عندما نسمع مصطلح "عمليات القلب بدون جراحة"، قد يبدو الأمر وكأنه علاج سحري بعيد عن أي تدخل جراحي. لكن في الواقع، هذا التعبير غير دقيق، حيث أن التقنيات التي تُستخدم لعلاج أمراض القلب في هذه الحالة تُعرف باسم إجراءات التدخل المحدود (Minimally Invasive Procedures) وليست "بدون جراحة" بالمعنى الكامل.
هذا ما أكده دكتور ياسر النحاس أستاذ جراحة القلب المفتوح حيث أوضح أن هذا النوع من العمليات هي إجراءات طبية تُجرى لعلاج أمراض القلب باستخدام أدوات وتقنيات متقدمة تُقلل من حجم التدخل الجراحي، دون الحاجة إلى فتح الصدر بشكل كامل كما في جراحات القلب التقليدية.
ومن أشهر إجراءات التدخل المحدود في علاج القلب:
1. قسطرة القلب العلاجية:
تُستخدم لعلاج انسداد الشرايين التاجية، تركيب الدعامات، أو توسيع الشرايين باستخدام البالون.
يتم إدخال القسطرة عبر شريان في اليد أو الفخذ، دون الحاجة إلى فتح الصدر.
2. تغيير أو إصلاح صمامات القلب عبر القسطرة:
مثل تغيير الصمام الأورطي بالقسطرة (TAVI):
يُستخدم لعلاج تضيق الصمام الأورطي باستخدام قسطرة لإدخال الصمام الجديد وتثبيته.
إصلاح الصمام الميترالي بالقسطرة (MitraClip):
لعلاج ارتجاع الصمام الميترالي دون فتح الصدر.
3. إغلاق الثقوب بين الأذينين أو البطينين:
يتم إغلاق الثقوب الخلقية باستخدام أجهزة تُدخل عبر القسطرة.
4. كيّ نظم القلب غير الطبيعي (Ablation):
يتم استخدام القسطرة لتدمير الأنسجة المسؤولة عن اضطراب نظم القلب.
5. علاج تمدد الشريان الأورطي:
يتم إدخال دعامة عبر الشريان لتقوية جدار الشريان الضعيف.
والتدخل المحدود قد يُغني عن الجراحة المفتوحة في العديد من الحالات، ولكنه ليس بديلاً دائمًا.
في بعض الحالات مثل انسداد الشرايين المعقد أو فشل الصمامات الكامل، تظل جراحة القلب المفتوح الخيار الأفضل.
ومن مزايا عمليات التدخل المحدود:
1. تجنب فتح الصدر بالكامل،حيث
يتم إدخال الأدوات عبر شقوق صغيرة أو الشرايين.
2. فترة تعافٍ أقصر:
المريض يعود إلى حياته الطبيعية أسرع مقارنة بالجراحة التقليدية.
3. مضاعفات أقل:
مثل العدوى أو النزيف، بفضل قلة حجم التدخل الجراحي.
4. راحة أكبر للمريض:
تقليل الألم والإجهاد بعد العملية.
وهنا يأتي بنا الحديث إلي هذا السؤال متى لا يكون التدخل المحدود كافيًا؟
في الحالات الشديدة التي تتطلب إصلاحات معقدة.
إذا كانت هناك أمراض متعددة في الشرايين التاجية.
إذا كان هناك ضعف كبير في عضلة القلب.