قالت الدكتورة إيمان عبد الله الاستشاري الاسري والنفسي أنه لا أحد ينكر دور الدراما التي تؤثر علي الفرد بشكل كبير ايجابيا ، ولكن للاسف كثر المضمون السلبي في الآونة الأخيرة ، بسبب عرض قيم غير مناسبة لا يعيها المشاهد فيعتبرها ذات قيمة ويتخذها منهج في الحياة ، ظنا منه ان هذا الواقع.
جاء ذلك في تصريح خاص لـ بوابة الهلال مضيفة أن العقل الباطن يحول المشاهدات إلي أمر واقع وأن هذا التصرف يمكن تكراره وتنفيذه فيما يسمي " تشويش الاتجاهات " وهو اعتقاد خاطئ ، بجانب إصابته بالاضطرابات السلوكية ، وقد يصل الأمر لتسبب مشكلات نفسية واجتماعية واسرية لأنها تقدم نماذج هشة مشوهة فتعمق لدي المشاهد المشاعر السلبية وانتشار العنف و اللغة الهابطة الهادمة للذوق العام.
وأشارت دكتورة إيمان أن الدراما في السابق كانت تسهم بشكل ايجابي ، فقدمت مسلسلات هادفة لا تزال حتي الان لها قيمة وهدف مجتمعي وترسخ عادات وسلوكيات جيدة ، او تناقش مشكلات هامة ، كما كانت الدراما تقدم حلول لمشكلات اجتماعية وتتناولها بطريقة حيادية علي عكس الان.
وأوضحت الاستشارية النفسية أن الفن مرآة المجتمع ،ولكن لتقديم كل ما هو مفيد وايجابي، لا لنقل السفاهات والاجرام وكل ما هو سلبي ، ما يدمر قيم المجتمع ويشوهها.ويرسخ للعنف والقتل والبلطجة ، فتقديم النجم في نماذج سيئة وجعل الجمهور يتضامن معه ، فيكون النجم خائن ، سارق، بلطجي ، تاجر ممنوعات ويتعاطف معه الجمهور لأنه نجم محبوب هو أمر خاطئ وخاصة عندما يتلقاه المراهقون.
كما أن الدراما الحالية ترسخ السلوك السلبي كحل لأي مشكلة تواجه الأبطال من عنف والانتقام بعيدا عن القانون، فأخرج جيل لا يجد سوي هذه النماذج امامه، واعطاء حلول سلبية ، لا يناسب المجتمع مثل " من يخونك خونه ، من آذاك لابد أن تنتقم منه ، خد حقك بالدراع " .
ونصحت الاستشارية النفسية كل الاباء والامهات بزيادة الدور الرقابي والتوجيه وخاصة علي الابناء في سن الطفولة و المراهقة، وحتي لا يكتسبوا اي من السلوكيات السلبية ، و الحرص علي المشاهدة الجماعية للدراما لمواجهة الاغتراب الثقافي، فوجود شاشات متعددة في البيت الواحد جعلت الاسرة مفككة كل فرد يشاهد ما يريد وحده ، مع ضرورة الحوار والمناقشة لكل ما يتم مشاهدته وتفنيد الام والاب للسلوكيات السيئة التي حدثت والتأكيد علي خطأها وتشجيع كل ما هو ايجابي لترسيخ القيم الايجابية لدي الابناء.