بمشاركة 12 فريقًا، انطلقت بطولة كأس إفريقيا للشباب التى يشارك فيها المنتخب الوطنى تحت 20 عامًا كواحد من الفرق الواعدة التى تحمل آمالًا كبيرة فى المنافسة على لقب البطولة المُقامة على أرض مصر، وتأتى هذه المشاركة فى ظل ظروف مثالية، حيث يلعب الفراعنة أمام جمهورهم، مما يمنح الفريق دعمًا معنويًا قد يكون فارقًا فى المباريات الحاسمة، لكن تحقيق الحلم لن يكون سهلًا، فالفرق الإفريقية المشاركة فى البطولة تمتلك مستويات تنافسية عالية، مما يتطلب من الفريق القومى التميز فى الجوانب الفنية والخططية والبدنية. فى هذا التقرير، نستعرض بالتحليل فرص المنتخب فى التتويج باللقب، مع تسليط الضوء على أداء اللاعبين والخطط التكتيكية للمدرب أسامة نبيه.
ربيع ياسين، مدرب منتخب الشباب السابق، يرى أن المنتخب الوطنى يمتلك مجموعة من اللاعبين الموهوبين الذين يجمعون بين المهارة الفردية واللياقة البدنية العالية، لعل أبرزهم اللاعب محمد عبدالله، الذى افتتح أول أهداف البطولة بعد الفوز على منتخب جنوب إفريقيا بهدف دون رد، منتخبنا لديه الأفضلية فى هذه البطولة، خاصة فى ظل وجود قوة فى خط الهجوم مع وجود مهاجمين ذوى سرعة وقدرة عالية على إنهاء الهجمات، وأيضا لدى هذا الفريق الواعد مميزات فنية عديدة؛ من أهمها تماسك دفاعى نسبي، رغم بعض الأخطاء الفردية التى تحتاج إلى تصحيح فى المباريات القادمة، وروح قتالية عالية، خاصة فى المباريات الصعبة، مما يعكس شخصية الفريق تحت ضغط المنافسة، وهذا ما شاهدناه فى المباريات التى سبقت البطولة الإفريقية، وظهرت فى أول مباراة أمام جنوب إفريقيا.
وأوضح أن الخطة التكتيكية للمدرب أسامة نبيه متنوعة، حيث إنه يتبع أسلوبًا قائمًا على المرونة التكتيكية، فهو يلعب بتشكيلات متعددة بين (4-3-3) و(4-2-3-1) حسب طبيعة المباراة، وهذه ميزة فنية لا يمتلكها مدربون كثر، ويعتمد «نبيه» فى كثير من المباريات على الهجمات المرتدة السريعة، مستفيدًا من سرعة أجنحة الفريق.
وأشار إلى أن كل هذه المميزات الفنية لمنتخب الفراعنة ستساعد الفريق فى المرحلة القادمة بالبطولة، لا سيما أن لديهم فكرا فنيا وتكتيكا عاليا يجعل لديهم القدرة على تغيير نمط اللعب خلال المباراة.
وأكد «ياسين» أن المنتخب لديه فرص الفوز بالبطولة، فهناك عوامل إيجابية، أبرزها الدعم الجماهيري، اللعب على أرضك ووسط جمهورك سيمنح الفريق دفعة معنوية كبيرة، وأيضا خبرة المدرب أسامة نبيه المعروف بقدرته على قيادة الفرق الشابة وتحفيزها، وجعل الفريق لديه توازن عن طريق وجود مزيج بين المهارة واللياقة البدنية، ولكن هناك تحديات ستواجه الفريق أهمها قوة الفرق المنافسة التى لديها لاعبون محترفون فى دوريات أوروبية كبيرة، والضغط النفسى حيث توقعات الجماهير العالية قد تكون عبئا على اللاعبين الشباب، وهنا يأتى دور الجهاز المعاون للمدير الفنى عن طريق تحفيز وتوعية اللاعبين الشبان.

معتمد جمال، مدرب المنتخب الأولمبى السابق، فقال: «بفضل المواهب الفردية والخطط التكتيكية المرنة، يعتبر المنتخب الوطنى للشباب تحت 20 عاما منافسا قويا فى البطولة، خاصة مع الدعم الجماهيرى، لكن نجاحه سيعتمد على التطبيق العملى للخطط التى يضعها المدير الفنى أسامة نبيه وتجاوز الضغوط الجماهيرية، ومنتخب الفراعنة للشباب استعد للبطولة بشكل جيد، وبالمجهود قادرون على تخطى الصعب والوصول إلى أدوار متقدمة فى البطولة الإفريقية والتى بدورها سيتأهل إلى كأس العالم.
«جمال» أوضح أن الفريق القومى سيعتمد على عدة عوامل أساسية لتحقيق الفوز بالبطولة، أبرزها النضج التكتيكى، وهذا يتحقق إذا أظهر اللاعبون فهمًا واضحًا لخطة المدرب وقدرة على التكيف مع كل المباريات، ثم تأتى اللياقة البدنية وستكون عاملا حاسما، خاصة مع كثافة المباريات فى تلك البطولة، فضلاً عن دور المهارات الفردية مع وجود لاعبين متميزين بالفريق فى المراوغة.