التسوس مرض مثله مثل أي مرض يمر بمراحل متعددة وكلما أهملنا مرحلة تقدم المرض لمرحلة أشد وأقوى ولكل مرحلة علاج وطريقة العلاج تختلف من مرحلة لأخرى ومراحل التسوس كالأتي:
- نخر المينا (Enamel caries) المينا هي أصلب مادة فى جسم الإنسان ولكنها أن أصيبت لا تستطيع إصلاح نفسها وهي مادة لا تستطيع مقاومة لمس الأحماض لفترات طويلة لإن مقاومتها الأحماض تضعف وتبدأ فى الاستسلام للأحماض وللتأكل ولذلك فإفرازات
اللعاب القلوية تقوم بمعادلة الأحماض التي يتناولها الإنسان وذلك لوقاية طبقة المينا من التحلل وتكوين ثقوب فيها بعد إزابة الأحماض لأملاح الكالسيوم المكونة للمينا وعلاج هذه المرحلة هو إزالة الجزء المصاب من طبقة المينا واستعاضته بحشو معدني أو بالحشوات التجميلية لاستعادة ذلك الجزء المصاب وإعادة المينا إلى شكلها الطبيعي والى وظيفتها مرة أخرى
- نخر العاج (Dentine caries) كما تكلمنا فى السابق فإهمال كل مرحلة يأتي بمرحلة أشد وإهمال علاج الثقب الذي حدث فى طبقة المينا يؤدى إلى انتشاره ووصوله إلى طبقة العاج وهي الطبقة التالية للمينا وهنا يبدأ الاحساس بالألم وعلى الرغم من أن العاج
يختلف عن المينا فى تعويض ما يتلف منه إلا أن انکشافه لفترة طويلة تجعل من التلف أسرع من التعويض فيستمر التسوس فى الانتشار متغلبا على طبقات العاج المتجددة حتى يصل إلى حجرة اللب وعلاج هذه المرحلة مشابه تماما المرحلةالمينا مع اختلاف الدرجة حيث أن العلاج فى مرحلة العاج يتطلب عمق أكبر
وأوسع فى إزالة الطبقة المصابة واستعاضتها بمواد الحشو الملائمة لتلك المرحلة.
- النخر اللب أو العصب Caries involving the pulp حجرة اللب أو العصب هي الطبقة الثالثة فى السنة وحين تصبح تلك الحجرة مكشوفة بعد تأكل المينا ومن بعدها العاج فيصبح الشعور بألم مبرح وحاد جدا ولا يستطيع المصاب تحمله وهذا ليس فقط عند تناول الطعام أو
الشراب بل يكون على شكل نوبات قوية من الألم ويزداد أثناء الليل خاصة أو
أثناء الاستلقاء والشعور بوخز أو نبضات فى السنة مع عدم القدرة على التركيز بالعين أن كان السن المصاب أو الضرس المصاب فى الفك العلوي وصداع فى الحالات الشديدة منه، وقد يمتد لنصف الوجه مع الشعور بألم فى الأذن فى حالة وجود التسوس بعصب ضرس العقل وعلاج هذه المرحلة لا يكون إلا باستئصال
العصب الموجود داخل القناة العصبية وحشو تلك القناة بالمادة المخصصة لذلك وهى مادة تشبه المطاط تسمى (جاتا بيركا) ثم تغطية السنة بعد حشوها بتاج من الاستالس استيل إن كانت السنة المصابة سنة طفل أو بتاج من البورسلين أو الزيركونيا ان كانت السنة المصابة لشخص بالغ، والتاج هو مرحلة من مراحل
العلاج الذي لا يمكن الاستغناء عنها نظرا لنزع العصب، وللعصب وظيفتان أولهما هو إنه ذلك النسيج اللين الواقع فى لب السنة والذي يقوم بنقل الإحساس بالمؤثرات الخارجية المحيطة بالسنة إلى مراكز الاحساس فى الدماغ مترجما
إياها باللأم ، وثانيها هو إنه يشترك مع الأوعية الدموية الدقيقة داخل لب السنة ومسئول عن نمو السن واستمرار تغذيته والتي تحافظ على صلابته إذا أصيبت حجرة عصب السن نتيجة التسوس وفى حالة نزعه نتيجة إصابته تفقد السنة عنصر التغذية مما يعرضها للهشاشة والكسر ولذلك لابد من تركيب تاج لها عند نزع العصب أو علاجه.
- وفاة السنة ( مرحلة النهاية)
أن أهملنا علاج السنة فى المراحل الثلاثة السابقة حتى وصل إلى مرحلة عصب السنة دون علاج فإن العصب المكشوف سوف يموت ويحدث التعفن وتنتشر الجراثيم داخل القناة العصبية حتى تصل إلى نهاية الجذر وعليه فإن
الجراثيم ستصل إلى عظام الفك مكونة خراجا أو أكياسا جذرية صغيرة ومن الممكن لهذه الأكياس أن تأخذ بالاتساع مؤثرة على عظام الفك ، ومع مرور الوقت قد تظهر علامات الإلتهاب بشكل أكبر قد تؤدي إلى التدخل الجراحي وقد ينتشر الالتهاب ويمتد إلى الأنسجة المحيطة بالسنة والرابطة بين السنة وعظام الفك مما يؤدي إلى تهتكها وبالتالي إلى خلخلة السنة وقد يشعر المريض باستطالتها
مع الآلام عند ملامستها ، وهذا كله قد يؤدي إلى خلع السنة وفقدانها أى إلى وفاتها وهنا تكون النهاية.