الآلاف من مصابي حوادث السير والحروب في مصر والعالم العربي، تتطلب تدخلات طبية غير تقليدية ومُكلفة للغاية، وربما تستدعي السفر إلى الخارج، من أبرز هذه الإصابات ما يتطلب زراعة غرسات طبية في الوجه تحل محل العظام المُتضررة، وتماثل حجمها وشكلها التشريحي، وذلك بالاستعانة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. 

من الجيد أن تتوافر هذه العمليات المُعقّدة في مصر، على أيدي أطباء مصريين، رغم كلفتها التي لا تزال مرتفعةً ولكنها أقل من مثيلاتها في الخارج، وتأتي بالنتائج نفسها!

نماذج ناجحة لتلك العمليات، تناولتها دراسة جديدة، أجراها أطباء مصريون ونُشرت نتائجها بدورية (JPRAS)، إذ أجروا بنجاح 3 عمليات معُقّدة لزراعة غرسات بعظمة الجمجمة، باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتابعوا الحالات لمدة 5 سنوات في المتوسط حتى تماثلت للشفاء.

يقول حامد شاهين، استشاري جراحة الفم والوجه والفكين بمستشفى معهد ناصر في مصر وقائد فريق البحث: إن نهج الطباعة ثلاثية الأبعاد الذي يستند إلى التخطيط الجراحي للعملية، بناءً على صور الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، مكّننا من إعادة بناء الأجزاء المفقودة والأنسجة العظمية في الوجه، وخاصةً عظام الجمجمة والخد والفكين، وإجراء تماثُل للشكل التشريحي للوجه بشكل دقيق للغاية، وفقًا لأبعاد الجمجمة، بنسبة دقة ونجاح تصل إلى 100%.

وأضاف أن الأجزاء المفقودة إذا كانت في جهة اليمين من الوجه، على سبيل المثال، فإننا نستعين بالجزء السليم في الجهة المقابلة، ونأخذ الأبعاد نفسها؛ لإعادة بناء الجزء المُتضرر بواسطة الطباعة ثلاثية الأبعاد، وبالتالي فإن نسبة التناسق والدقة في العملية زادت للغاية، مقارنةً بالوسائل التقليدية في إعادة بناء الوجه، مثل استخدام عظام من جسم المريض وإجراء عمليات نحت لهذه العظام.