الثلاثاء 25 يونيو 2024

‮«‬الاختيار»‬.. ‬والأهداف‭ ‬الثمينة

مقالات1-3-2022 | 19:39

نجح‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬الاختيار‮»‬‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عامين‭ ‬فى‭ ‬استعادة‭ ‬التوازن‭ ‬والزخم‭ ‬الدرامي‭.. ‬وإعادة‭ ‬المشاهد‭ ‬المصرى‭ ‬إلى‭ ‬الشاشات‭ ‬بنسب‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭.. ‬وأصبح‭ ‬‮«‬الاختيار‮»‬‭ ‬حديث‭ ‬الصباح‭ ‬والمساء‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬العربى‭ ‬ومختلف‭ ‬الأجيال‭ ‬من‭ ‬الصغار‭ ‬والشباب‭.. ‬وتصدى‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الفريد‭ ‬لكل‭ ‬مظاهر‭ ‬الغزو‭ ‬الثقافى‭ ‬الممنهج‭ ‬والمدفوع‭ ‬لاحتلال‭ ‬وتزييف‭ ‬العقول‭.. ‬والكشف‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬حياة‭ ‬وعقيدة‭ ‬أبطال‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬وترسيخ‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬لدى‭ ‬أبنائنا‭ ‬وشبابنا‭.‬

 


مرحلة‭ ‬فاصلة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭.. ‬استحوذت‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬ومتابعة‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬لتجسد‭ ‬رسائل‭ ‬عميقة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى

 

‮«‬الاختيار‮»‬‭.. ‬والأهداف‭ ‬الثمينة

 

يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضى‭ ‬جمعنى‭ ‬طعام‭ ‬الغداء‭ ‬مع‭ ‬أسرتى‭ ‬وهى‭ ‬من‭ ‬المرات‭ ‬القليلة‭ ‬بسبب‭ ‬ظروف‭ ‬العمل،‭ ‬قالت‭ ‬زوجتى‭ ‬لقد‭ ‬اقترب‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭.. ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬امتد‭ ‬الحوار‭ ‬عن‭ ‬‮«‬طلبات‮»‬‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭.. ‬وإخراج‭ ‬الفانوس‭ ‬الكبير‭ ‬وزينة‭ ‬رمضان‭ ‬استعداداً‭ ‬لتعليقها‭ ‬فى‭ ‬البلكونة‭.. ‬انها‭ ‬طقوس‭ ‬مصرية‭ ‬جميلة‭.. ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬السؤال‭ ‬المفاجئ‭ ‬من‭ ‬ابنى‭ ‬صاحب‭ ‬الـ‭ ‬14‭ ‬‮«‬ربيعاً‭ ‬قائلاً‮»‬‭: ‬يا‭ ‬بابا‭ ‬هو‭ ‬فى‭ ‬جزء‭ ‬ثالث‭ ‬من‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬الاختيار‭ ‬هذا‭ ‬العام؟‮»‬‭..‬‭ ‬أجبته‭ ‬نعم‭ ‬هناك‭ ‬جزء‭ ‬ثالث‭ ‬فتهلل‭ ‬سعيداً‭ ‬ومستبشراً‭.. ‬خاصة‭ ‬أننى‭ ‬لا‭ ‬أنسى‭ ‬مشهد‭ ‬أولادى‭ ‬أمام‭ ‬التليفزيون‭ ‬خلال‭ ‬عرض‭ ‬المسلسل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عامين‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬أو‭ ‬الثانى‭ ‬وتذكرت‭ ‬دموع‭ ‬وبكاء‭ ‬أولادى‭ ‬الصغار‭ ‬خلال‭ ‬الحلقة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التى‭ ‬شهدت‭ ‬استشهاد‭ ‬البطل‭ ‬العقيد‭ ‬أ‭.‬ح‭ ‬الشهيد‭ ‬أحمد‭ ‬المنسى‭ ‬والبطولات‭ ‬التى‭ ‬قدمها‭ ‬رجال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬فى‭ ‬صد‭ ‬هجوم‭ ‬الإرهابيين‭ ‬على‭ ‬كمين‭ ‬البرث،‭ ‬وأتذكر‭ ‬بعدها‭ ‬أمنيات‭ ‬أبنى‭ ‬عمر‭ ‬ومحمد‭ ‬فى‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالكلية‭ ‬الحربية‭ ‬وأن‭ ‬يصبحا‭ ‬مقاتلين‭ ‬ضمن‭ ‬أبطال‭ ‬الصاعقة‭ ‬المصرية‭ ‬وأن‭ ‬يكونا‭ ‬مثل‭ ‬البطل‭ ‬المنسى‭ ‬الذى‭ ‬سطر‭ ‬أروع‭ ‬البطولات‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬وطنه‭ ‬وأرضه‭ ‬وقدم‭ ‬روحه‭ ‬هدية‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭.‬
الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬سؤال‭ ‬عمر‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬جزء‭ ‬ثالث‭ ‬من‭ ‬مسلسل‭ ‬الاختيار‭ ‬الذى‭ ‬قدم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عامين‭ ‬متتاليين‭ ‬ملحمة‭ ‬بطولات‭ ‬رجال‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬فى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬جعلنى‭ ‬أتوجه‭ ‬بالتحية‭ ‬والتقدير‭ ‬للقائمين‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الوطنى‭ ‬الملحمى‭ ‬الذى‭ ‬يعيد‭ ‬بناءً‭.. ‬حقيقياً‭ ‬للوعى‭ ‬والفهم‭ ‬وترسيخ‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬لدى‭ ‬أبنائنا‭.. ‬وحقق‭ ‬نجاحات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وأعاد‭ ‬المشاهد‭ ‬المصرى‭ ‬إلى‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬واستعادة‭ ‬أمجادها‭.‬
الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬مسلسل‭ ‬الاختيار‭ ‬حقق‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عامين‭ ‬أهدافاً‭ ‬ثمينة‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بمال‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭.. ‬وبناء‭ ‬الشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬قوية‭ ‬من‭ ‬البناء‭ ‬والانتماء‭ ‬والارتباط‭ ‬بالوطن‭ ‬والأرض‭.‬
‮«‬الاختيار‮»‬‭ ‬يمثل‭ ‬قفزة‭ ‬كبيرة‭ ‬وهائلة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬والعربية‭ ‬حققت‭ ‬عشرات‭ ‬الأهداف‭ ‬المهمة‭ ‬لعل‭ ‬أبرزها‭ ‬استعادة‭ ‬زخم‭ ‬وتوهج‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬وأيضا‭ ‬خطفت‭ ‬اهتمام‭ ‬المشاهد‭ ‬المصرى‭ ‬وأجبرته‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬الشاشات‭ ‬المصرية‭.. ‬وهنا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬بثقة‭ ‬إن‭ ‬الشركة‭ ‬المتحدة‭ ‬للخدمات‭ ‬الإعلامية‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬استعادة‭ ‬مكون‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬القوى‭ ‬الناعمة‭ ‬المصرية‭.. ‬وقرأت‭ ‬متطلبات‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬لدى‭ ‬المصريين‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭.. ‬ونشطت‭ ‬من‭ ‬جرعات‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬لدى‭ ‬الشعب‭ ‬خاصة‭ ‬الصغار‭ ‬والشباب‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬بالغ‭ ‬الدقة‭ ‬تتعرض‭ ‬فيه‭ ‬مصر‭ ‬لحملات‭ ‬وهجمات‭ ‬وحروب‭ ‬من‭ ‬الغزو‭ ‬الثقافى‭ ‬الذى‭ ‬يروج‭ ‬لأوهام‭ ‬بعض‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬درامية‭ ‬تحاول‭ ‬تزييف‭ ‬العقل‭ ‬والوعى‭ ‬المصري‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬أروع‭ ‬مكاسب‭ ‬ونجاحات‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬الاختيار‮»‬‭ ‬أنها‭ ‬أقصت‭ ‬الدراما‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬عقول‭ ‬ووعى‭ ‬المصريين‭ ‬ونجح‭ ‬الاختيار‭ ‬بإبداعه‭ ‬ومضامينه‭ ‬ونجومه‭ ‬فى‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬وعقول‭ ‬ومتابعة‭ ‬المصريين‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نجح‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬حالة‭ ‬متوهجة‭ ‬من‭ ‬الإدراك‭ ‬والفهم‭ ‬والإعجاب‭ ‬لدى‭ ‬أبنائنا‭ ‬وصغارنا‭ ‬وشبابنا‭ ‬للدرجة‭ ‬التى‭ ‬وصلوا‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬حلم‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬ضباطاً‭ ‬فى‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬ومغرمين‭ ‬بنموذج‭ ‬البطل‭ ‬المنسى‭ ‬والمقدم‭ ‬زكريا‭ ‬الشخصيات‭ ‬الوطنية‭ ‬وأيضا‭ ‬باقى‭ ‬النماذج‭ ‬التى‭ ‬عطرت‭ ‬تاريخ‭ ‬وكفاح‭ ‬مصر‭ ‬بالبطولات‭ ‬والتضحيات‭.‬
كان‭ ‬‮«‬الاختيار‮»‬‭ ‬ومازال‭ ‬هو‭ ‬السلاح‭ ‬القوى‭ ‬الذى‭ ‬تصدى‭ ‬بعبقرية‭ ‬لكل‭ ‬محاولات‭ ‬التضليل‭ ‬والتزييف‭ ‬والاختطاف‭ ‬والغزو‭ ‬الثقافى‭ ‬سواء‭ ‬بمحاولة‭ ‬جذب‭ ‬الإعجاب‭ ‬المصرى‭ ‬بالنماذج‭ ‬المصطنعة‭ ‬لإيصال‭ ‬رسائل‭ ‬خاصة‭ ‬تمهيداً‭ ‬لتسويق‭ ‬أطماع‭ ‬إقليمية‭.‬
‮«‬الاختيار‮»‬‭ ‬فى‭ ‬الجزءين‭ ‬الأول‭ ‬والثانى‭ ‬كشف‭ ‬بوضوح‭ ‬عدالة‭ ‬القضية‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬والأرض‭ ‬والتصدى‭ ‬بشجاعة‭ ‬للمؤامرات‭ ‬والمخططات‭.. ‬وتجسيد‭ ‬القدرة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬دحر‭ ‬وكسر‭ ‬إرادة‭ ‬جماعات‭ ‬وخفافيش‭ ‬الظلام‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬والتنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التى‭ ‬تعمل‭ ‬لصالح‭ ‬الخارج‭ ‬ووضح‭ ‬ذلك‭ ‬فيما‭ ‬قدمه‭ ‬أبناء‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬من‭ ‬بطولات‭ ‬فذة‭ ‬وشجاعة‭ ‬فريدة‭ ‬وتضحيات‭ ‬نادرة‭ ‬جسدها‭ ‬‮«‬الاختيار‮»‬‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عامين‭ ‬متتاليين‭.‬
الحقيقة‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬الاختيار‮»‬‭ ‬كشف‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬أبطال‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬والضباط‭ ‬وكيف‭ ‬يتحملون‭ ‬الصعاب‭ ‬والظروف‭ ‬القاسية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.. ‬وأنهم‭ ‬مثل‭ ‬أى‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬لديه‭ ‬تحديات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬وأوجاع‭ ‬أسرية‭ ‬ومشاعر‭ ‬وعواطف‭ ‬إنسانية‭.. ‬وعطاء‭ ‬وعلاقة‭ ‬مع‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭.. ‬لكنه‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬لديه‭ ‬مهمة‭ ‬مختلفة‭ ‬ومقدسة‭ ‬تتطلب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬متفرغاً‭ ‬تماماً‭.. ‬وكل‭ ‬حياته‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنجاز‭ ‬عمله‭ ‬الذى‭ ‬يرتبط‭ ‬ارتباطاً‭ ‬وثيقاً‭ ‬بمصلحة‭ ‬ومصير‭ ‬الوطن‭ ‬والشعب‭.. ‬ويكشف‭ ‬‮«‬الاختيار‮»‬‭ ‬كيف‭ ‬يضحى‭ ‬رجال‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬بكل‭ ‬شىء‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬سواء‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬العائلية‭ ‬والأسرية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬الناس‭ ‬فى‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭.. ‬والمسلسل‭ ‬أكد‭ ‬رسالة‭ ‬مهمة‭ .. ‬أن‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬فيه‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬ليتحقق‭ ‬لولا‭ ‬تضحيات‭ ‬وبطولات‭ ‬أبطالنا‭ ‬من‭ ‬الشهداء‭ ‬الأبرار‭ ‬وبطولات‭ ‬رجال‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭.‬
