يلعب الطقس الحار دورا كبيرا فى الإحساس بالمزيد من آلام العظام والمفاصل مع كثير من الناس، خصوصا فى موسم الصيف.
عن الأسباب والعلاقة والأعراض التقت طبيبك الخاص الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد الغبارى أستاذ ورئيس قسم الباطنة والمناعة والروماتيزم جامعة الأزهر ..إلى الحوار.
- هل تختلف أمراض العظام فى الصيف عن أمراض العظام فى الشتاء؟
- بلا شك تغير الجو بين الفصول له تأثير على كثير من الأمراض المناعية والجهاز الحركى والأمراض الروماتيزمية، وفى الحقيقة هناك بعض الأمراض التى تتأثر بحرارة الشمس ومن أهمها بالنسبة للأمراض الروماتيزمية مرض الذئبة الحمراء، وهذا المرض يصيب السيدات أكثر من الرجال ويحدث فى مقتبل العمر ،وأحيانا يصيب الأطفال وقليلا ما يصيب كبار السن.
ولكن أكثر الأعمار إصابة هم السيدات فى مقتبل العمر، وهذا من الأمراض المناعية ويحدث نتيجة وجود أجسام مضادة فى الجسم وإصابة الجلد مع التعرض للشمس وأعراضه ارتفاع فى درجة الحرارة وإحمرار الوجه وطفح جلدى للأماكن المعرضة للشمس مثل القدم ،ويصاحب ذلك إصابة المفاصل والأوعية الدموية ومع الطقس البارد تحدث تقلصات للأوعية الدموية التى تدعم الأطراف بالدم مثل اليدين والقدمين ،ونتيجة تقلص الشرايين يؤدى ذلك إلى تحول لون الأصابع إلى اللون الأبيض ثم إلى اللون الأزرق ،ثم يحدث تمدد للأوعية الدموية ويحدث إحمرار ومن ثم يشتد الألم.
- وما هى طرق علاجه؟
لعلاج هذه القصة نبدأ غالبا بعلاج الأجسام المضادة الموجودة فى الجسم أولا، وهذا يتم معرفته عن طريق التحاليل المعملية ويؤخذ علاج مع متابعة الحالة والأهم الانتظام فى العلاج، ويمكن تحسن الحالة وأحيانا يعود المرض مرة أخرى.
وبعض المرضى يحدث لهم اكتئاب من طول فترة المرض خاصة لو هذا المرض يسبب آلاما شديدة،وقلقا وطفحا جلديا ،كل هذه الأمراض مرتبطة بالجهاز الحركى، وهناك أمراض تحتاج ألا يصاب الإنسان بالجفاف ، وهذا يحدث غالبا فى الصيام والجو الحار فى بعض الأمراض مثل مرض النقرس هذا المرض يصيب الرجال وعادة 50% من الحالات تكون الإصابة فى الأصبع الأكبر بالقدم إنما مع شدة الألم وشدة المرض 90% يصل الألم للمفصل ويمكن يصيب كثيرا من المفاصل فى الجسم مثل الركبتين والكاحل أسفل الساق مع التقاء القدم أو يصيب الرسغ أو مفاصل أخرى فى الجسم ،وهذا نتيجة ترسب بللورات حمض البوليك الناتج عن التمثيل الغذائى للبروتينات فى الجسم وزيادته فى بعض المأكولات، وأحيانا تكون نتيجته خلل فى الإنزيمات التى تكمل التمثيل الغذائى من البروتينات إلى مواد نهائية فى التمثيل الغذائى ومن ثم يؤدى إلى زيادة نسبة حمض البوليك ،وفى بعض الأحيان يكون نتيجة لعدم إخراج الكمية المفروض إخراجها من الجسم، وبالتالى تترسب هذه البللورات فى المفاصل وتحدث التهابا فى المفصل.
