الخميس 27 يونيو 2024

قبل اتباع أنظمة الرشاقة تجنب هذه الأخطاء

صوره تعبيريه

20-6-2022 | 18:07

كتب : أحمد فاخر

البقاء فى البيت هو الحل!. كان هذا هو شعار الجميع مع ظهور فيروس كورونا ، حيث اتجه أغلب الناس بمختلف أعمارهم إلى عدم الخروج من المنزل، مما أدى لتقليل النشاط وزيادة الشكوى من السمنة لدى الكثيرين، لذا لجأ البعض إلى اتباع العديد من الحميات الغذائية (أنظمة الرشاقة) فى محاولة للتغلب على هذه المشكلة، ولكن ماذا عن الأخطاء التى ينبغى علينا تجنبها عند اتباع مثل هذه الأنظمة؟ فى البداية تقول الدكتورة إيمان كامل استشاري التغذية العلاجية بالمركز القومي للبحوث: إن الشكوى من السمنة زادت بشكل كبير فى الآونة الأخيرة نتيجة قلة الحركة للظروف العالمية المتعلقة بفيروس كورونا، وبالتالي بدأ الكثيرون يحاولون إتباع طرق للحمية الغذائية دون التأكد من صحتها أو ملاءمتها لأجسامهم وأعمارهم المختلفة، ولذلك يجب أن نشير إلى أنه يجب إتباع البروتوكولات العلمية، والتي تتضمن خمسة أنواع لا سادس لهم للحصول على الحمية الغذائية المناسبة والنجاح فى الوصول للوزن المطلوب: - تفصيل النظام الغذائي ليتناسب مع كل شخص حيث إن طبيب التخسيس يشبه الترزي الذي يأخذ مقاسات العميل ليصنع له ما يناسبه من ملابس، لذلك تختلف طرق التخسيس من شخص لآخر من حيث النوع والسن والتاريخ المرضي وظروف العمل وحالته المادية والاجتماعية والنفسية ومدى نشاطه اليومي والأكلات المفضلة لديه، حيث لا يصح أن يقوم الطبيب بفرض جدول غذائي معين دون غيره. - النظام الرياضي ليس مناسبا لكل الأشخاص، حيث يعتمد ذلك على الحالة الصحية لكل فرد، فلا يصح مثلاً أن نطلب من سيدة مصابة بخشونة الركبة أن تمارس رياضة بالدراجة أو نطلب من شاب يعاني من الأنيميا أن يذهب للجيم، لذلك يجب أن يتفق النظام الغذائي مع الحالة الصحية للمصاب بالسمنة. - تغيير النمط وسلوكيات الحياة اليومية للأفضل، وهو استبدال العادات اليومية غير الصحية بأخرى صحية، فعلى سبيل المثال استبدال استخدام المصعد بالسلالم أو استبدال الأكل المحمر بآخر مسلوق أو استبدال الحلوى بالفاكهة الطازجة، وبالتالي تغيير السلوك اليومي ليكون صحياً ومفيداً للجسم بشكل أكبر دون التصنع فى ذلك. - اتباع النظام الدوائي المناسب بحيث يكون هذا العلاج أو المكمل الغذائي موصوفا من طبيب متخصص فى التغذية، ويكون مرخصا أو معتمدا من وزارة الصحة والسكان وله علامة تجارية وشركة منتجة معروفة ومتوفر فى الصيدليات، وللأسف قليلاً جداً من العلاجات تعد مرخصة كأدوية رشاقة أما العلاجات الأخرى فأغلبها مكملات غذائية فقط. - الجراحة المناسبة وفيها يتدخل الجراح بإحدى الطرق المناسبة للتخسيس سواء بعمل بالونة أو طوق أو تكميم للمعدة أو تغيير مسار، وبالطبع كما ذكرنا سابقاً كل طريقة تعتمد على ظروف الحالة التي فى حاجة للتخسيس. أما عن تأثير الخرافات والوصفات الخاطئة على صحة المرضى تضيف الدكتورة شريفة فهمي أستاذ مساعد بقسم العقاقير بصيدلة القاهرة بأننا نسمع كثيراً فى الآونة الأخيرة عن أسماء لنباتات وأعشاب كثيرة تستخدم كوصفات للتخسيس يعلن عنها التجار لتحقيق أرباح سريعة عن طريق المتاجرة بآلام الناس واحتياجاتهم، وعند شكوى المستهلك بأنها لم تؤتِ بنتائج مرجوة يكون رد البائع بأن المستهلك لم يستخدمها بالشكل الصحيح، ويوجد من تلك الأعشاب مدرات للبول أو ملينات شديدة، وبالتالي بمجرد تناولها يؤثر ذلك على وزن الجسم بشكل ملحوظ، ولكن بعد تناول أي طعام أو شراب يعود وزن الجسم مرة أخرى، كما أن هناك أعشاباً ظهرت جديدة تعمل على عدم الرغبة فى تناول الطعام مثل نبات الجارسينيا حيث أثبت علمياً أنه يسبب أضراراً للكبد على المدى الطويل. كما أن هناك أليافاً طبيعية أمينية مثل الردة والشوفان ومركب البكتين المستخلص من الجزء الداخلى من قشر البرتقال كلها تعمل على الشعور بالامتلاء، وعدم الرغبة فى تناول الطعام، ولكنها أصح وأرخص كثيراً من المنتجات الأخرى غير المعتمدة. وتضيف الدكتورة منى راداميس اخصائية التغذية وعلاج السمنة بأن أول ما نفعله مع من يأتي إلينا لطلب السير على نظام حمية غذائية مناسب هو أن نحصل على ثقته بحيث تكون هناك علاقة نفسية لطيفة بين الطبيب والحالة