تهاجمنا الإكزيما فى فصل الربيع والصيف، بل وتنتشر بين المصابين أكثر من أي فصل آخر. والإكزيما عموما هي نوع من أنواع الحساسية التى تصيب الجلد وتسبب التهابات به، وتسبب الإكزيما تهيج الجلد والشعور بالحكة، واحمرار وجفاف الجلد لدرجة ظهور تشققات عليه. فكيف نتفادى الإصابة، وكيف نعالجها إذا ما أصابتنا؟
الدكتور محمد عبد المنعم عبدالعال أستاذ الجلدية والتناسلية والعقم جامعة الأزهر يقول: إن فصل الربيع تكثر فيه حبوب اللقاح لتلقيح الزهور والأشجار وبعد التلقيح تظهر الثمار الشهية مثل فواكه المشمش والخوخ والكمثرى والبرقوق وغيرها، ولكن حبوب اللقاح تحملها الحشرات لهذه المهمة ، وأيضا تنشرها الرياح فى الجو فيستنشقها الناس عن طريق الأنف وتظهر أعراض مثل الالتهابات والإكزيما .
ويكمل د. محمد أن كلمة إكزيما منشقة من كلمة يونانية معناها الغليان لأنك لو نظرت إلى الجلد ستجد فقاقيع مائية إذا تجمعت كانت أشبه بسطح الماء عندما يغلى ، وهناك أنواع عديدة من الإكزيما منها الإكزيما التلامسية “من اللمس” فإن عمال البناء يظهر عليهم إكزيما فى اليدين نتيجة ملامسة الأسمنت، وأيضا السيدات تظهر عليهن إكزيما باليدين والوجه نتيجة ملامسة العطور ، وهناك نوع من الإكزيما تسمى الإكزيما التأتبية أو الإكزيما الداخلية، حيث إن استنشاق حبوب اللقاح وغيرها يثير خلايا معينة من الجسم فتفرز موادا تنشط الخلايا المكونة للأجسام المضادة فيتكون جسم مضاد للمواد الأولية المستنشقة، وهى بدورها تنشط خلايا أخرى فتفرز مادة الهيستامين محدثة الحساسية. والإكزيما التأتبية تظهر على الجلد والجهاز التنفسى وهى تصيب نسبة معينة من الأطفال ومع النمو تقل هذه النسبة، ولكن قد تستمر لمرحلة ما بعد البلوغ أو أكثر.
ولقد ظهرت علاجات حديثة، حيث استطاع الباحثون تخليق أجسام مضادة للأجسام حتى تستطيع إبطال مفعوله، وهذا الدواء موجود الآن فى مصر ، وعلاج الإكزيما العادية يجب أن يكون سريعا لأنها لو تركت فإن الحكة تدخل جراثيم إلى الحويصلات المائية وتسبب تقيحا وزيادة فى الحكة تستعدى إلى المضادات الحيوية مع أقراص مضادة للحساسية .
وطفل الحساسية التأتبية يجب أن نحميه من التعرض للجراثيم والفيروسات فإذا كان أحد الوالدين مصابا بإكزيما تأتبية فإن الطفل المولود يكون عرضة للإصابة بالمرض فيجب أن يمنع أى أحد من أقاربه من تقبيله لأن هناك فيروسات إذا وصلت للطفل انتشرت محدثة له مرضا شديد الخطورة على حياته .
ويضيف د. محمد إن الحكة هى التى تميز هذا النوع من الإكزيما وطفل الحساسية التأتبية لا ينام من كثرة الحكة و إذا لم ينم لن يستطيع أحد فى المنزل النوم ، فيجب استعمال مراهم موضعيا والأهم منها مرطبات الجلد الدهنية حتى لا يفقد الجلد ليونته، كما يجب أن نحميه من التعرض للشمس وكثرة العرق .
دكتورة منى رزق خبيرة التجميل توضح أن الإكزيما هى عبارة عن جفاف شديد بالجلد يصل لمرحلة فقدان كل مواد الترطيب الطبيعية. وتبين أن الإكزيما أنواع: أولا: الإكزيما الداخلية أى المنشأ الخاص بها داخلى وهى تصيب الأطفال فى الأيام الأولى من العمر بسبب القبلات والتلامس فتسبب الإحمرار والقشور والالتهابات والفقاقيع الصغيرة، وهى تتميز بالإحمرار وتنتهى عند فترة الدراسة ويكون علاجها الترطيب والوقاية للأطفال من خلال عدم التلامس والتقبيل .
