الإثنين 1 يوليو 2024

الحمل خارج الرحم خطر أكيد.. وليس “خبر سعيد”!

الحمل خارج الرحم خطر أكيد.. وليس خبر سعيد

13-8-2022 | 10:05

كتب: ندا يونس
رغم أن حدوث حمل هو خبر مبهج فى كثير من الأحيان، إلا أن هناك نوعا من الحمل قد يحمل فى طياته خطرا كبيرا، وقد يودى بحياة الأم إذا تأخر تشخيصه وهو ما يسمى بـ” الحمل خارج الرحم”. هذا الحمل يعتبر من أخطر الحالات الطارئة التى تواجه أطباء النساء والتوليد ويحتاج إلى دقة فى التشخيص وسرعة فى اتخاذ اللازم للحفاظ على حياة الأم الحامل، وفى السطور القادمة سنتحدث عن تفاصيل هذا النوع من الحمل من أسبابه وأعراضه وطرق التعامل معه. تشرح لنا الدكتورة شيرين شوقى الشايب استشارى النساء والتوليد أن الحمل الطبيعى هو الذى يتلاقى فيه الحيوان المنوى والبويضة فى قناة فالوب وتتكون بإرادة الله البويضة المخصبة التى ستكمل رحلتها إلى داخل الرحم لتستقر هناك وتتابع نموها إلى أن تصل إلى جنين كامل مهيأ للخروج للحياة بعد 9 أشهر من البقاء داخل رحم الأم. إلا أنه فى بعض الأحيان التى تصل نسبتها إلى 2% قد يحدث الحمل خارج تجويف الرحم وفى أماكن مختلفة، ولكن أكثرها شيوعا هو داخل قناة فالوب، ويؤدى نمو الجنين داخل هذه القناة الضيقة إلى تمزقها وحدوث نزيف داخلى قد يودى بحياة السيدة إذا لم يتم إسعافها سريعا، لذا فهو كالقنبلة الموقوتة التى قد تنفجر فى أى لحظة. ومن أكثر الأسباب التى تزيد من فرص حدوث الحمل خارج الرحم الالتهابات النسائية المتكررة، وعدم علاجها بطريقة صحيحة ودون استشارة أطباء النساء والتوليد والاعتماد على وصفات غير المختصين، مما يؤدى إلى تلف قناة فالوب وبالتالى زيادة فرص التصاق البويضة المخصبة بها وحدوث الحمل خارج الرحم. وبالطبع توجد أسباب أخرى مثل: التشوهات الخلقية فى الرحم أو العمليات الجراحية السابقة أو حدوث حمل خارج الرحم بالماضي، إلا أن الجدير بالذكر أن التدخين يعتبر من العوامل المهمة جدا فى زيادة فرص حدوث الحمل خارج الرحم. ولتجنب خطر الحمل خارج الرحم يجب أن يتم التشخيص مبكرا حتى يتسنى للطبيب المعالج سرعة بدء العلاج المناسب، حيث إنه فى بعض الأحيان يكون العلاج هو المراقبة الحذرة للسيدة الحامل مع عمل الفحوص والأشعة والتحاليل حتى يزول الخطر، أو استخدام دواء تحت إشراف الطبيب حتى تمر هذه المرحلة الحرجة بسلام ودون تدخل جراحي، ولكن إذا تأخرت السيدة الحامل فى الوصول إلى المستشفى فإن العلاج الجراحى هو الحل الوحيد المتاح لإنقاذ حياتها. لذا فيجب على كل امرأة تم تشخيصها بالحمل أن تراجع الطبيب لتبدأ متابعة الحمل فورا؛ لكى تقى نفسها وعائلتها من ويلات الحمل خارج الرحم. وتوضح الدكتورة لمياء مصطفى عبدالحميد، استشارى النساء والتوليد أن الحمل خارج الرحم هو حمل خارج التجويف الرحمي، يحدث نتيجة لأى سبب يعوق أو يمنع مرور البويضة المخصبة إلى التجويف الرحمي، ويحدث هذا النوع من الحمل لسيدة واحدة من كل 200سيدة . ومن أشهر أسباب حدوثه: التهاب الأنبوبة (أنبوبة فالوب) سواء كان التهابا حادا أو مزمنا، إجراء عمليات سابقة على الأنبوبة، وجود أورام فى الرحم أو خارجه تغير فى مساره، وجود عيوب خلقية فى الأنبوبة، تغير فى حركة الأنبوبة أو وجود التصاقات خارجها. وهناك العديد من العوامل التى تزيد من نسبة الإصابة بهذا النوع من الحمل منها: استخدام اللوالب، منشطات الحمل، استخدام أدوية معينة كالهرمونات التى تساعد على تقليل حركة الأنبوبة، حدوث حمل خارج الرحم سابقا، فشل فى عملية ربط للأنبوبة سابقا للسيدات التى ترغب فى منع الحمل بهذه الطريقة. والأعراض تكون على حسب المرحلة