الإثنين 25 نوفمبر 2024

الأشهر بين الرجال .. كل شئ عن سرطان القفص الصدرى

سرطان القفص الصدرى

11-9-2022 | 21:21

حوار: دعاء نافع

حوارنا مع الدكتور محمود الليثى أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس هو حوار هام للغاية لأنه نقاش توعوى بالدرجة الأولى عن سرطان القفص الصدري، الليثى يشدد على أهمية الكشف المبكر مع أية أعراض مستجدة على القفص الصدرى ويشعر بها المريض مثل الكحة المستمرة أو المدممة مشيرا إلى أن سرطان الرئة أكثر شيوعا فى مصر خاصة بين الرجال.

فى هذا الحوار نأخذ جولة لنتعرف أيضا على أنواع السرطانات الأخرى بالصدر وطرق الوقاية أملا فى النجاة.

بداية ما هو التوصيف التشريحى للقفص الصدري؟

- لدينا الجلد وهو الغطاء الخارجى ثم العظام ووراء العظام يوجد تجويف القفص الصدرى والرئتين والمنطقة الوسطى للقفص الصدرى يوجد بها القلب هذا بالإضافة للأضلاع والتى يرتبط الجزء الخلفى منها بالعمود الفقرى بالإضافة لعظمة الفص وتوجد فى منتصف القفص الصدري، وعدة تفاصيل أخرى داخل هذا القفص الصدري،  والذى يعتبر جزءا هاما جداً من الهيكل العظمى للإنسان وحماية له من أية صدمات قد تؤذى ما بداخله سواء القلب أو الرئتين وطبعا المسئول الأول عن التنفس، لذا فإصابته بأى مرض يعد أمرا خطيرا خاصة لو أصيب جزء فيه بالأورام الخبيثة (السرطان).

 ما هى أكثر أجزاء القفص الصدرى عرضة للإصابة بالسرطان؟

- آخر الإحصائيات العالمية لعام 2021 تقول: إن من 14: 15% من مجمل السرطان هو سرطان الرئة وللأسف الشديد هو من أكثر السرطانات شيوعاً فى مصر خاصة للرجال يليه سرطان البروستاتا، أما النساء فسرطان الثدى الأكثر شيوعاً، وهو يكتشف متأخر هذا بالإضافة لسرطان القصبة الهوائية وسرطان الغشاء البللورى وسرطان الأنسجة الرخوية، ولكن يظل سرطان الرئة هو أساس سرطانات الصدر.

 هل سرطان الرئة درجات؟

- كل أنواع السرطان درجات ومنها سرطان الرئة وتجد درجته حسب عدد نمو الخلايا وزمن حدوثه فالذى أصيب فى أول ستة أشهر غير بعد سنة، وأيضا هل الورم فى المكان أم انتشر وما هى درجة انتشاره فلو الورم مازال فى مكانه يكون سرطان فى الدرجة الأولى ولو حدث له التصاقات فهو فى الثانية وإذا وصل للغدد الليمفاوية فهو فى الدرجة الثالثة ويصل للرابعة إذا خرج للجسم كله، وهذا الكلام ينطبق على سرطان الرئة وكل أنواع السرطانات.

وبالنسبة للرئة تحديداً يكون الورم السرطانى إما خلايا رفيعة أو كبيرة وللأسف 80: 90 % ذو الخلايا الكبيرة الأخطر والأقل استجابة للعلاج.

ما هى علاقة سرطان الرئة بالتدخين؟

- علاقة التدخين بسرطان الرئة علاقة قوية يكاد يكون السبب الرئيسى لهذا المرض، فالنيكوتين كمادة تدخل على خلايا الرئة وتعمل طفرات جينية، حيث إن كل خلية بها مجموعة من الجينات لها ترتيب ربانى فهو شريط وراثي، والذى يحدث أن خلية مسرطنة تدخل للخلايا السليمة وتحدث لها طفرات جينية وتعمل على تبديل ترتيب الجينات فتتحول الخلية من النشاط الحميد إلى النشاط الخبيث وتصبح خلية مجنونة عشوائية سريعة الانتشار وهو درجة النشاط الأول هو الطفرة الجينية التى جعلته يتكاثر لينتقل من الأولى للثانية بعد ستة أشهر وصولاً للثالثة بعدها بفترة وجيزة ثم يخرج للجسم ككل ليصل لآخر مراحله وهى مرحلة مرض مزمن.