وفى الحقيقة 2% من الناس لديهم زيادة فى حمض البوليك فى الدم بدون أعراض، وهناك حالات لديها زيادة فى حمض البوليك ويستمر مدة طويلة بدون أعراض،وهناك حالات يكون بها ألم شديد،ويسمى النقرس الحاد ويكون الألم شديدا وقد يوقظ المريض فى الفجر، وبالتالى يؤدى إلى الترسب فى الجهاز البولى ومن ثم يؤدى لوجود حصوات فى الكلى والحالب ومع العلاج يمكن تحسن الحالة بعد أسبوعين وأحيانا فى بعض المرضى يعود المرض مرة أخرى ولا سيما فى الحالات الحادة، وهنا يسمى النقرس المزمن ومع الوقت يحدث تآكل فى المفاصل خاصة اليدين والقدمين والركبتين ويزيد فى فصل الصيف، وأحيانا مع عدم تناول الإنسان الكمية الكافية من المياه للجسم ،وخاصة فى الصيام لو كان شهر رمضان فى فصل الصيف أو الأشخاص الذين تعودوا على الصيام أوقات طويلة أو الصيام المتقطع.
وهنا نقول يجب علاج الحالة الحادة أولا وبعدها نعطى دواء لتقليل كمية حمض البوليك فى الدم، وهناك اعتقاد خاطيء عند البعض أن المصاب بالنقرس لا يتناول اللحوم نهائيا وهذا اعتقاد خاطئ، ولكن كل ما يفعله مريض النقرس أن يقلل البروتينات لأنه هناك بروتينات مهمة للجسم مثل اللحوم والدجاج والبيض والسمك أما البقوليات والفول غير مهمة للجسم .
والجسم يحتاج للبروتينات ذات الكفاءة العالية مثل اللحوم والأسماك والبيض من 1إلى 3% فقط،لذلك يجب عدم تناول البروتينات بنسبة كبيرة فى الأطعمة، ولكن لا يمكن الاستغناء عنها نهائيا.
وما أستطيع قوله على أى إنسان عندما يشعر بألم فى العظام التوجه للطبيب المتخصص مباشرة لعمل التحاليل والأشعات اللازمة حسب كل حالة وحسب كل مرض .
- هل آلام العظام فى الصيف سببها التعرض مباشرة للمراوح والتكييفات ؟
- فى الحقيقة تنقل الجسم من برد إلى حر والعكس يعرض الإنسان للالتهاب فى الجهاز التنفسى والجيوب الأنفية ويصاحب ذلك أحيانا الإصابة بالفيروسات والميكروبات التى تزيد فى الطقس البارد ويؤدى ذلك لارتفاع فى درجة الحرارة للإنسان وهذا الاختلاف الذى يتعرض له الجسم مع تغير المواسم يعرضه لآلام العظام.
والشيء بالشيء يذكر علميا، فالفيروسات التى يصاب بها الجهاز التنفسى العلوى مثل الجيوب الأنفية والأورطى مثل الرئة معروفة حوالى 400 فيروس والواحد له أكثر من تحور مع الوقت والتقلبات الجوية.
- ما أشد أمراض العظام خطورة فى فترة الصيف وهل تختلف خطورتها عن الشتاء ؟
- بلا شك أى مرض تزيد حدته أو خطورته فى حالة عدم علاجه بطريقة سليمة وعدم التوجه لطبيب متخصص حتى يكون العلاج تحت إشراف طبى
أما عن الصيف والتعرض المباشر للمراوح
والتكييفات هذا بلا شك يؤدى لالتهاب العظام بصفة عامة.
- هل علاج العظام أو المفاصل يختلف حسب تغير الفصول؟
- أولا علاج أى مرض يعتمد على نوع المرض وحالة المريض الصحية لأن المرض الذى تزيد آلامه فى الشتاء يحتاج لأنواع وجرعات كثيرة، أيضا يمكن أن يحدث ذلك فى الصيف مع نفس المرض.
- كيف نتجنب آلام العظام فى موسم الصيف؟
- فى الحقيقة نحن دائما نقول: إن الوقاية خير من العلاج ،ولكننى أنصح أولا أصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضى الذئبة الحمراء الابتعاد عن حرارة الشمس
أيضا مرضى الروماتويد عليهم الابتعاد عن التكييفات وعدم التعرض لها مباشرة وتجنبها لتجنب الآلام، ومريض النقرس عليه تجنب الصيام لفترات حتى لا يعرض جسمه للجفاف إذا صدفا هذا فصل الصيف، وبالنسبة للإنسان العادى غير المريض أوجه نصيحتى بتناول الطعام الصحى المتوازن والبعد عن الأطعمة الجاهزة وممارسة الرياضة بقدر الإمكان.