رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

فــى حكايــات الظلــم!!


25-5-2025 | 21:21

.

طباعة
بقلـم: سحر رشيد

هو الدارج فى أبجدية الحياة ..فى قسوة وافتراء.. يتلاحم ويتزاحم فعلا فى أحوال العباد والبلاد فى كل زمان.. يجر ويرفع ويهدم ويبنى للمزيف ممالك.. عنده نبتلى ونختبر بشهادة الحق وطول الاحتمال.. كل صحيح معتل وكل معتل لا يصح من فعل غيره.. غابة.. طغيان يعلو وشهداء تحصد.. دم مسكوب وحق مغبون!.. عجب فى اختلال الميزان والفرار والظن بأنه المؤبد!.. انتظر وروِّض وتنقل بين الأماكن فحتما الأقدام تزل؟!.. بفعل المكيدة والفضح الفجور يتهاوى.. بعلامات النصر تلوح وبفريق يلعن المظلوم ضعفا!.عبثا بالمنعة والتمكين تظن البقاء للأقوى!.. هل من فرار من تحت عرش الرحمن يمكن؟!.

اضطرار واختيار وذل فى العيش.. جلاد وضحية وفريسة وخطيئة.. واقع يتداول بصفات غير ملزمة.. ملزِمة لبنى البشر؟!.. عطف نستدر وكبح لجماح ظلم إن قدر.. تمظهر أو غير تمظهر لمواطن الرحمة.. حيلة من باطن وتغافل وغباء لكل مكر فى النيل والفوز بغير حق ينهم!.

فى السطو الكل يفزع.. بظن الحلم ونزهة الرفقة يقاوم جنون واقع لكل مأثوم.. يسارع الخطى لينجو من انهزام والتهام.. على حافة الطريق يقاوم انزلاقا وسقوطا.. يتخطفه موج وتضع به أخرى.. يلطمه خد القدر فينهى أشياء وتعلق أخرى.. يتوه فى متاهة فقد لن يعود بدعوى ربما به الزمن يعود؟!.

حكم ومحكمة علَّ العدل يكون!.. رغم أن ليس كل مجرم أو ظالم أو مظلوم تُعقد له محاكمة!.. فكم من فار من سجون!.. ومسجون بالبراءة بالأحقاف مقيد لحق ما زال ينادى.. بصبر يبالى لعز النصر المغبون!.

أوراق تفضح وأخرى تدلس.. يتهاوى كل أمام قاضٍ فى قانون بمواد الغلبة.. لأوراق رصدت وحبست واختزلت.. بمزاعم بلا عزاء أو أعذار للمراد.. فوق جثث العباد بمشاهد بقناع التعاطف يوثقون الجريمة ويلعنون الضحية .. كل مذنب.. كل مخطئ.. حابل اختلط بنابل وما عاد فرق بين جانٍ وضحية.. أدوار تكتب بعناية وعبارات نرددها وفراغ يملؤنا ووهم باعتدال كفة دهر لايمتثل سوى للقوى المتجبر.

فى هرولةٍ كلٌّ يعجب بالباطل ويكرس الاستحقاق لحاملى لوائه.. خوفا وطمعا أو أسرا للسلامة؟!.. سيد ومسود فى زمن اللاأخلاق حتى وإن كان هناك صمود؟!.. بالإصرار يلوذ.. يمر وينتظر وينتظر فى نهاية للآجال دون بلوغ الأمل.. حق مع الأعلى صوتا وسطوة من أصحاب الباطل دون المستضعفين أصحاب الحق.. جناة بالفوز السحيق كان!

نعقد المحاكمات فى مخيلتنا.. نعتقد ونتأمل ونوهم وننتظر.. أحوال معوجة.. أهواء وغضب وأحكام خاطئة وبجاحة.. ننتظر محاكمة عادلة أو حتى صورية.. عبث نتصور إقرار برهان من واقع يسير عكس الاتجاه.. فالحق موعده غالبا آخر الزمان؟!.

سحر وهلامية واحتقار وانكسار وضياع وحراك وعراك.. تبعث عقولنا لمخيلة الحق المقدس الذى نرى فيه العدل والعدالة.. نتوهم المحاكمات بكافة أركانها.. ظالم فى قفص الاتهام وقاضٍ يُلقى بأحكام بعد إلقاء صحائف الاتهام.. بعبارات السخرية نواجه محامى الظلمة.. نتعجل النهايات دون انتظار طابور المرافعات والجلسات.. لحظات حاسمة لمر العذاب تقفز فوق الحكايات وجمهور الفرجة والرفاق من المظلومين وكاميرات التوثيق.. وكلما كان الظلم طاغيا اختمرت المحاكمة داخل العقول والنفوس بشوق لليوم الموعود.. وأصابع الاتهام والتنكيل ترعب الظالم وتثأر لكل مظلوم.!.. ورغم فردية المحاكمة أحكامها متراكبة متراكمة تبعث بالصبر والردع لباقى طابور المقهورين والمظلومين بلسان حال كل صار محله ومكانه الصحيح .