وثانيا: الإكزيما الدهنية وتكون فى الأنف والأذن والرموش وبداية منبت الشعر، وتكون على شكل قشور وحكة والتهاب و إحمرار وهى نوع من أنواع الإكزيما التى تسببها الفطريات ، وثالثا: هناك نوع آخر من الإكزيما تظهر على شكل فقاعات فى اليدين والقدمين ويكون بها حكة شديدة وهى منتشرة بصورة كبيرة ويكون سببها استخدام المواد المنظفة والكيماويات والإكثار منهم مع استخدام الماء الساخن فى غسيل الصحون و أواني الطهى فتؤدى إلى حكة شديدة مع ظهور التهابات وتؤدى إلى جفاف شديد لتصل إلى فقاقيع مرتفعة عن الجلد وإحمرار و إذا أهملت تسبب تشققات بالجلد ، والنوع الرابع: هى الإكزيما التلامسية أو الإكزيما المهنية وأكثر عرضة لها الأشخاص الذين يعملون فى المواد الكيماوية أو عمال الحدادة “الذين يستعملون موادا حارقة ومهيجة للجلد” و يكون بها تحسس وبالملامسة بمجرد وضع يده فى هذه المواد يبدأ الالتهاب فى الظهور وتورم باليد مع الحكة الشديدة ، ونوع آخر وهو الإكزيما الموسمية وتعرف “إكزيما الربيع” أو “إكزيما الشتاء” وغيرها بتغير الفصول فهناك أشخاص يصابون بها بسبب البرودة الشديدة وغيرهم فى الصيف بسبب التعرق الشديد فيكون هناك حكة فى الجسم بأكمله بالوجه وبالأخص أصحاب مرضى الجيوب الأنفية وتكون سببها بذور اللقاح وانتشارها فى الجو وتكاثر الزرع والنباتات فى فصل الربيع .
“رزق” تشرح أن هناك بعض أنواع الإكزيما تعرف بالإكزيما النفسية التي تظهر قبل الامتحانات أو المناسبات أو التعرض لحزن شديد أو غيرها من الضغوط النفسية حيث تظهر عندهم على شكل حكة أو ارتكاريا وبعد ذلك تتحول إلي شكل الإكزيما المعروف وهو حكة وجفاف شديد و التهاب وتسبب أرقا شديدا .
ويكون العلاج هنا تجنب مهيجات الجلد من أنواع الصابون أو البعد عن استخدام مواد التنظيف القاسية ولنعلم أن هناك بعض أنواع الأقمشة تسبب تهيجا بالجلد وتؤدى إلى الجفاف وظهور الإكزيما ،لذا يجب البعد عنها مع البعد أو التخفيف من الضغوط النفسية.
وتحذر من أن الحيوانات الأليفة وحبوب اللقاح تؤدى إلى الإصابة بحكة وتتحول فيما بعد إلى الإكزيما وحبوب اللقاح الموجودة باختلاف الفصول مع تكاثر النباتات عبر الهواء التى تسبب الإكزيما أيضا ، وعلي الأشخاص المعرضين لتلك الإكزيما عدم الخروج للأماكن المفتوحة مع محاولة لبس ملابس طويلة تغطى اليدين والأقدام مع غسل الوجه بصورة مستمرة بماء فاتر ، مع البعد عن استخدام اللوف العادى أو اللوف المغربى وحكه بطريقة شديدة للجلد للاعتقاد بأن هذا يؤدي إلى نظافة الجلد، وهذا خطأ وهو يحوله إلى جلد جاف فاقد الدفاع له ويتحول فيما بعد إلى إكزيما تلامسية ، مع الحرص على الترطيب المستمر للجلد بكريمات خالية من العطور ويفضل خلط الفازلين مع زيت الزيتون أو زيت جوز الهند فهم من المواد الطبيعية المرطبة ، ويجب أن نعرف بأن هناك مايسمى بإكزيما ربات البيوت ،وهنا يكون علاجها حرصها على ارتداء القفاز البلاستيك لغسل الأواني وأسفله كمية كافية من الفازلين ليكون حماية للأيدي ، ويفضل عدم التواصل فترة كبيرة تحت الماء .
وتضيف د. منى أن زيت” الخواجوا” مفيد فإذا كان الجلد يعانى من التشققات يتم دهنه بمفرده من الليل إلى النهار فهو يساعد على منع التشققات .
ومن العلاجات للإكزيما كما توضح د. منى رزق، نجد أن هناك مضادات الهيستامين التى تمنع إلى حد ما الحكة وتسبب راحة للجلد فالمواد الطبيعية منها الزيوت مع الفازلين للترطيب وأيضا ممكن 2 ملعقة “حرمل” مع كأس ونصف ماء ونضعهم على النار حتى الغليان ليصبحوا نصف كأس ويتم إضافتهم على فازلين طبى ويتم دهن الجسم به والمناطق المصابة بالحكة ، وأيضا كريم “النيم” سواء زيت أو أوراق ويتم طحنها و يتم وضعه مع الفازلين ودهان الجسم بها وأيضا من الممكن “الحبة السوداء” مع الفازلين ، مع شرب المرمرية والبردقوش والكاكاو المر بالأخص فى أيام الحكة الشديدة وهياج الجلد ونوبات الإكزيما مع البعد عن منتجات الألبان ، ومن الممكن دهان زيت عباد الشمس كوقاية فهو يساعد على تهدئة الحكة وترطيب الجلد.