السبت 1 مارس 2025

مقالات

الحب وأشياء أخرى

  • 24-8-2022 | 17:53
طباعة

الحب هو شعور إنساني راقي؛ أجمله الصادق المبنيّ على أسس المحبة والاحترام المتبادل، هذا الحب هو من أروع العلاقات التي تكتمل وتتوّج بالزواج إن أراد الله لها، وإن لم يكن لها مُنتهى قدريّ فعنوانها التسريح بإحسان أو الفراق باحترام دون غل أو حقد أو تناحر أو انتقام.. تغيرت أخلاقنا وتبدلت مفاهيمنا عن ثوابت وموروثات، وانحرفت النفس البشرية بفطرتها السوية نحو ماهو شاذ واعتادته؛ فلم يَعُد الحب كالذي عرفناه في روايات السابقين ولا شهدناه في بيوت أهلنا وعهدناه في مجتمعنا سابقًا.

مقالي هذا ليس بوق نصح ولا إرشاد، ولا قلمي بصدد تحليل الوضع الراهن المتمثل في حلاوة البدايات ومرارة وسوقية النهايات؛ فقد تكفل بالنصح والإرشاد أهل الدين والعلم، ولم يترك الإعلام بثًا هوائيًا إلا وسخره صابًا جمْ طاقته لمناقشة الحب والزواج ومشكلات الطلاق والنهايات التعيسة، لذا أنا هنا بصدد شكر وتبجيل من عَرَّف مفهوم الحب وتفنن في تحليله وتفضل علينا بأدوات ديمومته؛ لعل الذكرى تنفع المُحبين.

قال "باولو كويلو": (لنبحث عن الحب أولاً فكل شيء آخر سيأتي لاحقاً)، وأطلت علينا "إيما غولدمان" - وإن اختلفت رؤيتي معها- قائلة: 
أطالب باستقلالية المرأة، بحقها في أن تعيل نفسها، في أن تعيش لنفسها، في أن تحب من تشاء، أو بقدر من تشاء.. أطالب بالحرية لكلا الجنسين، حرية في التصرف، حرية في الحب، وحرية في الأمومة. 

حتى "نيتشه" أفتى في الحب قائلاً: (أنتم، يا محبي المعرفة! ماذا فعلتم جرّاء الحبّ لأجل المعرفة حتّى الآن؟ هل اقترفتم سرقةً أو قتلاً، من أجل التعرّف على ما في روح السّارق أو القاتل؟).

وجاء "جبران خليل جبران" قائلاً: (الحب كلمة من نور خطّتها يد من نور على صفحة من نور)،وتبعها بأجمل مقولة: (في الأمس أطعنا الملوك وأحنينا رقابنا أمام الأباطرة.. لكن اليوم نركع فقط أمام الحقيقة.. لا نتبع سوى الجمال ولا نطيع سوى الحب). 

(إذا كان الحب أعمى؛ فقد فقدت الوطنية حواسها الخمس)" وليام بلوم"، (الحب والإيمان فقط يسمحان لنا بالخروج من أنفسنا) "جان كوكتو". (الحب لن يتركنا أبداً في حالنا) "بوب مارلي".

* (أنا أفضل تدريس السلام على تدريس الحرب وتدريس الحب على تدريس الكراهية) "ألبرت أينشتاين".

(لا يمكن أن يكون الحب أعمى، لأنه هو الذي يجعلنا نبصر) الرائعة"رضوى عاشور".

(الحب الحقيقي لا يطفئه حرمان ،ولا يقتله فراق، ولا تقضي عليه أية محاولة للهرب منه؛ لأن الطرف الآخر يظل شاخصاً في الوجدان).. العظيم "مصطفى محمود".

(المحروم الحقيقي هو من لا يملك حباً والمحروم أكثر من ذاق الحب مرّة ثم انقطع عنه إلى الأبد) "هاني نقشبندي".

(الحب الحقيقي هو اقتسام بعض نفسك مع شخص أخر أقرب إليك من نفسك) "أحلام مستغانمي".

الحب في مفهومه الحقيقي عطاء بلا تحفظات ولا حسابات يقابله غالباً عطاء مماثل إن لم يزد عنه من جانب الشريك المحب، الحب الحقيقي كالأشباح؛ كثيرون يتكلمون عنه، وقليلون منهم رأوه، الحبّ الحقيقي لا يحتاج لقصائد الشعراء كي يبوح ويعلن عنّ ذاته بحروفٍ وكلماتٍ وقوافي وآهاات، فهو كقرص الشمس الأبلج في وضح النهار أمام الوجود قائلاً: ها أنا ذا أحترق نوراً لأجلك، الحب الحقيقي دائماً ما يخلق رجلاً أفضل بصرف النظر عن المرأة التي يحبها وتلك كانت نصيحة "الكسندر دوماس الأب".

تولد السعادة من حُب الغير، ويولد الشقاء من حب الذات،بالنسبة للعالم فإنّك مجرد شخص، لكنك بالنسبة لشخص ما تحبه قد تكون العالم كله،كما أن ساعاتنا في الحب لها أجنحة، ولها في الفراق مخالب.

حب بلا إخلاص بناء بلا أساس؛ فالحب استمرارية ونقاء، والكراهية موت وشقاء؛ أحبك ليس لما أنت عليه، ولكن لما أكون عليه عندما أكون معك. كلما ازداد حبّنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب فدوام الحب في مراعاة الأدب. إن كان هناك من يحبك فأنت إنسان محظوظ وإذا كان صادقاً في حبه فأنت أكثر الناس حظاً؛ فللحب عشرون زوجًا من العيون ؛واضحاً كالقمر عندما يكون بدراً والكسوف هو نهايته عندما يلاقي غدراً.

الحب مشاعر جميلة وأحاسيس راقية  فهو حياة القلوب الميتة، لذا إذا لم تكن مؤهلاً لكلمة أحبك فلا تقلها؛ لأن الحب تضحية وصبر، إذا كنت تحب بكل صدق فتوكل على الله ولا تفقد الأمل وإذا كنت كاذباً فارحل!!! ولا تقل شئنا فإن الحظ شاء!!!.

انتهى المقال ولم ينته الحب.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة