الأربعاء 24 ابريل 2024

الإيمان والإلحاد.. الحقيقة والأكذوبة في واقعنا

مقالات20-8-2022 | 21:21

لا يخفي علينا ما يدور في مجتمعنا اليوم من مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية، إلا أن هذه الأخيرة اتخذت أشكالاً كثيرة التطور، أسهمت بشكل كبير في زعزعة الاستقرار الفكري والديني للكثير من أبنائنا، وأخص بالذكر مشكلة الإيمان والإلحاد. فنحن أمام حقيقة وأكذوبة في واقعنا. خاصة أن مشكلة الإلحاد والتي هي موضوع مقالنا، اتخذت مناحي كثيرة وأصابت كثير من عقول الشباب، فهذه المشكلة تشتعل، كالنار في الهشيم.

ولكن قبل أن إبداء حديثي دعونا نقرأ قول الحق تبارك وتعالى، بفهم وتدبر، يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ (4)﴾. (سورة الحج).

والسؤال الآن، هل من لا يعترفون بوجود خالق، أو منظم ومُدبر للكون، يعتمدون على العقل في أدلتهم؟ بالطبع لا، ودليلنا في هذا هو قول سبحانه وتعالى السابق، الإلحاد والعقلانية لا يجتمعان. والآن سنستعرض بعض الدعاوي لتفنيدها.

نُشِرَ على الموقع الإلكتروني "الإسلام سؤال وجواب" سؤال: أيهما أكبر ذنبًا، الإلحاد أم الشرك؟ في الشهر الأول لسنة 2009م. أن الكفر اسم يقع على ضروب من الذنوب فمنها الشرك بالله ومنها الجحد للنبوة ومنها استحلال ما حرم الله، وهو راجع إلى جحد النبوة وغير ذلك مما يطول الكلام فيه. وأصله التغطية، والإلحاد اسم خص به اعتقاد نفي التقديم مع إظهار الإسلام وليس ذلك كفر الإلحاد ألا ترى أن اليهودي لا يسمى ملحدًا وإن كان كافرًا وكذلك النصراني. وأصل الإلحاد الميل ومنه سمي اللحد لأنه يحفر في جانب القبر.

الإلحاد في المفهوم المعاصر يعني تعطيل الخالق بالإطلاق، وإنكار وجوده، وعدم الاعتراف به سبحانه وتعالى، وإنما العالم وما فيه قد جاء ـ على حسب زعمهم ـ بمحض الصدفة، وهو مذهب غريب مناف للفطرة والعقل والمنطق السليم، ومناقض لبديهيات العقل ومسلَّمات الفكر.

أما الشرك فهو يتضمن الإيمان بالله عز وجل والإقرار به، ولكن يشمل أيضا الإيمان بشريك لله في خلقه، يخلق، أو يرزق، أو ينفع، أو يضر، وهذا شرك الربوبية، أو بشريكٍ يُصرَف له شيء من العبادة محبة وتعظيما، كما تصرف لله سبحانه وتعالى، وهذا شرك العبادة. وبالتأمل في هذين الانحرافين نجد أنَّ في كلٍّ منهما مِن الإثم والسوء ما يدلنا على سوء حالهم، وكيف أن الله جل جلاله وصفهم بأنهم كالبهائم: يقول الله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا. أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ، بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ (سورة الفرقان – الآية (43: 44).

كما نظمة الأوقاف ندوة بعنوان: الإلحاد قضية قديمة.. والأسرة مسئولة عن حماية الأبناء في الثالث والعشرون من شهر سبتمبر لسنة 2018م. وأكد الدكتور محمد متولي منصور، أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر، على دور وزارة الأوقاف الرائد في محاربة الأفكار المتطرفة، مثمنًا جهود الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الدعوية والعلمية والوطنية.

وأوضح «متولي» خلال الندوة العلمية الكبرى، التي عقدتها الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي تحت عنوان: "أخطار الإلحاد وسبل مواجهته" بمسجد الخلفاء الراشدين بالقاهرة، أن الإلحاد هو إنكار وجود الله (عز وجل)، وأنه نشأ عقب انتشار الفكر غير المنضبط وتنامي نشاط التيارات الفكرية في نقد الأديان، وأن الملحدين لم يحاربوا الإسلام وحده، بل كل الأديان السماوية؛ لأن كل الأديان السماوية جاءت بتوحيد الله تعالى. وأضاف أن الجهل وعدم المعرفة بالله تعالى توصل إلى الإلحاد، وبقراءة تاريخية يتضح لنا أن الإلحاد قضية قديمة ولكنها كانت على هامش الأحداث دائما، وظهور نداءات الملحدين في هذا العصر لا تعني أن الإلحاد أصبح ظاهرة ولكن سماع صيحاتهم من وقت لآخر ناتج عن تقدم وسائل العصر في التواصل عبر الشبكات العنكبوتية، وتشير بعض الدراسات الإحصائية الى أن نسبة الملحدين لا تتجاوز 3% وهذا يعد نذير خطر يدعو العلماء والمصلحين وأولياء الأمور إلى أن يتنبهوا لأبنائهم ويلاحظوا تفكيرهم ، ويراعوا التنشئة الإيمانية منذ نعومة أظافرهم على الوسطية والاعتدال وعدم التفريط ، منبها على خطورة تخلي الأسرة عن التوجيه والتنشئة فهو سبب مباشر من أسباب الإلحاد ، فالتحدي أصبح كبيرًا أمام المربين من الموجهين والآباء والأمهات.

