أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن موسكو لم ترفض أبدا التفاوض مع أوكرانيا.
وقال لافروف ـ خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، من أوغندا، اليوم /الثلاثاء/ـ "لم نرفض أبدا التفاوض لأنه، كما يعلم الجميع، ينتهي أي قتال في نهاية المطاف على طاولة المفاوضات".
وأضاف أن "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وعددا من الدول الأوروبية منعت الأوكرانيين من التوصل إلى اتفاق" مع روسيا بناء على المقترحات التي نوقشت في إسطنبول.
واتهم لافروف الدول الغربية بمحاولة جر العالم إلى الهاوية؛ بسبب سياستها الاستعمارية من خلال مطالبة جميع الدول بالوقوف بجانبها ودعمها في مواقفها تجاه العديد من القضايا في المنطقة.
وقال إنه "أجرى مع الرئيس الأوغندي عدة محادثات تناولت العديد من القضايا من أهمها سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين وتسوية النزاعات في إفريقيا والشرق الأوسط.
وأشار إلى أن هناك أفاقا كبيرة وتطلعات للتعاون بين روسيا وأوغندا في مجالات عديدة بينها الاقتصاد والطاقة والزراعة، واصفا في الوقت نفسه المباحثات مع أوغندا بـ"المفيدة والبناءة".
وأشاد بالموقف الأوغندي المحايد تجاه الوضع الراهن في أوكرانيا، مؤكدا دعم موسكو الدائم للمساعي التي تقوم بها أوغندا في حل الأزمات المختلفة في القارة الإفريقية.
وحول بيع النفط .. أكد وزير الخارجية استعداد بلاده بيع النفط الخام لأي دولة معنية، وقال: "مستعدون لبيع النفط لأي دولة معنية. وبدون أي عقبات أو عراقيل سواء كنا سنبيع هذا النفط للهند أو الصين أو أي دولة إفريقية".
وأضاف أن "روسيا لا تعتزم بيع النفط فحسب، بل نساعد أيضًا في تطوير الصناعات الوطنية لمعالجة الهيدروكربونات وإنتاج المنتجات النفطية واستخدام الغاز الطبيعي في القطاع الصناعي".
وبشأن العلاقات مع إفريقيا.. أكد أن دور إفريقيا في السياسة الخارجية الروسية سيزداد بشكل كبير، بينما الاتجاه نحو الغرب يلغي نفسه في الوقت الراهن.
وقال: "أستطيع بكل ثقة أن أقول إن دور القارة الإفريقية في مفهوم سياستنا الخارجية سيزداد وبشكل كبير وسيحدث هذا بغض النظر عما يحدث في الاتجاه الغربي، الذي يلغي نفسه الآن".
وأضاف الوزير الروسي: "بسبب مصالحنا الأساسية طويلة الأجل وغير الظرفية، ستزداد أهمية إفريقيا، وبسبب ما يفعله الغرب الآن بخصوص بلدنا، فإنه سيزيد بشكل موضوعي حصة الاتجاه الإفريقي في عملنا".
وأوضح لافروف أن هناك شعورا بأن الدول الغربية، وخاصة ألمانيا، تدفع بلاده إلى انتهاك قواعد السلامة فيما يخص تشغيل خط أنابيب الغاز "التيار الشمالي ـ 1".
وقال: "لا يمكن لأحد أن يشرح لنا بوضوح ما هو الوضع الحالي للتوربين، الذي اجتاز الصيانة في كندا وأُرسل إلى ألمانيا ولم يصل شيئا بشأنه إلى موسكو".
وفيما يتعلق بخط أنابيب الغاز "التيار الشمالي ــ 2".. أضاف لافروف: "إن هذا الخط جاهز تماما لتلبية احتياجات أوروبا في قطاع الطاقة، إلا أنه مغلق لأسباب سياسية".
من جانبه.. أشار الرئيس الأوغندي إلى العلاقات التي وصفها بـ"المتينة" بين روسيا وأوغندا خاصة في المجال الأمني والعسكري التقني، موضحا أن البلدين سيناقشان خلال شهر أكتوبر القادم المسائل الأمنية والقضايا المهمة والملحة في أوغندا.
وأكد موسيفيني استعداد أوغندا المشاركة في البرنامج الفضائي الروسي، معربا عن تطلع بلاده في تعزيز العلاقات مع موسكو في مجال الطب والصيدلة بهدف إنتاج اللقاحات في البلاد.
وشدد على رغبة بلاده في التعاون مع موسكو أو مع أي دولة في العالم في مجال التجارة، مؤكدا في الوقت نفسه أن بلاده لا تريد أن تقف ضد روسيا نظرا لعمق العلاقات التاريخية بين البلدين.
تجدر الإشارة إلى أن لافروف كان قد وصل إلى أوغندا، في وقت سابق من اليوم، في ثالث محطة ضمن جولة إفريقية حيث استهلها بالقاهرة والكونغو.