«فرعون الجودو».. لقب يستحقه البطل المصرى، عبدالله فهمى، الذى توج مؤخرًا بـ«ذهبية إفريقيا» لوزن 100 كيلو جرام، وهو إنجاز تحدث عنه «فهمي» فى حواره مع «المصور» الذى كشف فيه سر تميزه وتفوقه، كما تحدث عن تحضيراته للبطولات المقبلة.
«فهمي»، كشف أيضًا كواليس أصعب المباريات التى واجهها، وطموحاته المستقبلية، كما أشار إلى رؤيته حول مستوى الدخل للأبطال الدوليين، وتعاونه مع المدير الفنى اليابانى إيواى إيزومى..
كيف ترى مستقبلك الرياضى بعد الفوز بذهبية إفريقيا؟
الحمد لله عُدت بمستوى قوى فى هذه البطولة بعد إصابتى بالرباط الصليبى لمدة سنتين، وبطولة إفريقيا منحتنى ثقة كبيرة فى نفسى ولكل لاعبى المنتخب، وأطمع فى تحقيق ذهبية بطولة العالم يونيو المقبل فى العاصمة المجرية بودابست، فنحن لسنا أقل من أى بطل عالم مهما كان، كما أن خطة أعضاء المنتخب والاتحاد المصرى للجودو، تجعلنا قادرين على تحقيق ميدالية وتقديم مستوى يليق باسم مصر، واحتلال مركز متقدم فى التصنيف العالمى، من أجل المشاركة فى أولمبياد لوس أنجلوس 2028م.
وكيف كان التحضير للبطولة؟
التحضير كان منقسمًا إلى شقين، «فردى» وآخر «جماعى».. مع المنتخب بدأت التحضير على المستوى الشخصى بعد انتهاء أولمبياد باريس 2024، وكان منتخبنا وقتها، يتجه نحو تشكيل منتخب يحتوى على عناصر جديدة ومتميزة من خلال بطولات الجمهورية والتصفيات الخاصة بالمنتخب.
وجلست فترة أتدرب بشكل منفرد فى نادى طلائع الجيش، الذى أنتمى له، ومع عدد من المدربـين الشخصـــيين استعدادًا لتصفيات المنتخب.. واستطعت بفضل الله، الحصول على ميدالية ذهبية فى بطولة الجمهورية، ومن ثم الانضمام لصفوف المنتخب، وبدأنا الاستعداد على المستوى الجماعى قبل شهر رمضان الماضى، وذلك فى معسكر مغلق داخل المركز الأولمبى بالمعادى، وهو معسكر يشتمل على تدريبات بدنية وأحمال وأنظمة غذائية خاصة بنا.
صف لنا أصعب مباراة لعبتها خلال المنافسة على الذهب؟
مباراتان فى الحقيقة وليس واحدة، المباراة النهائية لأنها كانت مصرية خالصة أمام زميلى عمر الرملى، المجتهد العائد من إصابة رباط صليبى أيضًا، وحقق لقب بطولة إفريقيا من قبل، وكان لديه نفس فترة الإعداد والتأهيل مع المنتخب، كما أننا واجهنا بعض عدة مرات خلال التدريبات، لذلك كان الأمر صعبًا.
المباراة الثانية فى منافسات الفرق أمام بطل الجزائر للوزن المفتوح، وكان هناك فارق وزن كبير بينى وبين الخصم، كما أن مديره الفنى أعطاه تعليمات بتقفيل اللعب، وهذا أمر صعب نظرًا لوزنه الثقيل، لكنى استطعت التغلب عليه فى آخر 15 ثانية بفارق نقاط.
كيف توفر مستوى دخل مناسب لك باعتبارك بطل دولى؟
أنا فى الأساس مهندس مدنى، ومارست هذه المهنة لفترة من حياتى، لكنى اتجهت مؤخرًا بعد انتهاء فترة علاجى من الإصابة، إلى الوسط الرياضي، وحصلت على كورسات فى مجال التغذية والتدريب الشخصى وتخطيط الأحمال، واستطعت بذلك أن أعمل كمدرب شخصى، كما أن عقدى مع نادى طلائع الجيش مجز ماديًا، ومؤخرا أبرمت عقدًا مع المنتخب الوطنى استعدادًا للبطولات المقبلة مقابل التخلى عن عملى فى «الجيم»، وذلك نظرًا لصعوبة التزامى بمواعيد عمل محددة.

وكيف تستعد حاليًا؟
أستعد الآن لبطولة أوروبا المفتوحة فى إسبانيا، خاصة أن المنافسة فى أوروبا تختلف إلى حد كبير عن المنافسة فى إفريقيا، كما أنها تُعد اختبارًا حقيقيًا قبل بطولة العالم لتصحيح الأخطاء وتطوير المستوى.. كما أن الأولوية لى هى اللعب فى بطولة العالم القادمة؛ أملًا فى تحقيق ميدالية ذهبية لمصر بعد غياب سنين طويلة منذ عام 2012م.. كما أن المدير الفنى للمنتخب يأمل فى تحقيق ميدالية عالمية معنا خلال تلك الفترة لتكون حافزًا منطقيًا لنا لتحقيق ميدالية أولمبية فى لوس أنجلوس.
وضح لنا كيفية التعامل مع المدير الفنى والخبير اليابانى ايواى إيزومي؟
على المستوى الشخصى كمدير فني، هو قريب جدًا من نفسية اللاعبين، عقليته مختلفة تمامًا فى حل المشاكل، وتعبر عن تفكير بطل أولمبى حقيقي، ردوده وأفكاره دائمًا تكون خارج إطار تفكيرنا كلاعبين، نابعة من خبرة حقيقية.. إنه لا يعرف طريقًا لليأس، ويستطيع استغلال المشاكل وتحويلها إلى منافع أيًا كان حجمها، كما أن تواجده معنا فى المباريات يعطينا ثقةً كبيرةً تجعلنا قادرين على التغلب ضد أى خصم مهما كانت قوته وألقابه.. فالمدرب «ايزومي» أثر علينا جميعًا بالإيجاب «نحن محظوظون بتواجده معنا».
أخيرًا.. حدثنا عن طموحاتك فى المستقبل؟
من طبعى أننى لا أحب الحديث عن أى أمر قبل تنفيذه، لكنى أطمح فى تحقيق ذهبية أولمبية باسم مصر مستقبلاً، لكتابة اسمى فى التاريخ الوطنى الرياضى، وإن فعلتها سأكون أول مصرى فى تاريخ اللعبة يستطيع الوصول إلى
تلك المكانة الفريدة من نوعها.