13-9-2025 | 11:43
أحمد فاخر
الصداع النصفي هو نوع من الاضطرابات العصبية التي تصيب أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم سواء من الرجال أو النساء، وهو أكثر شيوعاً بين الأعمار التي تتراوح بين 35 إلى 39 سنة، ومنه الصداع الموسمى أو العنقودى والذى يتفاقم فى مواسم معينه من السنة، كما نتعرف على هذا تفصيلياً فى التحقيق التالى.
في بداية حديثه يوضح الدكتور السيد المر استشاري المخ والأعصاب أن الصداع هو ألم في الرأس يحدث بسبب الإرهاق أو نقص النوم أو التوتر، ورغم أن نصف المرضى الذين يعانون من الصداع في العالم لم يتم تشخيصهم بعد، إلا أن نسبة 50 % من المصابين الذين تم تشخيصهم بدقة لم يتلقوا العلاج المناسب.
ويضيف أن الصداع النصفي هو من الأمراض المزمنة والمعقدة التي تصيب الجهاز العصبي ويعتبر مرضا في حد ذاته وليس مجرد عرض لأمراض أخرى، أما الصداع الموسمي أو الصداع العنقودي فهو نوع من الصداع النصفي يحدث أو يتفاقم خلال مواسم معينة من السنة، ويمكن أن يتأثر بعوامل بيئية ومناخية مثل تغيرات درجة الحرارة ونسبة الرطوبة والضغط الجوي، بالإضافة إلى تغير مستوى الضوء الطبيعي وساعات النهار.
وبالرغم من أن هناك موسما يمكن أن يكون مرتبطاً بزيادة إصابة بعض الأشخاص بالصداع النصفي مثل فصل الخريف وهو الأشهر الذي يرتبط بشكل أكبر بارتفاع معدلات الإصابة بالصداع النصفي، وذلك لعدة أسباب منها:
• تغيرات الجو وانخفاض الضغط الجوي، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين في الجو خلال فصل الخريف.
• انخفاض كمية الضوء الطبيعي، مما يؤثر على إفراز السيروتونين في الدماغ، وهو مادة تتحكم في الحالة النفسية والنوم والشهية.
• زيادة الحساسية الموسمية بسبب انتشار حبوب اللقاح في الهواء.
• تغيير نمط الحياة الذي يسبب ضغوطًا نفسية.
كما يلفت الدكتور أحمد عبد العزيز أبو حجر استشاري الأمراض العصبية الانتباه إلى أن الصداع العنقودي هو أحد أنواع الصداع الذي يتم تشخيصه أحيانا بشكل خاطئ على أنه مثلا صداع نصفي بدون نتيجة إذ أن علاج الصداع النصفي يختلف بشكل جذري عن الصداع العنقودي.
ويكشف أن الصداع العنقودي يتسم بالتالي:
- صداع يصيب أحد نصفي الرأس تماماً سواء بالجهة اليمنى أو الجهة اليسرى ولا يغير جهة الإصابة أبداً، وهذا يعتبر اختلافا كبيرا بينه وبين الصداع النصفي، حيث إن الصداع النصفي يمكن أن ينتقل مكان الإصابة به أحياناً بالجهة اليمنى أو الجهة اليسرى من الرأس.
- مركزه يكون حول العين، وهذا يختلف عن الصداع النصفي الذي يكون على شكل نبضات تصيب جانب الرأس بالكامل.
- يصاحبه إحمرار بالعين، ورشح أو انسداد بالأنف في نفس جهة الصداع.
- تستمر النوبة من نصف ساعة وحتى ثلاث ساعات متواصلة على الأكثر، مما يجعله مختلفاً عن الصداع النصفي الذي يمكن أن تستمر أعراضه لأيام بشكل مستمر، حيث يمتد من 4 ساعات وحتى 3 أيام باستمرار دون توقف.
- يصيب الرجال أكثر من النساء، وذلك عكس الصداع النصفي الذي يصيب النساء بشكل أكبر.