وأشار «أستاذ أصول اللغة» إلى أن من أسباب الإلحاد تسلط الشهوات على الشباب، مع انفتاح العالم الفضائي، وكذلك التشدد والجمود الديني، مشيدًا بعناية الدولة في هذه المرحلة بأمرين هامين: العناية بالصحة، والعناية بالتعليم، من أجل مواجهة تلك الآفة الخطيرة على الدين والسلوك والأخلاق.

وشدد الدكتور جمال إبراهيم – مدير عام الإرشاد الديني بديوان عام الوزارة، على أن الغاية من إرسال الرسل هي هداية البشرية إلى الفطرة السليمة، وكشف فساد معتقد المشركين والملحدين ومن على شاكلتهم ، وقد ذكر القرآن الكريم الكثير من الدلائل الحية من القصص والرؤى العقلية على وجود الله (عز وجل) ، وإثبات قضية توحيد الخالق سبحانه وتعالى، وذلك كما في قوله تعالى : "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ" والقرآن الكريم ساطع البرهان واضح الدليل متسق مع الفطرة السليمة في الرد على الملحدين ومنكري وجود الإله، فواجب الأسرة أن تقوم بمسئوليتها تجاه رعاية أبنائها وتنشئتهم تنشئة دينية وقاية لهم من خطر الإلحاد.

وقال الدكتور خالد صلاح، وكيل مديرية أوقاف القاهرة، إن الله خلق الإنسان وسخر له كل ما في الكون ليؤدي ما أنيط به من تكليفات العبودية وعمارة الكون، ولذلك أرسل الله الرسل تترا كي يخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويقوموا بداخلهم سبل الهداية وطرق العلم والمعرفة، مشيرًا إلى أن الإلحاد يغاير التوحيد ويناقض العبودية التي فطر الله الخلق عليها، ولذلك جاءت الأديان لتعصم الإنسان من هوى النفس والشيطان. جاء ذلك في إطار خطة وزارة الأوقاف الدعوية لنشر الفكر الوسطي المستنير، وحرصها على بيان وسطية الإسلام وروحه السمحة.

ولم يقف دور وزارة الأوقاف عند هذا الحد، بل قامت وزارة الأوقاف بقيادة الدكتور شوقي علام (مفتي الديار المصرية)، بتدريب أمناء الفتوى على مناقشة ذوي الأفكار الإلحادية.. وصرح سيادته أن لدينا 3 تصنيفات للملحدين.. بعضهم مريض نفسيا ويتم إحالته للأطباء.. والمناقشات معهم سرية. وحسب ما نقلته صحيفة اليوم السابع في التاسع عشر من شهر نوفمبر لسنة 2019م.

ويقول الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، إن دار الافتاء تتلقى أسئلة حول الإلحاد، موضحا ان أسئلة الالحاد ذات طبيعة خاصة وتحتاج إلى حوار علمي خاص وراقى، مضيفا: منذ تلقى دار الإفتاء المصرية أسئلة عن الالحاد منذ 5 سنوات وجدنا أن أمناء الفتوى لديهم أجوبة على الأسئلة، ولكن في بعض الأحيان لم يكن الجواب مسعفا ومقنعا.

وأضاف الدكتور شوقي علام، أن دار الافتاء المصرية دربت مجموعة من أمناء الفتوى داخليًا وخارجيًا على كيفية مواجهة قضايا الإلحاد، مؤكدًا أن تلك الوحدة تعمل حاليًا في سرية تامة من ناحية نوعية الأسئلة المطروحة ومن صاحب السؤال وتعمل بانعزال عن مسار كل الأسئلة الشفوية.

وتابع مفتي الديار المصرية بقوله إن النقاش يستمر لساعة وثلاثة ساعات وفي صبر تام مع الباحث الذي يتعرض لقضايا الإلحاد ولديه مشكلة في الفهم حيث يتم مناقشة لعدة ساعات مع المتخصصين وقد تستمر المناقشة على مدار عدة مرات.

وذكر الدكتور شوقي علام، انه تم تصنيف الأشخاص الذين يتعرضون لقضايا الإلحاد بعد مناقشتهم إلى 3 أصناف وتتمثل في الآتي الصنف الأول يكون بالفعل لديه مشكلة معينة، ولكنها خفيفة وبمجرد النقاش العلمي معه من قبل المدربين والمتخصصين يرجع عن أفكاره وبالفعل رجع عدد كبير بعد إزالة اللبس في الفهم الموجود لديه.

