بعد إصابة مايزيد عن نصف مليار شخص حتى الآن بفيروس كورونا ووفاة أكثر من ستة ملايين مريض، وبعد الإعلان عن فيروس غامض يصيب كبد الأطفال في أكثر من عشرين دولة والسبب مازال مجهول ، عاد الجدرى للإنسان ولكن على جسم نسناس ليصيب العالم بالذعر بسبب أعراضه المخيفة، ومشكلاته الجلدية المنفرة، وعدنا لاحتمالات المواجهة مجددا مع وباء أقل مايوصف بإنه مخيف ومقزز ومنفر للمحيطين، على الرغم من بعده والحمد لله عن مصر.
مؤخرا سجّلت غالبية إصابات الجدرى فى ثلاث دول أوروبية، هي المملكة المتحدة وإسبانيا والبرتغال ، رغم ان وجوده كان محصورا ومستوطنا في 11 دولة في غرب إفريقيا ووسطها، ولكن الظهور المفاجئ والنطاق الجغرافي الواسع للحالات، يشيران إلى امكانية انتقال الفيروس على نطاق واسع بين البشر، نحن حالياً بعيداً عنه.
والأن قامت منظمة الصحة العالمية برفع درجة التهديد العالمي لجدري القرود بعد ان تأكد انتشاره الأن في عشرات الدول وسط مخاوف من انتقال الفيروس إلى الحيوانات البرية وبالتالي عدم القضاء عليه أبدا حيث سيصبح مستوطنا في جميع أنحاء العالم، إلى جانب خطر التحور المتوقع لو حدث الانتقال من البشر إلى الحيوانات.
أسباب الإصابة به تنحصر فى مخالطة مباشرة لدماء الحيوان المصاب بعدواه أو لسوائل أجسامه أو الاحتكاك بالآفات الجلدية المصاب بها أو سوائله المخاطية ، والأن ينتقل المرض من إنسان مصاب إلى آخر بسبب العلاقات الحميمة الطبيعية أو الشاذة والإفرازات اللعابية من مريض بالعدوى أو بسبب ملامسة البثور الجلدية أو أشياء لُوِّثت مؤخراً بسوائل المصاب ، بل ويمكن انتقال الفيروس من المرأة الحامل إلى الجنين أو إلى الطفل أثناء الولادة أو بعدها من خلال ملامسة جلد الرضيع لجسم مصاب .
فى أفريقيا وثقت حالات عدوى نجمت عن مخالطة القردة أو الجرذان الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض، والقوارض وهي المستودع الرئيسي للفيروس.
أعراضه على الرغم من تشابه أعراض مرض جدري القرود مع الأعراض الناتجة عن مرض الجدري، إلا أنها تكون أخف، مع اختلاف وحيد يتضمن تورم العقد اللمفاوية نتيجة الإصابة بجدري القرود ، وتتراوح فترة حضانة الفيروس عادة مدة 5- 21 يوم قبل بدء ظهور الأعراض، والتي تشمل حمى، وصداع، وآلام العضلات، ألم الظهر، تورم العقد اللمفاوية، قشعريرة، والتعب والإرهاق.
ثم يبدأ الطفح الجلدي بالظهور بعد يوم إلى ثلاثة أيام أو أكثر من إصابة المريض بالحمى، وغالباً ما يظهر على الوجه أولاً، ثم يبدأ بالانتشار إلى باقي أجزاء الجسم، ويمر الطفح الجلدي بعدة مراحل قبل أن يتلاشى، حيث يبدأ بالبقع ثم الحويصلات والبثور وأخيرا التقشرات .
وحتى الآن بعض الأدوية المضادة للفيروسات تعد فعالة، بالإضافة إلى استعمال بعض العلاجات المناعية للتحكم بحالات تفشي المرض.
ولأن جدري القرود مرتبط بشكل وثيق مع مرض الجدرى القديم والذى تم القضاء عليه عام 1980، فإن لقاحاته التقليدية الموجودة فعالة بنسبة 85% على الأقل في الوقاية بل قد تكون هى الخيار الأمثل الأن.
ومع ذلك قد لاتتطلب الوقاية لقاحات جماعية وانما النظافة والبعد عن العلاقات الحميمة الشاذة وعدم ملامسة المرضى من البشر أو الحيوانات والالتزام بعزل المصابين عن الآخرين وغسل اليدين جيدا بالماء والصابون أو الكحول .
بهذا يمكننا الوقاية والسيطرة على فيروس قتل الحالة الأولى بنيجيريا منذ أيام فاحذروه لو تجرأ وانتقل الى مصر من خلال مصاب انسان أو حتى حيوان وافد لاقدر الله.