الإثنين 25 نوفمبر 2024

أنت تتنفس السرطان مع سيجارتك


د. سيد جلال

30-10-2022 | 14:35

بقلم الدكتور: سيد جلال استشارى القلب والأوعية الدموية وطب الحالات الحرجة

حقيقة علمية يؤكدها الطب .. هناك علاقة ثابتة بين التدخين وخاصة تدخين السجائر والشيشة وبين سرطان الرئة والغشاء البللورى .. وتزداد نسبة الإصابة بسرطان الرئة كلما زاد الإنسان فى معدل تدخينه للسجائر

 

ويتميز سرطان الرئة والغشاء البللورى بأنه نوع من الممكن الوقاية منه لأن هناك أسبابا معروفة تؤدى إلى هذا النوع من الأورام..

ومع الأسف فأسبابه معروفة يمكن  الوقاية  منها بسهولة لأنها ترجع لعادة بشرية سيئة وهى عادة التدخين، ومدعاة الأسف أن بعض الناس يسعون بأنفسهم إلى الضرر.

فتكرار الاشارة للقارئ ومزيد المعرفة بالمشكلات الصحية المتنوعة والكثيرة قد تكون سبباً مباشراً فى التقليل أو الاقلاع عن تلك العادة الخطيرة ومن ثم الحفاظ على ماتبقى من صحة أعضاء الجسم لاسيما الرئتين والقلب والأوعية الدموية .

 

علي هذا فإن سرطان الرئة .. من أنواع السرطانات التى يظهر لها مسببات .. والحمد لله أنه من الممكن تفادى هذه الأسباب بأن يمتنع كل فرد عن هذه العادة السيئة .. وهى عادة التدخين وخصوصا أن المدخن قد يؤذى نفسه .. وقد يؤذى من حوله من الذين يستنشقون دخان السيجارة والشيشة المتطايرة منهما.

وبالمحافظة على البيئة من التلوث ، وبمراعاة احتياطات الأمن الصناعى والوقائى نستطيع أن نقلل من نسبة هذا المرض الخطير.

 

التدخين وعمر المدخن

 

الذى لايعرفه الكثير ان التمادى فى تلك العادة ينقص من عمر المدخن حسب دراسات عديدة استمرت على مايزيد عن خمسين عاماً تأكد خلالها ان من يقلع عن التدخين قبل الثلاثين يعيش نفس عمر وظروف غير المدخن , ومن يقلع قبل سن الخمسين يفقد اربع سنوات من عمره , وكذلك من استمر الى مابعد الخمسين يفقد عشرة سنوات من عمره , وان نصف المدخنين ماتوا بسبب تلك الآفة المدمرة , وان مايقرب من ربع المدخنين ماتوا قبل سن السبعين مايعنى انه كلما زاد التدخين فانه يؤدى الى قصر العمر بمعدل أكبر.

ويجب على كل إنسان عمره أكثر من أربعين عاما ويصاب بأعراض صدرية كالسعال أو البلغم ولايشفى منه، أو لايستجيب للعلاج الطبى أكثر من أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ، أو من يصاب بسعال مع بلغم «بصاق» مدمم .. أن يلجأ إلى الفحص الطبى دون تأخير .. وليس معنى ذلك أن هذه  الأعراض هى أعراض مرض خبيث، بل أنه نوع من الاطمئنان والوقاية بحيث نضمن العلاج السريع والحاسم لأى مرض.

 

وتأكيداً لتلك الدراسات نجد ان التدخين هو السبب المباشر لحدوث أكثر من 25 مرض أهمها أمراض الصدر مثل السدة الرئوية وتصلب الشرايين وماينتج عنها من أزمات قلبية مثل قصور الشريان التاجى وجلطاته وارتفاع ضغط الدم وتأثر الشرايين الطرفية وخاصة شرايين الساقين ومايستتبعه من تأثير على المشى والحركة .

 

أما تأثير التدخين على المخ فإن الجلطات المخية والسكتات الدماغية هما أمرين متوقعان تماماً وماينتج عنهما من أعاقة كاملة أو الموت المباشر .

 

أما الاصابة بالسرطانات المختلفة بسبب التدخين فإن أهمها سرطان الفم والرئة والمثانة .

 

أما اذا بدأ التدخين مبكراً فإنه يؤدى الى تأخر النمو العقلى وضعف التركيز والتعلم لتأثيره المباشر على المخ .

 

ويالتأكيد كلما كان التشخيص مبكرا وانتشار المرض محدودا كلما كانت النتائج ايجابية ..

ويجب أن أذكر أن الرئة لايوجد بها احساس للألم .. ولذلك يجب على أى مريض أن يضع هذه النقطة فى الاعتبار .. بمعنى أن الأعراض قد تكون بسيطة وقليلة وغير محصوبة بألم .. لأن الألم يأتى أساسا من إصابة الأعصاب  أو وجود المرض فى الغشاء البللورى أو انتشار المرض إلى هذا الغشاء ..

ونتمنى من الله التوفيق نحو وجود علاج حاسم لهذا المرض ..

وفى حالات سرطان الرئة والغشاء البللورى إذا راعينا البعد عن المسببات .. وتوصلنا إلى الاكتشاف المبكر كان الأمل كبيرا وكبيرا جدا .