رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«موائد الرحمن الرقمية» كيف تغير مشهد الإفطار الجماعى؟


14-3-2025 | 17:01

.

طباعة
تقرير: محمد زيدان

خلال شهر رمضان الفضيل، تظهر موائد الإفطار الجماعية كأحد أهم مظاهر الروحانية، حيث يجتمع الأفراد والعائلات على موائد عامرة بروح المحبة والتعاون، فى تقديم إفطار للصائمين، كنوع من البر والتكافل والتآخى بين أبناء المجتمع. ومع التطور التكنولوجى المتسارع، أصبح تنظيم هذه الموائد أكثر سهولة وكفاءة، ما ساهم فى زيادة انتشارها واستدامتها، خاصة فى ظل الاعتماد المتزايد على الأدوات الرقمية والمنصات الذكية.

خلال شهر رمضان الفضيل، تظهر موائد الإفطار الجماعية كأحد أهم مظاهر الروحانية، حيث يجتمع الأفراد والعائلات على موائد عامرة بروح المحبة والتعاون، فى تقديم إفطار للصائمين، كنوع من البر والتكافل والتآخى بين أبناء المجتمع. ومع التطور التكنولوجى المتسارع، أصبح تنظيم هذه الموائد أكثر سهولة وكفاءة، ما ساهم فى زيادة انتشارها واستدامتها، خاصة فى ظل الاعتماد المتزايد على الأدوات الرقمية والمنصات الذكية.

هانى عبد الفتاح، الرئيس التنفيذى لمؤسسة صناع الخير للتنمية، عضو التحالف الوطنى، يقول إن التكنولوجيا الحديثة وأدوات الاتصال ساعدت كثيرًا فى تنفيذ مستهدفات المجتمع المدنى بشكل عام، فى الوصول إلى القرى الأشد احتياجًا، وتحقيق العدالة الاجتماعية بتوزيع المساعدات الإغاثية على المواطنين أينما كانوا.

ويوضح أن المؤسسة عمدت إلى استثمار الإمكانيات التكنولوجية المتاحة من وسائل التواصل الحديثة والتطبيقات والتقنيات الحديثة فى مد جسور تواصل مع قيادات الرأى فى معظم القرى المصرية، والوقوف من خلالهم على احتياجات الأهالى، ومن بينها الاحتياجات الغذائية، ومن ثم المساعدة فى تقديم الخدمات النوعية، وذلك من واقع تجربة مؤسسة «صناع الخير للتنمية»، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى.

 

ويضيف «عبد الفتاح» أنه فيما يخص تنظيم موائد الإفطار الجماعى، فقد عمدت صناع الخير فى السنوات الماضية، وتخطط هذا العام أيضًا، إلى استثمار إمكانيات التواصل والتكنولوجيا الحديثة فى تنظيم موائد الإفطار فى الأماكن الأكثر ارتيادًا من الأسر الأولى بالرعاية، وفى الوقت نفسه الإعلان عن أماكن هذه الموائد حتى يسهل على المواطنين الوصول إليها، ثم إتاحة الفرصة للمواطنين لإبداء آرائهم والتعليقات حول جودة الخدمات المقدمة، وهو ما يسَّر كثيرًا فى تنفيذ موائد الإفطار الجماعى.

 

فتحى المزين، رئيس مجلس أمناء مؤسسة حلقة وصل، قال إنه قبل البدء فى إعداد مائدة الرحمن، يواجه المنظمون تحديات كبيرة فى التخطيط والتواصل. فى الماضى، كانت هذه العملية تعتمد بشكل أساسى على الاتصال المباشر والوسائل التقليدية، مما يعيق سرعة التواصل وفعاليته، لكن اليوم، ساهمت التكنولوجيا فى تسهيل هذه المرحلة بشكل كبير جدًا، حيث تُستخدم منصات التواصل الاجتماعى، مثل فيسبوك، وواتساب، وتويتر، للدعوة إلى المشاركة، وتنسيق الجهود التطوعية، وتبادل المعلومات حول احتياجات المائدة. كما تساعد هذه المنصات فى نشر الوعى بأهمية موائد الرحمن، وجذب المزيد من المتطوعين والمتبرعين، مما يسهل التواصل الفورى ومشاركة التحديثات.

“المزين» أضاف أن تطبيقات إدارة المشاريع، مثل Trello وAsana، تسهل عملية تنظيم المهام وتوزيعها على المتطوعين، مما يضمن التنسيق الفعال بين مختلف الفرق العاملة. كما تساعد فى تتبع تقدم العمل، وإدارة الموارد بشكل أكثر كفاءة، وكذلك أنظمة إدارة قواعد البيانات، لتسجيل المتطوعين، وتتبع تبرعاتهم، وإدارة معلومات المستفيدين من مائدة الرحمن. وهذا يساعد فى بناء قاعدة بيانات شاملة، تسهل عملية التخطيط للموائد فى السنوات القادمة.

ويؤكد أن التكنولوجيا ساهمت بشكل كبير فى إدارة المخزون من المواد الغذائية، حيث تساعد التطبيقات فى تتبع الكميات المطلوبة من الطعام والمشروبات وتجنب الهدر. وتعتبر إدارة الموارد، بما فى ذلك الطعام، والأدوات، والمتطوعون، من أهم التحديات التى تواجه منظمى موائد الرحمن. فى الماضى، كانت تقديرات الاحتياجات تعتمد على التخمين، مما قد يؤدى إلى نقص أو فائض فى الموارد، ولكن اليوم تساعد التكنولوجيا فى تحسين دقة هذه التقديرات، باستخدام البيانات التاريخية والإحصائية، حيث يمكن للمنظمين تقدير عدد المستفيدين، واحتياجاتهم من الطعام والشراب بدقة أكبر.

 

“المزين» أوضح أن تطبيقات التسوق الإلكترونى تساهم فى تسهيل عملية شراء المواد الغذائية، مما يوفر الوقت والجهد، ويضمن الحصول على أفضل الأسعار. كما تساعد هذه التطبيقات فى إدارة المخزون، وتتبع تاريخ انتهاء صلاحية المواد الغذائية، مما يضمن سلامة الطعام وجودته. وتساهم أيضًا فى توزيع الطعام والشراب على المستفيدين، حيث كانت هذه العملية تعتمد على الطرق التقليدية، مما قد يؤدى إلى ازدحام وتأخير. ومع دخول التكنولوجيا، تحسنت كفاءة عملية التوزيع، بشكل أكثر سلاسة، وقلَّ وقت الانتظار. أيضًا، ساهمت التكنولوجيا فى أنظمة الدفع الإلكترونى، لتسهيل عملية التبرع، وإدارة الأموال بشكل أكثر شفافية.

 

وبحسب «المزين»، فقد أثبتت التكنولوجيا فعاليتها فى إحداث ثورة فى تنظيم موائد الرحمن، محسنة من كفاءتها، وموسعة من نطاق تأثيرها. من خلال استخدام التطبيقات والمنصات الرقمية، أصبحت عملية التخطيط، وإدارة الموارد، والتوزيع، والإعلام، أكثر كفاءة وفعالية. لكن يبقى العنصر البشرى أساسيًا فى نجاح هذه الموائد، فالتكنولوجيا أداة مساعدة، وليست بديلًا عن الدفء الإنسانى والروح الاجتماعية التى تميز هذه المناسبات. ومع استمرار تطور التكنولوجيا، من المتوقع أن نشهد المزيد من الابتكارات التى تسهل تنظيم موائد الرحمن، مضيفة لمسة من التميز والراحة، وتساهم فى نشر ثقافة العطاء والكرم على نطاق أوسع.