فى ظل منافسات كأس الأمم الإفريقية تحت 20 سنة المقامة حالياً فى مصر، يتطلع عشاق الكرة المصرية إلى معرفة مستقبل منتخب الشباب الذى لم يحقق النتائج المرجوة حتى الآن، ومع وجود التحديات التى تواجه الكرة المصرية فى فئة الناشئين، والاستراتيجيات المتبعة لبناء جيل جديد قادر على المنافسة القارية والعالمية، وما الذى يعوق هذه الفئة، يجيب على كل هذه التساؤلات الكابتن علاء نبيل، المدير الفنى لاتحاد الكرة. لنتعرف على تقييمه لأداء الفريق، وأسباب التراجع، وفرص الصعود إلى الأدوار الإقصائية، بالإضافة إلى خطط التطوير للمنتخبات الشابة.
ما هى فرص الفريق الآن فى الصعود إلى الأدوار الإقصائية؟
الكرة دائمًا تحتمل المفاجآت، وما زال هناك أمل، لكن الأمر يتطلب تصحيح الأخطاء وتحسين الأداء فى المباريات القادمة، الفريق يعمل بجد لتحقيق ذلك، بلا شك، تحقيق الفوز فى مباراة تنزانيا يوم الجمعة المقبل يضمن التأهل لمنتخب مصر للشباب للدور المقبل، أو حتى ضمن أفضل منتخبين من أصحاب المركز الثالث.
لماذا كان مستوى المنتخب سيئًا ولم يوفِ بالآمال؟
هناك عدة عوامل، منها قلة الخبرة لدى بعض اللاعبين فى المنافسات القارية، بالإضافة إلى ضغوط اللعب على أرضك ووسط جمهورك، أيضًا بعض الأخطاء الفنية والتكتيكية أثرت على النتائج، كل تلك الأمور تتطلب خبرة من اللاعبين، وهذه الخبرة يكتسبها اللاعب من خلال عدد مشاركاته مع فريقه فى المباريات المحلية، وهذا الأمر ليس متوفرًا لدينا فى الأندية المصرية.
ما هى وسائل التطوير التى سيعتمدها اتحاد الكرة لتحسين أداء المنتخبات الشابة؟
نعمل على تطوير برامج اكتشاف المواهب فى سن مبكرة خلال الفترة المقبلة، وتحسين دوريات الناشئين، بالإضافة إلى زيادة عدد المعسكرات التدريبية والمشاركة فى بطولات دولية لرفع الخبرة، بالإضافة إلى العمل على تطبيق فكرة الاحتراف المبكر بالتنسيق مع الأندية.
هل هناك تغييرات متوقعة فى الجهاز الفنى أو اللاعبين بعد البطولة؟
كل الخيارات مطروحة للتقييم، وسيتم اتخاذ القرارات بناءً على تحليل شامل لأداء الفريق والجهاز الفنى خلال البطولة، ولكن الآن نحن فى اتحاد الكرة نقف على مسافة واحدة فى دعم الجهاز الفنى الحالى للمنتخب بقيادة أسامة نبيه وكل الجهاز المعاون معه.
كيف تقارن بين جيل اللاعبين الحالى والأجيال السابقة التى حققت إنجازات؟
كل جيل له ظروفه، لكن الأجيال السابقة كانت لديها فرص أكثر للمشاركة فى بطولات مع فرقهم، وهو ما نفتقده حاليًا، نحتاج إلى مزيد من الدعم والاستثمار فى الشباب، عن طريق تطبيق مبدأ الاحتراف الخارجى فى الدوريات الأوروبية، فالجميع شاهد مدى تطور المنتخبات الإفريقية، وجاء هذا التطور عن طريق احتراف 90 فى المائة من لاعبيها فى الدوريات الأوروبية.
