6-9-2025 | 12:00
أمانى عزت
تعتبر البواسير واحدة من المشكلات الصحية الشائعة التي يعاني منها الملايين حول العالم إذ تصيب الرجال والنساء على حد سواء وتظهر بأعراض مزعجة قد تتراوح بين الشعور بالحكة والألم إلى النزيف الشرجي، ومع سوء التغذية وقلة ممارسة الرياضة أصبحت البواسير أكثر شيوعا من أي وقت مضى.
في هذا التحقيق نسلط الضوء على أسباب الإصابة بالبواسير لدى الجنسين، طرق التشخيص، أبرز وسائل الوقاية والعلاج إلى جانب دور التغذية والنظام الغذائي في تخفيف الأعراض ومنع تكرارها.
يوضح الدكتور حسنى سلامة أستاذ أمراض الجهاز الهضمي، أن البواسير هي أوردة منتفخة في الجزء السفلي من المستقيم ، وتحدث عندما يتعرض هذا الجزء لضغط متكرر أو مزمن وتنقسم البواسير إلى نوعين رئيسيين البواسير الداخلية و تحدث داخل المستقيم وقد لا تكون مرئية، لكنها قد تسبب نزيف غير مؤلم و البواسير الخارجية و تظهر حول الجزء السفلي من المستقيم وقد تكون مؤلمة جدا خاصة عند تكون الجلطات فيها.
ويضيف سلامة أن أسباب الإصابة بالبواسير عديدة ومن أبرزها الإمساك المزمن أو الإسهال، الجلوس لفترات طويلة خاصة على المرحاض وخلال الحمل والولادة، بالإضافة إلى رفع الأوزان الثقيلة بانتظام والسمنة وزيادة الوزن واتباع نظام غذائي منخفض الألياف مع قلة الحركة والنشاط البدني، وهناك العوامل الوراثية أيضا مشيرا إلى أنه رغم أن البواسير تصيب الجنسين إلا أن هناك اختلافات طفيفة في عوامل الخطورة ،حيث إن النساء أكثر تعرضا للإصابة بسبب الحمل لأن وزن الجنين وتغير الهرمونات يؤدى إلى زيادة الضغط على الأوردة الحوضية والرجال غالبا ما ترتبط إصابتهم بالعادات مثل الجلوس لفترات طويلة أو ممارسة رفع الأثقال بشكل خاطئ، ولكن من حيث الأعراض والعلاج لا يوجد فرق كبير بين الجنسين.
وعن أعراض الإصابة بالبواسير يقول: إنها تبدأ بنزيف أثناء التبرز غير مؤلم، حكة أو تهيج في الجزء السفلي من المستقيم، ألم أو انزعاج خاصة أثناء الجلوس وتورم أو نتوءات حول فتحة الجزء السفلي من المستقيم وشعور بعدم الإفراغ الكامل للمستقيم وينبغي مراجعة الطبيب فورا في حال استمرار الأعراض أو وجود نزيف شرجي.
ويعتمد التشخيص على الفحص السريري، ويشمل الفحص البصري لتقييم البواسير الخارجية أو منظار الجزء السفلي من المستقيم إذا كانت هناك حاجة لتقييم البواسير الداخلية أو لاستبعاد أمراض أخرى.
أما العلاج فيعتمد على شدة الحالة فى الحالات البسيطة نبدأ بالعلاجات المنزلية منها الجلوس في ماء دافئ لمدة 15 دقيقة يوميا و كريمات و مراهم موضعية و كمادات باردة لتخفيف التورم ونصف مسكنات ألم أو مضادات التهابات موضعية لتخفيف الأعراض وفي الحالات المزمنة أو عندما تفشل الطرق الأخرى ينصح بالتدخل الجراحي.
وعلى الجانب الآخر يقول الدكتور عمرو جاد أستاذ الجراحة العامة و الأوعية الدموية: إننا نعتبر الجراحة خيارا علاجيا للبواسير عندما تفشل العلاجات الأخرى في تخفيف الأعراض أو في الحالات مثل بواسير من الدرجة الثالثة أو الرابعة، وفى حالة النزيف فى الجزء السفلي من المستقيم الشديد المتكرر أو فى حالة ألم مزمن لا يستجيب للعلاج، أو تكون جلطة دموية مؤلمة في البواسير الخارجية خاصة إذا استمرت الأعراض بعد زوال الجلطة أو فى حالة مضاعفات مثل الناسور أو الخراج حول الجزء السفلي من المستقيم.