مسلسل‭ ‬‮«‬الاختيار‮»‬‭ ‬حالة‭ ‬خاصة‭ ‬وفارقة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية،‭ ‬جاء‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬شديد‭ ‬الدقة‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬وهى‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬خطيرة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب‭ ‬وأخطرها‭ ‬محاولة‭ ‬تزييف‭ ‬الوعى‭ ‬المصرى‭.. ‬واختطاف‭ ‬الهوية‭ ‬ونشر‭ ‬الشائعات‭ ‬والأكاذيب‭ ‬لكن‭ ‬مسلسل‭ ‬الاختيار‭ ‬تصدى‭ ‬لكل‭ ‬ذلك‭ ‬بعبقرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بطولات‭ ‬وأمجاد‭ ‬وتضحيات‭ ‬ولدت‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الواقع‭ ‬لتعيد‭ ‬البعث‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لتوهج‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭.. ‬وتستحوذ‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬المشاهد‭ ‬المصرى‭ ‬والعربى‭ ‬وتقصى‭ ‬كل‭ ‬الدراما‭ ‬المستوردة‭ ‬والموجهة‭ ‬وتحقق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاكتفاء‭ ‬والإشباع‭ ‬الدرامى‭ ‬لدى‭ ‬المشاهد‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬عاد‭ ‬والتف‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬حول‭ ‬الشاشات‭ ‬ليحصل‭ ‬على‭ ‬جرعات‭ ‬ناجعة‭ ‬من‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬لمواجهة‭ ‬كم‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬التحديات‭.‬
لم‭ ‬يكن‭ ‬إنتاج‭ ‬‮«‬الاختيار‮»‬‭ ‬أمراً‭ ‬اعتباطياً‭ ‬أو‭ ‬عبثياً‭ ‬أو‭ ‬عملاً‭ ‬درامياً‭ ‬مباشراً‭ ‬ولكنه‭ ‬امتلك‭ ‬كل‭ ‬مقومات‭ ‬الإبداع‭ ‬فى‭ ‬مضمونه‭ ‬وخطوطه‭ ‬الدرامية‭ ‬وبنائه‭ ‬الفكرى‭ ‬ومواهب‭ ‬نجومه‭ ‬ونجاحهم‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬رسالة‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬جذاب‭ ‬لتجسيد‭ ‬بطولات‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وليست‭ ‬من‭ ‬خيال‭ ‬الكاتب‭ ‬ولكنها‭ ‬صِيغت‭ ‬بنسق‭ ‬درامى‭ ‬تفوق‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬وخطف‭ ‬قلوب‭ ‬المشاهدين‭.. ‬واستحوذ‭ ‬على‭ ‬عقولهم‭ ‬وبنى‭ ‬جسور‭ ‬الثقة‭ ‬فى‭ ‬قدرة‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬وشكل‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬ورسم‭ ‬ملامح‭ ‬قوية‭ ‬فى‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬المصرى‭ ‬وقدم‭ ‬ضباط‭ ‬ومقاتلى‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬بصورة‭ ‬طبيعية‭ ‬وواقعية‭ ‬حتى‭ ‬عرف‭ ‬وأدرك‭ ‬المشاهد‭ ‬المصرى‭ ‬طبيعة‭ ‬عمل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبطال‭ ‬وتضحياتهم‭ ‬وإنسانيتهم‭ ‬ومشاعرهم‭ ‬وعواطفهم‭ ‬وكيف‭ ‬تم‭ ‬بناء‭ ‬هذه‭ ‬الشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬الوطنية‭ ‬شديدة‭ ‬العطاء‭ ‬والتضحيات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭.‬
الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬سؤال‭ ‬أبنائى‭ ‬الصغار‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬جزء‭ ‬ثالث‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬الاختيار‭ ‬يكشف‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬محفور‭ ‬فى‭ ‬الذاكرة‭ ‬لدى‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬والشباب‭ ‬يحفظونها‭ ‬عن‭ ‬ظهر‭ ‬قلب‭.. ‬ويؤمنون‭ ‬بمضامينه‭.. ‬ويحلمون‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬يوماً‭ ‬ما‭ ‬مثل‭ ‬المنسى‭ ‬وزكريا‭.. ‬وهذا‭ ‬يعكس‭ ‬قمة‭ ‬النجاح‭ ‬وذروة‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬الذى‭ ‬عمقه‭ ‬المسلسل‭ ‬فى‭ ‬الوجدان‭ ‬المصرى‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬أهمية‭ ‬تشكيل‭ ‬الشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬وبناء‭ ‬مكوناتها‭ ‬وغرس‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬درامية‭ ‬وطنية‭ ‬تمتلك‭ ‬عبقرية‭ ‬العرض‭ ‬تتوفر‭ ‬لها‭ ‬كافة‭ ‬الامكانيات‭ ‬لتخرج‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬الرائع‭ ‬الذى‭ ‬خرج‭ ‬به‭ ‬مسلسل‭ ‬الاختيار‭.‬