واستطرد مفتي الديار المصرية، أن الصنف الثاني يكتشف أن لديه أمر نفسي وبناء على ذلك تقوم دار الإفتاء المصرية بإحالته مباشرة إلى الأطباء النفسيين ونقول له أن عليه الذهاب لعلاج نفسه.

وأردف الدكتور شوقي علام أن هناك حالة ثالثة نجد بالفعل أن لديها فكر وعلم ويحتاج إلى مناقشة علمية هادئة وهذا بالفعل يتم الاستمرار معه في النقاش لفترة طويلة من الزمان، وهناك بعضهم استمر معه الحوار لمدة أشهر، وبعضهم أيضا استمر الحوار أكثر من عام ولا زال يتردد علينا ونناقشه دون ملل أو كلل، بل نريد الوصول إلى الحق والحقيقة.

كما قدمت لنا وزارة الأوقاف خطبة يوم الجمعة، تدور ابداع الخالق وقدرته، وسنستعين هنا ببعض الفقرات الواردة في هذه الخطبة، لكي تكون رداً مدعوماً بالأدلة والبراهين على أصحاب الدعاوي الساذجة، غير العقلانيين.

إن المتأمل في القرآن الكريم يجده حافلاً بالآيات الكونية التي تدل على طلاقة القدرة، وكمال الحكمة، وبديع الصنعة، حيث يقول الحق تبارك وتعالى: "صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ". (سورة النمل – الآية 88).

أضف إلى ذلك عزيزي القارئ، أن من آيات الله الكونية السماوات ذات الجمال والكمال، حيث يقول الحق تبارح وتعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾. (سورة ق – الآية6). ويقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ﴾. (سورة الملك – الآية 3).

ومما زين الله سبحانه به السماء، تلك الشمس التي جعلها الله سراجاً وهاجاً، تدقىء الأجواء والبحار، وتسير بانتظام بديع، والقمر الذي جعله الله ضياء منيراً، وقدره منازل لتعلم عدد السنين والحساب في نظام دقيق لا يختلف، حيث يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾. (سورة يس – الآية 38: 40).

كما أن المتأمل في خلق الأرض وما فيها من آيات الله يدرك، اتم الادراك قدرة الحق تبارك وتعالى وحكمته، حيث جعلها سبحانه قراراً لا تميل ولا تضطرب، ومهدها لخلقه، وسلك لهم فيها سبلاً، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها، وقدر فيها أقواتها، وجعلها ذلولاً ليمشي الناس في مناكبها ويأكلوا من رزقه سبحانه، كما أنشأ فيها سبحانه البساتين، وصنوف الطعام المختلفة التي تُسقى بماء واحد، وفي هذا يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾. (سورة الملك – الآية 15). ويقول سبحانه: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ۚ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۚ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. (سورة فصلت – الآية 39). ويقول سبحانه: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾. (سورة الحج – الآية 5).

وقد أكد العلم الحديث كل ما جاء في النصوص الكريمة من اهتزاز جزيئات حبيبات التربة عند نزول الماء عليها، فمن الذي علم سيدنا ونبينا محمدً (صلى الله عليه وسلم) ذلك قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟ إنه رب العالمين ولا أحد سواه.

أضف إلى ذلك عزيزي القارئ، أنه وفقا للقانون المصري فإنه لا يعترف بالإلحاد، كون الإلحاد ليس ديانة سماوية لها قواعد وأحكام؛ وبالتالي فإن الدستور المصري لا يعترف بالإلحاد، ولا يعترف بتطبيق أية قواعد يتّخذها الملحدون لأنفسهم، كما أن القانون المصري لا يعترف بالإلحاد، فإنه لا يسمح بإعلانه أو بوجود أية مظاهر خارجية له لأن ذلك يعتبر مُخالفًا للنظام العام داخل مصر.

وفي الختام، أوصى الآباء والأمهات ان يهتموا بأبنائهم بدرجة أكبر وأشد مما هو عليه، فكما ذكرت في مقال سابق – فلسفة التربية والتعليم كما يجب أنّ تكون.. رؤية درامية – دعونا نأخذ بأديهم وسط هذا المجتمع العالمي السيئ والفاتن بمشكلات أخلاقية وتربوية قد تؤدي بأبنائنا نحو حافة الضياع. هذا عن دور أولياء الأمور، أما عن دور الدولة والمؤسسات المعنية بنشر الثقافة وأخص بالذكر الأعمال الفنية التي يُشاهدها صغيرنا قبل كبيرنا، هل سنجد عملاً فنياً – فيلم أو مسلسل – يعرض ويُناقش قضية دون المساس بالأعراف والتقاليد والدين؟ هل سيقدم لنا الفن عملاً لا يعتمد بالضرورة على المشاهد والألفاظ والإيحاءات الخارجة والخادشة للحياء، بحُجة عرض القضية ومعالجتها؟ وفي كلمةً واحدة، ما هو الدور الحقيقي للفن اتجاه المجتمع؟ سيكون هذا هو موضوع مقالنا القادم.

Dr.Randa
Dr.Radwa