وأضاف جاد أن هناك أنواعا من العمليات الجراحية للبواسير وهناك عدة تقنيات جراحية متاحة، يحدد الأنسب منها حسب درجة البواسير وحالة المريض الصحية وتشمل استئصال البواسير التقليدى وهو الأفضل للبواسير الكبيرة أو المتكررة، تعد هذه العملية الأكثر شيوعا وفعالية على المدى الطويل، وتجرى تحت التخدير الموضعي أو العام، وهناك طريقة أخري وهى تدبيس البواسير للبواسير الداخلية من الدرجة الثانية أو الثالثة يستخدم فيها جهاز خاص يقوم بـ رفع وتثبيت البواسير في مكانها الطبيعي داخل القناة ، وهناك الاستئصال باستخدام الليزر وهى تقنية حديثة وأقل تدخلا يستخدم فيها شعاع ليزر عالي الدقة لاستئصال أو تبخير الأنسجة المتضخمة دون جرح كبير.
وحول ما بعد الجراحة يوضح د. عمرو جاد أن المريض يجب أن يعرف أن مدة الشفاء تختلف حسب نوع العملية، لكنها تتراوح عادة من أسبوع إلى أربعة أسابيع وأن الألم شائع ويعالج بمسكنات أو مضادات التورم التى يصفها الطبيب وأن التبرز قد يكون مؤلما في البداية، و لذلك ينصح باستخدام ملينات ومكملات ألياف والحمام الدافئ مفيد لتخفيف الألم وتحسين الدورة الدموية حول الجرح وأن الزيارات الطبية ضرورية لمتابعة الشفاء واستبعاد حدوث مضاعفات.
وتبقى الجراحة في رأي جاد، الخيار العلاجي النهائي للبواسير عندما تفشل الوسائل الأخرى وتختلف تقنياتها حسب نوع البواسير وشدتها ورغم ما قد تسببه من انزعاج مؤقت، فإن نتائجها تكون مرضية وتحسن بشكل كبير من نوعية الحياة.
من جانبها، تنبه الدكتورة ميري رزق استشاري التغذية إلى أنّ الغذاء يلعب دورا محوريا في كل من الوقاية والعلاج ومن الأطعمة المفيدة الحبوب الكاملة مثل الشوفان، الخبز الأسمر، الأرز البني ،الخضراوات الورقية مثل السبانخ والخس والفواكه الطازجة خاصة الغنية بالألياف كالتفاح والكمثرى، بالإضافة إلى البقوليات مثل العدس والفول ولا ننسى التأكيد على شرب الماء والسوائل العشبية مثل الكمون و اليانسون.
وأكدت رزق على أن هناك أطعمة يجب تقليلها أو تجنبها كالأطعمة الحارة و المقلية واللحوم المصنعة والوجبات السريعة والكافيين بكثرة، بالإضافة إلى الأطعمة منخفضة الألياف مثل الخبز الأبيض والمعجنات واتباع نظام غذائي متوازن غني بالألياف يساهم في تحسين حركة الأمعاء، وتقليل الضغط أثناء التبرز، وبالتالي الحد من تهيج أو ظهور البواسير وشرب كميات كافية من الماء على الأقل 8 أكواب يوميا وتجنب الجلوس لفترات طويلة والتحرك كل ساعة و ممارسة الرياضة بانتظام مثل المشي والسباحة واستخدام المرحاض فور الشعور بالحاجة وعدم تأجيل التبرز مع تجنب استخدام المناديل الجافة أو المعطرة.
وتختمُ رزق بأنّ البواسير مشكلة مزعجة لكنها قابلة للوقاية والعلاج إذا تم التعامل معها بالتغذية السليمة، الحركة المنتظمة والاهتمام بالصحة العامة هي مفاتيح أساسية للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتفادي هذه المشكلة داعية المرضى إلى عدم التردّد في مراجعة الطبيب عند ظهور أية أعراض، فالكشف المبكر يسهل دائماً العلاج ويمنع حدوث المضاعفات.