الأربعاء 29 مايو 2024

العنف الأسري.. ظاهرة مرضية!


العنف الأسري.. ظاهرة مرضية

29-7-2022 | 19:40

بقلم : غادة عاشور
وتعتبر ظاهرة مرضية دخيلة وغريبة على هذا المجتمع الذي طالما عرف بالتكاتف والترابط بين فئاته ومختلف طبقاته، لعل من أبرز أسبابها تعاطي المخدرات والذى يدمر أي مجتمع إذا ما انتشر بين أفراده، وخصوصاً الشباب والمراهقين، لذلك حذر العلماء من تنامي هذه الظاهرة الخطيرة والغريبة وضرورة التصدي لهذه الظاهرة المرضية بكل حزم وحسم وتغليظ العقوبة على كافة جرائم القتل والعنف الجسدي بكافة صوره وأشكاله داخل الأسرة الواحدة، مع ضرورة تقليل الضغوط النفسية والحياتية التي يتعرض لها الأشخاص داخل الأسرة المصرية، مما يدفع بهم إلى حدوث خلل في التوازن النفسي، ومن ثم الوقوع في ارتكاب جرائم عنف وقتل غير مبرر. كان أخرها على سبيل المثال لا الحصر قتل طالبة جامعية على أسوار جامعتها ومذيعة. وتكمن الأسباب الحقيقية لظاهرة قتل أفراد الأسرة الواحدة كالزوج لزوجته أو العكس أو أحد الأبناء للأم أو للأب وبالعكس أيضا كما يراها أحد أساتذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في أساس التربية والنشأة الاجتماعية واختيار الزوج والزوجة وانعدام القيم الاجتماعية والدينية لدى الأجيال الجديدة، وفقدان أواصر المحبة والترابط الاجتماعي والأسري مع ملاحظة الغياب الواضح للجانب الإنساني بين أفراد الأسرة والتي هي نواة هذا المجتمع. فلم تعد الأسرة مبنية على دعائم التربية السليمة وأصول القيم الأخلاقية من الود والتسامح والتعاون والرحمة والترابط، ولم يعد هناك ترابط أو تواصل حقيقي يجمع بين أفرادها، لذلك ينبغي التغلب على تلك العوامل المسببة لهذه الظاهرة المرضية والمؤدية لقتل أفراد الأسرة لبعضهم البعض سواء الزوج أو الزوجة أو الأولاد أو حتى الأصدقاء والزملاء بالمدارس والجامعات، والبداية يجب أن تكون من تربية الطفل الذي أصبح يتعرض للأسف للكثير من مشاهد العنف والقتل سواء فيما يشاهد من أفلام الكرتون أو العكس، لهذا لابد من التركيز على الاهتمام بمواهب الأطفال وتنمية قدراتهم الذهنية ودعم الجانب النفسي والمعنوي لدى الطفل، وتصوير الأمثلة والنماذج الإيجابية والناجحة في العلم والحياة والقدوة الحسنة في كافة المجالات، ولاشك أن اختلاف نمط الحياة في العصر الحالي والذي أصبح جديداً أو مختلفاً عن الماضي يعتبر أحد أسباب زيادة العنف الأسري وارتفاع معدل الجرائم الأسرية إلى جانب بعض العوامل الاجتماعية الأخرى كالانفصال بين الزوجين أو سفر الأب للخارج والشعور بالإحباط وعدم شعور الأبناء بالاستقرار أو الترابط الأسرى، ولكن لا يجب إغفال دور الإعلام في إرساء أسس القيم الإنسانية في البرامج والأعمال الدرامية والاستمرار فى تنظيم الدورات التدريبية للمقبلين على الزواج من الجنسين؛ لإرشادهم إلى الأسلوب الأمثل للحياة الأسرية الناجحة.