فى جو من الضجيج بين مقيد ومطلق السراح.. صرخات وتأوهات مصحوبة بالدموع والأسى للحظات فارقة.. نردد طال الانتظار؟!.. كم استغرق الوصول؟!.. كم ذهبنا وعدنا وبعنا واشترينا وفقدنا وانتظرنا العوض ولم نعد نقوى على التحمل؟!.. فالظلم فوق طاقة احتمالنا.. يقتلنا بالموت البطىء!.. فلا أقسى على النفس من شتات يصيبها.. يدفعها للتفكير والشعور بالقهر ورسم سيناريوهات انتصار الحق حتى ولو كانت اليد مغلولة عن الوصول والصفع.. ظنون تقترب من اليقين وأخرى تطيح بالنفس فى مهب الضياع!.. أحيانا يملأ اليقين قلبه وأحيانا يكفر بكل شىء بعد تعطل معاويل الصبر.. مع حق غائب وعلو لكلمة الباطل قد يدفعه للجنون!.

فى غابة تتصارع الموضوعية والذاتية والأهواء وسيف القانون الوضعى والأمل فى القانون الإلهى.. بين عقول واعية مدركة متراكمة الخبرات تندفع للهدوء وربما للتسليم.. وأخرى تمزقها الأيام وتغلبها الأحداث.. بين الضمير وغيابه فى حكايات تروى وأحاديث تثرثر عسى بالحكمة تصل أو حتى بالصمت تصبر وتحتسب.. مع كل لا يمل الحديث مع نفسه بانتصار الحق فالحزن دائما يذكره.

فيصير كل رهينة حقه وراحته رهينتها.. بروح التحدى يعاند صدود الواقع والقيد والتجريم.. حالما برغبات الاستنطاق والمساءلة فى خيط ناظم لكلٍّ يرتبط بواقع أو فى ارتباط بما يريد.. فى مواجهة قسوة الظالم يركض كل البشر فى مواجهة الطرف الواحد الأقوى الأشرس.. فى متاهات الحقائق والإمساك والاعتراف بالجرم وإثباته.. فى قضايا ضد المجهول أو عدم كفاية الأدلة أيا كانت المسميات..فى معادلة الحياة أو معادلة الدنيا التى لا نملك تغييرها.

بتساؤل العدل قاعدة أم استثناء؟!.. تضطرب كل المفاهيم بخسارات تحل محل مثلها.. نشرد على عتبات الحياة.. محكوم علينا عدم المرور إلا بكثير من الجهاد والصبر.. ربما حملنا ظلما ومرارة وربما أودى بحياتنا؟!.. نواصل أياما نحياها بكثير وقليل منه!. داء لكل البشر يجعل منا جثثا تنتظر الحياة أو الدفن.. نحلم طوال الوقت بالنصر لمظلوم حمل مشاعر الحسرة والخسارة فى معارك نخوضها وأخرى نقبع منتظرين دورنا فى خوضها.. نحتار وتلقى بنا الأيام.. نخسر بطريقتنا وبطريقة الآخرين؟!.. ندين ونبرأ ونحن الماكثين أماكننا.. ننحاز وندافع ونتجنى فى قضايا لا تمد لنا بصلة أو نختار الوحدة التى نعقد بها محاكمات ضد أو مع أنفسنا فى أمور مبهمة تزيدنا إرهاقا وتعبا.

فى حكايات الظلم يقضى علينا دون أعذار أو أسباب!.. يتهمنا ونعاند ويصعب علينا الأمر.. أو قد نتعايش دون فقد الأمل فى بلوغنا العدل.. نمر ونتعثر ولا نقفز فوق مظلمتنا.. وبمزيد من الألم والانتظار ننام ونصحو ويتجدد الأمل والألم!.. بقلوب موجوعة وعقول ترفض المحو.. نرفض أن ينتهى الطريق دون بلوغنا ما نستحق أو أن تنتهى قصتنا بهزيمة.. رغم حمل الكل ما لا يطيق من مآسٍ ما زلنا ننشد نهاية منصفة.. نمضى ونحن موقنون أن الوقت والسنوات طريق نقطعه لبلوغه.. ولا ننسى ما ينخر أرواحنا ببطء فنلوم معه العالم كله!.. عجز عن بلوغ الهدوء ولو قليلا.. نعاود الركوض والتساؤل والقلق مرة أخرى!.