لأنه يسهل كثيراً الوصول لهدفنا عندما تكون نفسية الحالة جيدة، ورغم أنه يمكن إتباع نفس النظام الغذائي لأكثر من شخص إلا أن كل إنسان له حالته الخاصة من حيث السن والنوع والحالة النفسية وتاريخه المرضي ومدى استعداده وقابليته لإتباع النظام الغذائي المتبع، كما يختلف شخص لآخر من حيث توزيع الدهون فى جسمه حيث إن هناك أشخاصا وجههم نحيف بالمقارنة بأجسامهم، وبالتالي لو أتبع نظام حمية سريع سوف يؤدي ذلك إلى نحافة الوجه أكبر من الجسم، وتظل المشكلة قائمة حيث سوف يتحول شكله للأسوأ وليس للأفضل، والعكس أيضاً عند الأشخاص وخاصة السيدات اللاتي يعانين من الامتلاء فى منطقة الصدر والبطن فى حين أن أقدامهن نحيفة حيث نتجنب معهن رياضة المشي لأنها سوف تؤدي لنحافة الساقين بشكل أكبر عن باقي أجزاء الجسم، لذلك نؤكد أن كل حالة لها منظومة مع بعضها تختلف عن غيرها، ومن المعروف أن كتلة العضلات عند الرجل أعلى من كتلة العضل عند السيدة حيث إن الدهون فى جسم المرأة أكبر للحصول على استدارات القوام لديها، وبالتالي نسبة الحرق عند الرجل أعلى من نسبة الحرق عند المرأة. ويجب تصحيح معلومة أن تناول البروتين فقط يساعد على التخسيس، بل بالعكس فإن تناول البروتين فقط لا غير يضر بالصحة العامة، وخصوصاً صحة العظام حيث إنه كلما زادت نسبة البروتين فى الجسم تفقد العظام نسبة أكبر من الكالسيوم داخلها، لذلك نتجنب البروتينات الزائدة عند من هم أكثر من 40 عاماً، وخاصة النساء لسهولة تعرضهن لهشاشة العظام، بل ننصحهم بتناول البروتينات بنسب معقولة مع المداومة على تناول الأكلات الغنية بالكالسيوم مثل اللبن والزبادي والجبن بأنواعها، لذلك يجب إتباع نظام غذائي بناء على توجيه من طبيب متخصص للحفاظ على صحة كل جزء من الجسم سواء العظام أو كتلة العضلات أو الشعر والبشرة، وبالتالي توجيه الخسارة لتكون من كتلة الدهون فقط دون التأثير على شئ آخر. ومن أكثر الأخطاء المعروفة رغبة الشخص وخاصة البنات والسيدات فى التخسيس فى وقت زمني قليل جداً، وهذا أمر سيئ جداً لأن السقوط السريع فى وزن الجسم يمكن أن يؤتي بآثار جانبية على باقي أعضاء الجسم، كما يمكن أن يؤدي إلى سقوط الكلى فى الحوض، لذلك يجب التوضيح بأن الهدف الرئيسي للتخسيس هو اكتساب صحة وجمال فى نفس الوقت دون التضحية بشئ مقابل الآخر، لذلك يجب على الإنسان تقبل ملحوظة أن كل شئ يأخذ وقته حتى لا يكون المراد أكبر من الإمكانيات، وبالتالي عند عدم الوصول للوزن المطلوب يمكن أن يسبب ذلك الإصابة بالاكتئاب والإحباط وعدم القدرة على الاستمرار فى برنامج الريجيم. كما أن من أكثر الأخطاء التي تقع فيها النساء هي عادة (التلقيط) أي تذوق الطعام أثناء تجهيزه فى المطبخ، ورغم أن هذا يحسب الكثير من السعرات الحرارية لأن الجسم لا يفقدها بسهولة إلا أنها لا تعير لذلك أي انتباه، مما يؤدي إلى التأخير فى الوصول للوزن المطلوب، كما أن التعويض عن المياه بشرب العصائر الطبيعية يعتبر من أكثر الأخطاء الشائعة لأن شرب العصير يختلف تماماً عن أكل الفاكهة،حيث إنه من السهل أن أشرب كوبين عصير برتقال، ولكن من الصعب أن أتناول 8 برتقالات فى نفس الوقت، وحتى إن فعلت ذلك فسوف يؤدي إلى الشعور بالشبع حيث سوف يأخذ الجسم وقتاً طويلاً لهضمهم وهذا لا يحدث بالطبع فى المشروبات، كما يجب التوضيح بأن اللبن لا يصلح للتخسيس حيث إن كوب اللبن خالي الدسم الـ240 جم يعادل ربع رغيف بلدي بالكامل لاحتوائه على النشا والبروتين والسكر واللبن. ورغم أن هناك الكثير من الأنظمة الغذائية المنتشرة على شبكة الإنترنت منها الجيد، ومنها الخاطئ إلا أنه كما ذكرنا فكل شخص له حالته الخاصة التي يمكن ألا يصلح معه غير نظام معين، فعلى سبيل المثال أنظمة التخسيس المعتمدة على المياه فقط أو الديتوكس أو أنظمة العصائر فقط تؤثر بالسلب على التركيز، لأنها تعتبر صعبة وثقيلة على الجسم، وبالتالي فهي لا تصلح للطلاب أيضاً ولا تصلح للمصاب بالأنيميا، أو من يبذل مجهودا عضليا كبيرا بصفة يومية فى عمله، لذلك نؤكد على القراء أنه عند الرغبة فى إتباع نظام حمية للتخسيس يجب أن يكون ذلك من خلال طبيب متخصص لتجهيز النظام المناسب، والوقت الملائم ليستطيع جسمه الوصول للوزن المطلوب دون أية آثار جانبية.