هل هناك لاعبون بارزون فى الفريق يمكن الاعتماد عليهم مستقبلًا؟
نعم، هناك مواهب واعدة تحتاج إلى صقل، وسنعمل على تنميتها لتكون ركيزة للمنتخب الأول فى المستقبل، مثل اللاعب محمد السيد لاعب نادى الزمالك، واللاعب أحمد خالد كباكا لاعب فريق مودرن سبورت. المنتخب يضم عناصر جيدة ولكن ينقصهم الثقل داخل الملعب، وهذا سيأتى بالمباريات وكثرة المشاركة مع أنديتهم.
ما خطتكم لتحضير المنتخب للبطولات القادمة؟
سنركز على إعداد مكثف يشمل تدريبات بدنية وفنية، بالإضافة إلى مباريات ودية ضد فرق قوية لاختبار المستوى الحقيقى للاعبين، فى أول توقف دولى سيتم تطبيق تلك الخطة، والقادم أفضل، وأؤكد أننا نعمل بجد لتطوير الكرة المصرية من القاعدة، وسنرى نتائج إيجابية قريبًا.
ما أهم المعوقات التى تواجه تطوير كرة القدم للناشئين فى مصر من وجهة نظرك؟
هناك عدة تحديات رئيسية تواجهنا فى تطوير الناشئين، أهمها قلة الملاعب المجهزة والمناسبة للتدريب فى معظم المحافظات، ضعف التنسيق بين الأندية ومراكز التدريب، ندرة المدربين المؤهلين لتدريب الفئات السنية، عدم وجود بطولات دورية منتظمة للناشئين، وأيضًا هناك عامل مهم لم يتطرق إليه المختصون وهو هجرة بعض المواهب الواعدة إلى الرياضات الأخرى بسبب قلة الدعم فى قطاع الناشئين.
كيف يمكن تحسين اكتشاف المواهب فى المحافظات؟
نعمل حاليًا على إطلاق برنامج «اكتشاف المواهب» الذى يشمل جميع المحافظات، والتعاون مع المدارس الرياضية فى القرى والنجوع، أيضًا العمل على تدريب كشافين محليين فى كل منطقة، وتوفير حوافز مادية للمواهب المتميزة، وإقامة معسكرات تدريبية دورية فى مختلف المناطق.
كيف تتعاملون مع مشكلة هجرة المواهب الشابة إلى الخارج مبكرًا؟
نتبع سياسة متوازنة تشمل وضع ضوابط للانتقال المبكر تضمن استمرار تطور اللاعب، وتوقيع اتفاقيات مع الأندية الأوروبية لضمان مشاركة اللاعبين، وإلزام الأندية المحلية بتضمين بنود فى عقود اللاعبين تحمى حقوقهم، وتوعية أسرة اللاعب بمخاطر الانتقال المبكر غير المدروس، وتوفير بيئة تنافسية محلية تحفز اللاعبين على البقاء.
رؤيتكم لمستقبل منتخبات الشباب خلال السنوات الخمس المقبلة؟
نسعى لتحقيق عدة أهداف رئيسية، أهمها الوصول بمنتخب تحت 20 سنة إلى نهائيات كأس العالم، والعمل على تأهيل جيل جديد قادر على المنافسة فى التواجد بالمنتخب الأول، تطوير بنية تحتية متكاملة لتدريب الناشئين، وإعداد قاعدة بيانات شاملة لأفضل المواهب فى كل فئة عمرية، وتحقيق نتائج ملموسة فى البطولات الإفريقية والعالمية.
ما هى أهم المهارات التى تركزون عليها فى تدريب هذه الفئة العمرية؟
فى هذه السن نركز على التطور التكتيكى للاعبين من خلال فهم المراكز وقراءة المباراة، التكيف مع الضغط الجماهيرى عبر محاكاة مواقف مشابهة للمباريات الحقيقية، وأيضًا الاهتمام بالجانب النفسى، لدينا إخصائى نفسى يرافق الفريق دائمًا، لأن ثقة اللاعب بنفسه قد تغير مجرى مباراة كاملة.