التى يتم فيها التشخيص، فإذا كان التشخيص مبكرا فى حالة انفجار الأنبوبة أو الحمل خارج الرحم، فعادة لا تشتكى المريضة فى هذه الحالة من أية أعراض ويتم التشخيص عن طريق تحليل الدم والأشعة التليفزيونية، أما فى حالة انفجار الحمل تظهر الأعراض فى صورة آلام حادة فى البطن، نزيف مهبلى ويكون عادة بسيطا، وحدوث إغماء مفاجئ. أما العلاج يكون على حسب الحالة وقت التشخيص، ولكن العلاج يكون عن طريق فتح بطن استكشافى أو بواسطة المنظار البطنى وعلاج الأنبوبة على حسب مكان الحمل وموضعه وحالة المريضة إذا كانت قد أنجبت من قبل. يوجد علاج دوائى ولكن يؤخذ بشروط معينة أهمها: أن يكون الحمل غير منفجر، أن يكون كيس الحمل أقل من 3سم أو يكون هرمون الحمل بالدم أقل من 15000. وينصح بالمتابعة بعد العلاج عن طريق عمل أشعة بالصبغة على الرحم والأنابيب بعد 3 شهور من الحمل لبيان حالة الأنبوبة الأخرى، ولبيان وجود التصاقات فى الحوض أم لا. يقول الدكتور بهاء الدين عبدالحميد استشارى النساء والولادة والعقم، يعتبر المكان الطبيعى لغرس الجنين هو أعلى الرحم فإذا تم وجوده فى مكان آخر يعتبر خارج الرحم مثلما يوجد فى قناة فالوب أو فوق المبيض أو عنق الرحم أو تجويف الحوض، وأغلب الحالات تكون فى إحدى قناتى فالوب بنسبة 95%. وهناك العديد من الأسباب التى تؤدى إلى حدوث الحمل خارج الرحم ولكن من أهم الأسباب: وجود التهابات فى قناة فالوب إلا أنه لوحظ ارتفاع نسبة حدوث الحمل خارج الرحم مع مستخدمى اللولب كمانع للحمل، كذلك فى وجود جراحات سابقة بالحوض مثل: القيصرية أو استئصال الزائدة الدودية أو كيس المبيض. والأعراض تتمثل فى تأخر الدورة الشهرية لعدة أيام، ثم تبدأ بعض الآلام أو النزيف المهبلى البسيط وقد تزيد لدرجة الإغماء، وغالبا ما تظهر الأعراض بعد تأخر الدورة لعدة أيام تتراوح من يومين إلى أسبوعين، إلا أن هناك عددا كبيرا من الحالات تكتشف أثناء الزيارة الأولى لمتابعة الحمل دون حدوث أعراض، والنساء الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الحمل، هن اللاتى يتكرر لديهن الالتهابات النسائية خاصة لمن تهملن العلاج. يبدأ التشخيص بالاستماع إلى التاريخ المرضى للسيدة، والشكوى من الأعراض، ثم الكشف الطبى لترجيح التشخيص إلا أن التأكيد يكون بعمل أشعة تليفزيونية على الحوض وتحليل رقمى لهرمون الحمل. أما بالنسبة للعلاج فعادة يكون بالتدخل الجراحى السريع عن طريق عمل منظار بطنى جراحى فى حالة الألم الشديد، وزيادة حجم كيس الحمل، أو حدوث تمزق لقناة فالوب، وهناك أيضا علاج دوائى عن طريق إذابة كيس الحمل غير المرغوب فيه، ولكن هناك شروطا محددة ومهمة للغاية لابد من توافرها قبل البدء فى هذا العلاج، كما أن المريضة يجب أن تكون تحت الملاحظة خلال فترة العلاج. وعند التوصل السريع للتشخيص وإجراء العلاج المناسب بطريقة مناسبة فلا يكون هناك تأثير على الخصوبة، حيث يتم الحفاظ على قناة فالوب التى حدث فيها الحمل بصحة جيدة، وذلك فى حالة عدم وجود التهابات شديدة، ومما لاشك فيه أن فى حالة حدوث حمل خارج الرحم فإن نسبة تكرار حدوثه مرة أخرى مرتفعة إذا تركنا السبب الرئيسى مثل: وجود قناة فالوب غير سليمة بفعل الالتهابات أو الالتصاقات، وهذا ما قد يدفع الطبيب إلى استئصال القناة لضمان عدم التكرار، ومن رحمة الله على عباده أن وجود قناة واحدة سليمة كاف لحدوث حمل مرة أخرى. وبالنسبة لطرق الوقاية من هذا النوع من الحمل فأن التوجه إلى الطبيب فى حالة حدوث التهابات نسائية وسرعة العلاج يضمن بقاء قناة فالوب سليمة، وبالتالى نتفادى أهم سبب لحدوث الحمل خارج الرحم.