‮«‬الاختيار‮»‬‭ ‬يمثل‭ ‬مرحلة‭ ‬فاصلة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬التوهج‭ ‬الدرامى‭ ‬الذى‭ ‬أحدثه‭ ‬المسلسل‭ ‬وبين‭ ‬المرحلة‭ ‬أو‭ ‬السنوات‭ ‬التى‭ ‬سبقت‭ ‬المسلسل‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬نوعية‭ ‬الدراما‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تسمن‭ ‬ولا‭ ‬تغنى‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬سوى‭ ‬ترويج‭ ‬لأفكار‭ ‬تشكل‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬ولا‭ ‬تفيد‭ ‬المواطن‭ ‬خاصة‭ ‬مسلسلات‭ ‬العنف‭ ‬والبلطجة‭ ‬والمخدرات‭.. ‬لكن‭ ‬مسلسل‭ (‬الاختيار‭) ‬نجح‭ ‬فى‭ ‬جذب‭ ‬عقول‭ ‬واهتمام‭ ‬المصريين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أسس‭ ‬محترمة‭ ‬وأرضية‭ ‬فكرية‭ ‬وطنية‭ ‬وخلقت‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الرقى‭ ‬الدرامى‭ ‬المنتبه‭ ‬لأهداف‭ ‬الوطن‭.. ‬وتحديات‭ ‬العصر‭ ‬ومتطلبات‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭.. ‬والإشباع‭ ‬الفنى‭ ‬الإبداعى‭.‬
استحواذ‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬الاختيار‮»‬‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عامين‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬ومتابعة‭ ‬المشاهد‭ ‬المصرى‭ ‬وبنسب‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬بل‭ ‬فى‭ ‬جموع‭ ‬الوطن‭ ‬العربى‭ ‬يحمل‭ ‬رسائل‭ ‬كثيرة‭ ‬ومعانى‭ ‬غزيرة‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬النجاح‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭ ‬الذى‭ ‬حققه‭ ‬المسلسل‭ ‬ومدى‭ ‬تقبل‭ ‬المشاهد‭ ‬المصرى‭ ‬للإبداع‭ ‬الحقيقى‭ ‬وإقباله‭ ‬عليه‭.. ‬وكذلك‭ ‬نجاح‭ ‬المسلسل‭ ‬فى‭ ‬التصدى‭ ‬لدراما‭ ‬الغزو‭ ‬الثقافى‭ ‬المصدرة‭ ‬إلينا‭ ‬عن‭ ‬عمد‭ ‬ومحاولات‭ ‬ربط‭ ‬المشاهد‭ ‬المصرى‭ ‬بها‭ ‬بالاضافة‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬مسلسل‭ ‬الاختيار‭ ‬عكس‭ ‬حالة‭ ‬التقدير‭ ‬والحب‭ ‬العميق‭ ‬والوعى‭ ‬برسالة‭ ‬رجال‭ ‬وأبطال‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭.. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬زاد‭ ‬مؤشر‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ .. ‬وكشف‭ ‬الحقيقة‭ ‬بوضوح‭ ‬حول‭ ‬نوايا‭ ‬وأهداف‭ ‬وعقيدة‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬وجماعات‭ ‬الإرهاب‭ ‬بأسلوب‭ ‬وتناول‭ ‬عبقرى‭ ‬راق‭ ‬وجذاب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬درامى‭ ‬مبدع‭ ‬وأيضا‭ ‬تعريف‭ ‬المشاهد‭ ‬المصرى‭ ‬بطبيعة‭ ‬حياة‭ ‬ضباط‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬ورسالتهما‭ ‬فى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬وحمايته‭ ‬ومدى‭ ‬التضحيات‭ ‬التى‭ ‬ببذلونها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها،‭ ‬ونجح‭ ‬‮«‬الاختيار‮»‬‭ ‬أيضا‭ ‬فى‭ ‬طرد‭ ‬الدراما‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬السطحية‭ ‬وخلق‭ ‬ذوق‭ ‬عام‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬يبنى‭ ‬وعياً‭ ‬حقيقياً‭.‬
إن‭ ‬سؤال‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬جزء‭ ‬ثالث‭ ‬من‭ ‬‮«‬الاختيار‮»‬‭ ‬فى‭ ‬اعتقادى‭ ‬هو‭ ‬معنى‭ ‬رائع‭ ‬يجسد‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬محفور‭ ‬فى‭ ‬أذهان‭ ‬ووجدان‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬التى‭ ‬أتاح‭ ‬لها‭ ‬المسلسل‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬عشرات‭ ‬الحقائق‭ ‬الوطنية‭ ‬وترسيخ‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬فى‭ ‬أعماقهم‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬يستحقون‭ ‬التحية‭ ‬والتكريم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الكبير‭.. ‬والفارق‭ ‬فى‭ ‬مسيرة‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬وتشكيل‭ ‬الوجدان‭ ‬وترسيخ‭ ‬الولاء‭ ‬والروح‭ ‬الوطنية‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬بالغ‭ ‬الدقة‭.‬

تحيا مصر