تستعد وزارة الاستثمار لاستقبال وفد صينى رفيع المستوى الشهر المقبل بهدف بحث فرص التعاون المشترك وإمكانيات تأسيس شراكات بين الشركات الصينية ونظيرتها المصرية، بما يسهم فى دعم الصناعة المحلية ونقل التكنولوجيا والخبرات الصينية، كما قرر المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، القيام بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية تتضمن زيارة عدد من المقاطعات الصينية، وتستهدف عقد اجتماعات مع كبار المسئولين الحكوميين الصينيين ورجال الأعمال، وذلك لعرض السياسات الاقتصادية للدولة وفرص ومقومات الاستثمار فى مصر.
وفى هذا السياق، قال همام عبدالخالق، عضو الغرفة التجارية: فى السنوات الخمس الأخيرة، أصبحت الصين شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا لمصر فى مجالات متعددة من الاستثمار، فى ظل تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، وزيادة التبادل التجارى، ومشاركة الصين فى تنفيذ مشاريع تنموية كبرى داخل مصر، خاصة فى مجالات الصناعة، والبنية التحتية، والطاقة، والتكنولوجيا، والمنسوجات. سجلت الاستثمارات الصينية المباشرة فى مصر نموا تدريجيا، ففى عام 2020 بلغ حجم الاستثمارات الصينية نحو 1.2 مليار دولار، ومع استمرار الثقة فى السوق المصرى، ارتفع هذا الرقم إلى 1.641 مليار دولار فى عام 2022، وخلال العام المالى 2022/2023 فقط، سجلت الاستثمارات الصينية ما يقارب من 957 مليون دولار، بزيادة واضحة عن العام السابق.
وأضاف «عبدالخالق»، أن «البيانات تشير إلى أن إجمالى الاستثمارات الثنائية، بما فى ذلك المشاريع المشتركة والمقاولات الصينية فى مصر، بلغ حوالى 14 مليار دولار بحلول عام 2023، ومتوقع أن تستمر هذه الاستثمارات فى النمو خلال عام 2025، مدفوعة بالمبادرات المشتركة مثل مبادرة الحزام والطريق، التى تعد مصر نقطة محورية فيها».
بدوره، قال الدكتور مدحت عون، الخبير الاقتصادى: إن «مستقبل الصناعات التحويلية يعتلى قائمة الاستثمارات الصينية فى مصر، حيث تشكل الصناعات التحويلية نسبة كبيرة من الاستثمارات الصينية حوالى 68 فى المائة، فعلى سبيل المثال هناك شركة جوشى لصناعة الألياف الزجاجية التى تعد من أكبر الاستثمارات الصناعية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مع الأخذ فى الاعتبار أن الصين ساهمت فى تطوير البنية التحتية المصرية، بما فى ذلك مشروع البرج الأيقونى فى العاصمة الإدارية الجديدة الذى تنفذه شركة «CSCEC»، وهى واحدة من أكبر شركات البناء فى العالم، ومجال الطاقة.

«عون»، أضاف: تشارك الشركات الصينية فى مشاريع متنوعة بمجال الطاقة المتجددة والتقليدية، وقد بلغت قيمة هذه المشاريع أكثر من 30 مليار دولار خلال السنوات الأخيرة ومجال الاتصالات والتكنولوجيا، حيث نجد شركات مثل «هواوى» و«زى تى إي» نشطة فى السوق المصري، وتشارك فى تطوير البنية الرقمية ودعم التحول الرقمى فى المؤسسات الحكومية والخاصة، ومجال الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة دخلت الصين ومصر فى تعاون فريد من نوعه فى مجال الفضاء، حيث تم إنشاء مختبرات مشتركة وتقديم دعم تكنولوجى لتطوير القدرات البحثية فى مصر.
وعن خريطة التوزيع الجغرافى، قال «عون»: إن «الاستثمارات الصينية تنتشر فى مناطق مختلفة من مصر، منها محافظة السويس داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والعاصمة الإدارية الجديدة، إلى جانب توسع واضح فى القاهرة، والجيزة، وبنى سويف، والشرقية، ما يسهم فى توفير آلاف فرص العمل وتعزيز التنمية المحلية، ومن المتوقع أن تتسع الاستثمارات الصينية خلال عامين على الأكثر لتشمل قطاعات جديدة مثل المدن الذكية، والاقتصاد الأخضر، والتكنولوجيا المتقدمة، ويعكس هذا التحول الرغبة الصينية فى أن تصبح مصر مركزا لوجستيا وصناعيا فى الشرق الأوسط وإفريقيا».