ومع كل ظلم يقع علينا يردد على أسماعنا أحاديث العفو والتسامح كمحاولات للتهدئة.. هبة روحانية تحفظ توازننا وتمنحنا تفويضا وسلاما.. لكن ليس للكل نفس المقدرة على هذا الأمر فى مواجهة استحالة تغيير الواقع وانحطاط نفوس البشر.. ورغم كونه رمزا قد نحتمى وراءه من عثرات السنين.. أو ربما كان نضجا لم نحظَ به؟!.. أو كان فكرة رفضناها ولم نتقبلها؟!.. حياد لم نملكه ونحن أصحاب ثأر معه نرفض الهزيمة حتى ولو صرنا شهداء فعذاب النفس لا يشعر به سوى منْ تجرع من نفس الكأس.

فى لعبة الظلم!.. ظالم يتجاهل ويتلاعب فى معادلة الحق المغبون.. يحمل ألاعيب سحرية وقهرية.. فى مواجهة منْ يرجو النجدة.. يتناسى مظلوم يناجى رباً أقسم أن يقتص له رغم القناعات والضمائر الممسوخة.. يوم ينادى منادٍ بإذن رب العباد.. عجيب زهو الظالم المعجب بتفوقه فى سخف ووهم أن الظلم يدوم!.. يمر ويمر ويظن أن فى المرور السلامة لكنه يمهل ولا يهمل من عاث فسادا.. فى وقت يأمل كل ضعيف فى محاكمة شافية قد لا تكون!.. لكن مهلا لا تبتئس فقد يقتص منه بغتة بلا محاكمة وقد يعدم بغيرها فالحكم الإلهى لا يستأذن.. فى لمح البصر.. سريعا يعاد للحق إحقاقا ويشبع القلب رضا وقناعة.

خلف القضبان ما أكثر منْ كان من مظلوم لا تهم الأسماء والفعل واحد لا يتغير.. لمن يقف وحيدا فى جزيرة محاصرا لا يتنازل عن حقه رغم عدم النجدة.. ومن قهر ينادى برغبة صارمة لعل الليالى تمنحه عهدا آمنا.. تبالى أو لا تبالى فما عاد غير الحق يحمل.. من خلف قضبان يرى مسرحية الغبن تعقد.. مشاهد الزيف فى المحاور تشتعل.. كلٌّ يحاول إسقاطه.. لكن هيهات فمهما قسا الدهر على صاحب الحق لا يُهزم.. رغم القيد كفاه قويان لا يرتعشان.. قلبه أسكنه اليقين.. فلا يرى غير سناء الحق المضىء والبشرى رغم الأنين تهمس بالفرج القريب.

فى الجرائم كل متشابك عاقد معقد.. فلا طرف أو شيء واحد مرادف للظلم.. خلفه أشياء ومعولات تدفع لهذه الحالة.. من التضخم والأشرار فى اختلاط لمشاعر من الحب والجنس والخيانة تدفع للحدث وتذهب لمناطق من التطرف والتداعيات والتعقيد.. قد تجد معها صعوبة فى إعمال العقل أو إحداث التوازن فى المواجهة أو حتى الحكم الشافى أمام تقابلات فى كثير من الأحيان خاطئة.. حتى ولو تداخلت معها أشياء صائبة أو تمتعت بشىء من البراءة يصعب الفصل بينها وبين الملوثات الأخرى ما تجعل التصويب الحكيم أمرا شاقا.. قد يرضى معه صاحب الحق بحكم أقرب للعدل دون العدالة الكاملة.. فى مواجهة التعذر الذى قد يدفعه اليأس أو طول أمد الظلم لهذا القبول.. وسط تناقضات تعمد تشتيت ذهنه وإثناءه عن حقه.. ربما يتقبل عدلا بعيدا عن حمق ثورة لا تليق أو انتقاما قد يعود المؤشر بعده للثبات بعد كسر وانطفاء.. فنيْل الحقوق قد تكون مرتبة أولى قبل العقاب والتشفى.

المظلوم محمل بالغضب ومشاعر مختلطة من الحب والكره.. قد يدفع لتعامٍ يفقد رؤية أى شىء دون حقه أو تحل عقيدة الثأر محل كل عقله.. فيمزقه ويفقده المتعة والاستمتاع.. يتملكه الحزن من سلب وغدر لطهر وعهد وإخلاص رغم علمه بتقلبات السنين وأحوال البشر.. يطوى العمر أملا وصبرا ولا يخفى ندما وحسرة على تكبده فاتورة البراءة والغفلة فى عشرة الخسيس دون حذر.. صار عليه أن يتعلم بصفع ليضع الكل فى موضعه.. بعد استسهال فى مكامن الحب والوفاء حتى استزل الشيطان موضعا، فداسته أقدام الظلم بأوجاع أعادت له الحياة.. فصار يردد ألا من فك قيود كى يعود الضمير لأمنه والسلام لموطنه والفجأة لهدأة؟!.. إفاقة من انهزام الطيبة والنقاء؟!.. من مكر يحيق يسلم ويعود.. بحلم مرور يكون غير ما يكون؟!.

الاكثر قراءة