إذن درجة السرطان وانتشاره تحدد العلاج والنجاة منه؟

- بكل تأكيد فدرجة مرحلة السرطان لو اكتشفت مبكراً يصبح بؤرة ولو لم يكتشف يعمل حوله التصاقات ليصبح درجة ثانية داخل الرئة أما لو زاد عن ذلك فقد يصل للغدد الليمفاوية ويصبح من النوع الثالث، ولو خرج من الرئة لينتشر للجسم بالكامل يكون قد خرج عن السيطرة وهى الدرجة الأخيرة له، ونجد أن 95% من أسباب سرطان الرئة هو التدخين ووجد أيضا أن السيدات المصابات أغلبهن غير مدخنات، ولكن مدخنات بشكل سلبى من خلال الزوج أو مخالطة دائماً لشخص مدخن ويدخل تحت التدخين ما يسمى الآن بالتدخين الإلكتروني، وكذلك الشيشة أما العنصر الوراثى فى سرطان الرئة ليس من أسباب الإصابة فهو موجود لدى السيدات خاصة فى أورام الثدى والجهاز التناسلى فثبت أن وجود الطفرة الجينية الموجودة فى الأم تنقل للابنة، فهناك جين داخل الشريط الوراثى عند حدوث طفرة جينية تنقسم بشكل سريع، ولكن يخرج هذا العنصر ويكون أحد أسباب سرطان الرئة. وهناك أسباب أخرى ولكنها غير شائعة لسرطان الرئة مثل التعرض للإشعاع الذري، أو استخدام المواد المخدرة، ولكنها أسباب ضعيفة للغاية.

وماذا عن باقى سرطانات الصدر؟

- يوجد سرطان القصبة الهوائية وهو من الأورام النادرة على مستوى العالم، وهناك أورام الغدد الليمفاوية الموجودة فى تجويف القفص الصدري، وأيضا هناك نوع آخر من الأورام داخل القفص الصدري، وهى أورام الغشاء البللورى والمسبب الرئيسى لها مادة (أسبستسي) وهى مادة معروفة فى عزل أدوار البناء وتدخل فى بعض مركبات الصناعة مثل المراكب ومواسير الصرف الصحى ومنع استخدامها منذ سنوات طويلة لأنها أحد مسببات سرطان الغشاء البللورى على المدى البعيد وهو نوع من سرطان القفص الصدرى لا يستجيب للعلاج، ولكن الإصابة به قليلة جداً حسب الإحصائيات الدولية لا تتعدى 2% على مستوى العالم.

عودة لسرطان الرئة لماذا هو أكثر السرطانات انتشارا فى مصر؟

- لدينا مشكلة كبرى أن 95% من مرضى سرطان الرئتين يأتون فى المرحلة الثالثة أو الرابعة من المرض وهى مرحلة متأخرة للغاية وهذا يرجع إلى إننا نفتقد لثقافة (الجروب الطبي) وأيضا تكاسل المريض مع أى عرض يظهر عليه.

والعلاج الرئيسى لسرطان الرئة هو الاستئصال الجراحى للجزء المصاب وتكون نسبة الشفاء 95%وهذا يحدث فى المرحلة الأولى والثانية، لكن عندما يأتى المريض متأخراً ويكون السرطان انتشر داخل الرئة أو خرج لباقى الجسم تكون الصعوبة، ووجدنا أن كل مريض يحكى لنا أن لديه كحة منذ عدة أشهر وقد تكون مصاحبة ببلغم أو مدممة ويأتى عندما تزداد الأعراض ويبدأ فى انخفاض فى الوزن وصعوبة فى التنفس.

لذا فأى كحة مزمنة لعدة أيام لابد معها من سرعة مراجعة الطبيب خاصة إذا كان المريض مدخنا، أما باقى الأورام مثل الغدد الليمفاوية فى القفص الصدرى مثلاً يجد المريض عرض صعوبة التنفس وارتفاع فى درجة الحرارة وانخفاض فى الوزن، وسرطان الغشاء البللورى نجد المريض يشعر بألم شديد فى القفص الصدرى ومنطقة البطن مع ضيق فى التنفس.

وماذا عن علاجات سرطانات الصدر؟

- عموما العلاجات فى المرحلة الأولى والثانية تتمثل فى استئصال الجزء المصاب من الرئة وهو السرطان الأكثر انتشارا، وذلك بعد التشخيص وأخذ العينة ويقوم بها جراحات الصدر ويأتى دور طبيب الأورام بالفحص النسيجى ليحدد هل المريض يحتاج لعلاج تكميلى يكون عبارة عن جرعات كيميائية والهدف الشفاء التام، ولكن للأسف 95% من مرضى سرطان الرئة يأتون فى المرحلة الثالثة وهنا يكون العلاج كيميائى مع إشعاعى ثم علاج مناعى وتمثل هذه المرحلة 20% من الشفاء عكس الاكتشاف فى المرحلة الأولى والثانية حيث تصل نسبة النجاة من المرض فوق 95%، أما المرحلة الرابعة فهى ليس بها شفاء هنا يكون المرض مزمنا، ومكلفا ماديا على المريض.

هل يمكن الوقاية من سرطان القفص الصدرى بشكل عام والرئة بشكل خاص؟

- بكل تأكيد الوقاية والحماية بداية بالإقلاع عن التدخين مهما كان القرار صعبا، والبعد عن التلوث، والالتزام بالأكل الصحي، ولابد من ممارسة الرياضة فهى تساعد فى فتح الشعب الهوائية وتزيد من كمية الدم المتدفق للرئة. ولابد من سرعة الذهاب للطبيب مع أى عرض مهما كان بسيطاً.