ضغط الدم يوميا في نفس التوقيت وأن يحمل كل شخص زجاجة مياه معه في كل مكان.
كما يوصي أيضاً بالآتي:
-لا تعرض نفسك للشمس المباشرة في وقت الذروة.
-لا تتوقف عن الدواء بسبب هبوط بسيط دون استشارة الطبيب.
- لا تفرط في استخدام الملح الخفي الموجود في المقرمشات، البسكويت، الجبن.
- لا تهمل الشعور بالدوخة أو الخمول، فقد تكون علامة على هبوط الضغط.
من ناحيته يقول الدكتور أمير فكرى استشارى أمراض القلب : يعرف ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية باسم فرط ضغط الدم حيثُ يزيد ارتفاع ضغط الدم غير المتحكم فيه من مخاطر الإصابة بقصور القلب بطريقتين:
- ضيق في الأوعية الدموية وانقباضها وزيادة المقاومة فيها، بما في ذلك الأوعية التي تمد القلب بالدم، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم الواصل إلى عضلة القلب وبالتالي الإصابة بضعف أو تلف في القلب بأكمله.
- زيادة الجهد والحِمل الواقع على القلب إذ أنه عندما يرتفع الضغط إلى مستويات عالية للغاية، يضطر القلب إلى أن يضخ الدم بقوة أكبر من المعتاد للحفاظ على دوران الدم في الجسم. من أجل التعامل مع الضغط المتزايد، تصبح عضلة القلب أكثر سمكًا وأكبر حجمًا، وبالرغم من ذلك، قد يؤدي هذا العمل الإضافي في نهاية المطاف إلى عدم قدرة القلب على ضخ الدم بالقوة اللازمة (انهيار المعاوضة) ويؤدي إلى قصور في القلب مصحوب بأعراض.
كما يوضح الدكتور أمير فكري أن مرض ارتفاع ضغط الدم الذي لا يتم التحكم فيه جيدًا يزيد من خطر إصابة الشخص بقصور القلب مؤكدا أنه عندما يرتفع الضغط إلى مستويات عالية جدًا، يضطر القلب إلى أن يضخ الدم بقوة أكبر من المعتاد للحفاظ على دوران الدم في الجسم، ويؤدي تضيق الأوعية الدموية وانسدادها بسبب ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة مخاطر الإصابة بقصور القلب، وتصبح الشرايين الضيقة أقل مرونة وتزيد من صعوبة دوران الدم في الجسم.
ويشمل العلاج إجراء تعديلات على أسلوب الحياة إضافة إلى الأدوية ويستخدم كلاهما في علاج قصور القلب، ومن بينها تقليل استخدام الصوديوم الغذائي (الملح) وممارسة النشاط البدني المنتظم والإقلاع عن التدخين ونحو ذلك، وعادة ما تقلل الأدوية المستخدمة في علاج قصور القلب من ضغط الدم، ولهذا يوصى بوصف هذه الأدوية أولًا، وإذا لم تنجح في التحكم في ضغط الدم، فهناك العديد من الأدوية الأخرى التي يمكن استخدامها، ولكن بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم لا تستخدم لمرضى قصور القلب.
ويكشف لنا الدكتور عماد الدين حمدى استشاري أمراض الباطنة والكبد، أن هناك عدة أنواع لارتفاع ضغط الدم.. فهناك ارتفاع ضغط دم أولي وهو يأتى لأكثر من 90 % من الناس وهو له علاقة بتقدم العمر والأوعية الدموية وغيرها، وهذا الارتفاع الأولى أو الأساسى يكون فى الغالب للرجال والسيدات ومع عمر الخمسين ويزيد فوق سن الستين عاما ويزيد العدد فى عمر السبعين، أما عن ارتفاع ضغط الدم الثانوى يكون ناتجا من أسباب أخرى مثل: مشكلات فى الكلى «ضيق فى الشريان الكلوى» فهذا المرض يسبب ارتفاعا فى ضغط الدم الثانوى ، كما أن مع الحمل قد تصاب السيدة بارتفاع فى ضغط الدم إذا أصيبت بتسمم الحمل ومن الممكن أن يستمر بعد الحمل ، وهناك ارتفاع ضغط الدم نتيجة لنشاط الغدة الدرقية، أو نتيجة للتوتر والقلق فيفرز الأدرنالين بكثرة فيؤدى إلى ارتفاع ضغط دم ثانوى.
ويضيف أن العلاج يختلف بين ضغط الدم الأولىّ، وضغط الدم الثانوى على حسب التشخيص الذى يقوم به الطبيب المعالج. فإذا كان ارتفاع ضغط الدم مصحوبا بمشكلات فى القلب مثل: زيادة معدل نبضات القلب فهنا نحتاج فى العلاج دواء لتقليل معدل نبضات القلب مع دواء لانخفاض معدل ضغط الدم، وإذا حدث ارتفاع ضغط الدم مع مرضى القصور الكلوى فهنا يتم تهيئة حالة الكلى أولا وإعطاء أدوية لا تؤثر على الكلى بالسلب.
كما أن ارتفاع ضغط الدم فى الصيف يزيد نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجو والعكس؛ فمرضى الضغط المنخفض يزيد نسبة انخفاض ضغط الدم عندهم مع ارتفاع درجة حرارة الجو ، ففى موسم الصيف تتمدد الأوعية الدموية وتزيد نسبة الدم فى الأوعية الدموية فيؤدى ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم، كما أن فى موسم الصيف ومع الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة يحاول القلب فى ضخ الكثير من الدم مما يسبب فى ارتفاع فى ضغط الدم للجسم،لذلك يجب تجنب الحرارة الشديدة عند مرضى ارتفاع ضغط الدم مع الانتظام على مواعيد العلاج الذى يحددها الطبيب المعالج مع شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل لأن الجسم يفقد الكثير من الماء بخروج العرق من الجسم وحتى لا يتعرض الجسم للجفاف.
وينصح الدكتور عماد الدين حمدي بالحذر من المجهود الزائد لأن المجهود الشديد مع الحر يسبب ارتفاع ضغط الدم؛ لذا يجب قدر المستطاع تجنب الحرارة المباشرة مع تجنب الإجهاد حتى لا يصاب المريض بالإجهاد الحرارى أو ارتفاع الضغط.