- شديد الألم بشكل كبير لدرجة أنه يمكن أن يقود صاحبه إلى الانتحار.
يوضح الدكتور أحمد عبد العزيز أن أعراض الصداع العنقودي موسمية، حيث يمكن أن تحدث الإصابة في وقت معين من السنة مثل بداية فصل الخريف وتظل أعراضه مستمرة دون توقف لمدة شهر أو شهرين ثم تزول بمفردها دون أي سبب، ويختفي لمدة سنة أو سنتين ثم يعود مرة أخرى في نفس الموسم بنفس القوة، لذلك سُمي بالعنقودي حيث يشبه عنقود العنب الذي تسقط حباته واحدة تلو الأخرى ثم يختفي وتنبت حبات أخرى في الموسم القادم، وهكذا.
وينبه إلى ضرورة تشخيص الصداع العنقودي عن طريق طبيب أمراض المخ والأعصاب والأفضل أن يكون متخصصاً في آلام الصداع، حيث إنه تتشابه أعراض أنواع الصداع المختلفة والخلط بينهم في التشخيص يؤدي إلى عدم الوصول للعلاج المناسب مع الأسف، ففي حالة تأكد الطبيب من أن المريض مصاب بالصداع العنقودي لا داع لإجراء أشعة رنين مغناطيسي على المخ، كما يتم علاج النوبة نفسها بجلسات الأكسجين لمدة عشر دقائق، هذا بالإضافة لوصف بعض أدوية الضغط للمرضى لأنها تفيد في تخطي آلام الصداع العنقودي.
وحول أنواع العلاج، أشار الدكتور عمرو حسن استشاري المخ والأعصاب إلى أن هناك ثلاثة أساليب للعلاج يمكن أن نستخدمها في علاج الصداع النصفي تتمثل في الأمور التالية:
- الإجراءات الوقائية، وذلك بأن يتم منع حدوث الصداع عن طريق تفادي التعرض لكل من الحر والجوع والعصبية والانفعال والتوتر والقلق وقلة النوم، كما أن الشيكولاتة والكثير من الأكلات التي تحتوي على مواد حافظة تزيد الإصابة بالصداع.
- القيام بعلاج النوبة عن طريق المسكنات، حيث يمكن أخذ العلاج الدوائي المناسب في بداية الشعور بالصداع حتى يستطيع المريض أن يتخلص من الصداع في بدايته وإلا غالباً لن يؤتي بأية نتيجة.
- أحدث طرق علاج الصداع النصفي ما يطلق عليه الأدوية الوقائية، والعلاج الوقائي يأخذه المريض لتقليل نوبات الصداع بقدر الإمكان فيما بعد، ومع ذلك فبعض العلاجات الدوائية التقليدية العادية مثل أدوية الضغط والأدوية التي تعمل على تنظيم ضربات القلب، وأيضاً مثل بعض مضادات الاكتئاب وبعض الأدوية التي تستخدم للوقاية من نوبات الصداع النصفي قد يكون لها أثر جانبي مختلف، فمنهم ما يعمل على زيادة وزن الجسم وآخر يزيد من ساعات النوم على مدار اليوم ونوع يعتبر مدرا للبول بشكل كبير، كما أن هناك منهم ما قد يؤدي للإصابة بهبوط في ضغط الدم، وبالتالي تلك الأدوية لها شروط تختلف حسب حالة كل مريض.
يوضح لنا الدكتور عمرو حسن أحدث أنواع علاج الصداع النصفي فيقول: إنها علاجات تتكون من المواد المضادة لمادة (CGRP)، وهي مادة تفرز داخل المخ والتي تسبب الشعور بالألم طوال الوقت، وقد تم استحداث أدوية وقائية تعمل على منع وصول تلك المادة إلى المخ، وبالتالي تمنع الإصابة بالصداع النصفي.
وبالتالي مع الوقت يعد هذا العلاج هو الحل الأمثل لمشكلة الصداع النصفي حتى يستطيع المريض ممارسة حياته الطبيعية، مع التقليل من استهلاك المسكنات.