السبت 23 نوفمبر 2024

«طبيبك الخاص» القصة والبدايات والتاريخ


طبيبك الخاص القصة والبدايات والتاريخ

22-12-2022 | 10:00

طبيبك الخاص
تعودنا عندما نسرد قصة صناعة منتج مهم ان نتطرق أولا للتعريف بتاريخ هذا المنتج وخصائصه وأهميته ومميزاته قبل التعريف بالقصة والتاريخ أو البدايات ، ولكن ونحن نتحدث عن مجلة «طبيبك الخاص» فنكتفى بالاسم فقط لأننا ندرك شهرتها ومعرفة الأجيال السابقة والمعاصرة بتلك المطبوعة المتفردة ذات الصيت والتاريخ الممتد لأكثر من نصف قرن من الزمان والتي ولدت لتبسيط وتطويع وإتاحة المعلومات الصحية والثقافات الطبية والعلمية لخدمة الصحة العضوية والنفسية للمواطن المصرى والعربى، لإنها بالتاريخ والجغرافيا هي أول مجلة طبية متخصصة فى مصر والوطن العربى لاينافسها مطبوعة أخرى داخل داخل مصر أو خارجها . ونحن عندما نتكلم عن التاريخ فإننا بصدد الحديث عن عمر ونشأة تلك المطبوعة الورقية المعروفة بتميزها وتخصصها وشهرتها المستمدة من مصداقيتها ، وعندما نتحدث عن الحداثة والمعاصرة فنحن الأن أمام موقعا الكترونيا يحمل إسمها لنشر الموضوعات الطبية المهمة والأخبار الصحية المختلفة والموثقة بالمصادر الطبية في مختلف أوجه الصحة والذى يحرره نخبة من الزملاء الصحفيين المتميزين في جلب المصادر المتخصصة وتحت قيادة واعية مشهود لها بالكفاءة والمهنية والنشاط . قصة «طبيبك الخاص» .. من خلال سرد الأستاذ «البرنس حسين» مدير التحرير صاحب التاريخ الطويل بالمجلة والمعاصر الوحيد لقصة وتاريخ وظروف صدور أول عدد لمجلة طبيبك الخاص والذى اشترك في اعداده وتحريره آنذاك يقول: قبل انتهاء عام ١٩٦٨ التقى الكاتب الكبيرالأستاذ أحمد بهاء الدين رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال أن ذاك بالكاتب الكبير الصحفى بمجلة «المصور» الأستاذ محمد رفعت ، وكان يقدم وقتها بابا صحفياً أسبوعيا بعنوان «سكة السلامة» وهو باب يشتمل على معلومات وثقافات صحية وكان يركز على القضايا الطبية التي يعانى منها المجتمع والمشاكل المرضية الخاصة للمواطنين ، كما أنه يعرض إجابات الأطباء على أسئلة القراء ، لذلك حقق نجاحاً كبيراً وسط جماهير القراء ، وكانت رسائل القراء تأتى من مختلف أنحاء الجمهورية إلى مجلة «المصور» تطلب المشورة والرأى لمختلف المشكلات الطبية التي تواجه الكثيرين ، وأيضا لمعرفة بعض المعلومات الطبية خصوصا مع قلة مصادر المعلومات الطبية حينذاك. استرعى هذا الأمر نظر الأستاذ أحمد بهاء الدين ، خاصة وأن القراء طالبوا فى رسائلهم أن تكون هناك مجلة مستقلة ومتخصصة تنشر المزيد من الثقافة الطبية بأسلوب علمى مبسط . واحتراما لرغبة القراء فى تحقيق هذا الحلم كلف الأستاذ أحمد بهاء الدين الأستاذ محمد رفعت بدراسة هذه الفكرة والعمل على تحقيقها فى أسرع وقت ممكن.. وفى ذلك الاجتماع تم الاتفاق على أن يكون اسم المجلة «طبيبك الخاص» وتصدر كل شهر وأن يكون سعر المجلة 5 قروش ، واقترح ان تصدر فى العاشر من كل شهر وبالفعل بدأ الاستاذ محمد رفعت الاتصال بالقائمين على التنفيذ فى «دار الهلال» كالمطابع والأقسام الفنية والتوزيع واجتمع بكل المتخصصين سواء فى مجال الإخراج الفنى أو الطباعة للعمل لإنجاز هذه المهمة فى أسرع وقت ممكن وأن يكون تاريخ 10 يناير 1969 بداية صدور العدد الأول من المجلة الجديدة «طبيبك الخاص».. وبالفعل استمع الأستاذ محمد رفعت إلى آراء كبار الفنانين فى ذلك الوقت أ. حلمى التونى ، أ.جمال قطب، أ. عبدالسميع، أ. بهجت عثمان، أ. محمد أبوطالب، أ.عفت حسنى، أ. ألبير، أ.أحمد فاضل وأيضا الفنان الكبير الراحل الأستاذ عبدالمنعم الشريف وكان وقتها رئيساً لقسم الخط العربى. وفى هذا الوقت لم يكن يصدر فى العالم العربى سوى مجلتين اثنين هما: «طبيبك اللبنانية» و«طبيبك السورية» وكان فى مصر تصدر مجلتان أيضا هما: «الدكتور» وكان يرأس تحريرها الدكتور أحمد كمال ، و«الصحة» وترأس تحريرها الدكتورة نوال السعداوى ولكن الذى يميز «طبيبك الخاص» عنهم أنها تصدر عن مؤسسة صحفية كبرى «دار الهلال» ولها صفة التواجد الاسبوعى والاستدامة . المرحلة الأولى .. بدأت ساعة العمل بكل قوة وقامت الأجهزة المعاونة بالمساعدة بكل طاقاتها لتحقيق الهدف في أسرع وقت.. وحرصاً من الأستاذ أحمد بهاء الدين على ضمان نجاح هذا العمل فقد أصدر قرارا بأن يتولى الأستاذ الدكتور سعيد عبده رئاسة تحرير مجلة «طبيبك الخاص» ، ومن المعروف أن الدكتور سعيد عبده كان طبيباً مشهورا وكانت له كتابات تنشر فى الصحف تحت اسم «خدعوك فقالوا» وقد نال هذا الباب استحسان القراء وكان يعرض بعض المشاكل المرضية وطرق علاجها الخاطئة وكيفية العلاج الصحيح.. وتم تعيين الأستاذ محمد رفعت مديراً للتحرير قبل ان يصبح رئيساً للتحرير خلفا للدكتور سعيد عبده بعد أن أدى واجبه المهنى على أكمل وجه. د. رفعت كمال مديراً للتحرير أيضا استعان الأستاذ أحمد بهاء الدين بالأستاذ الدكتور رفعت كمال الطبيب الشهير فى طب الأسنان وقتها والصحفى بالأخبار لينضم إلى أسرة «طبيبك الخاص» مديراً للتحرير مع الأستاذ محمد رفعت. كما أصدر الأستاذ بهاء أيضا قرارا بنقل الزميلة سعاد إبراهيم الدسوقى إلى «طبيبك» وكانت من أسرة صحفية فزوجها الأستاذ الفنان محمد سليم المدير الفنى لجريدة «روز اليوسف» كما أنها شقيقة الكاتب الصحفى الراحل حسن فؤاد، ولما أجادت وأبدعت فى عملها أسند إليها فيما بعد تحرير باب العيادة الطبية والتى حققت فيها نجاحاً كبيراً لدرجة إنها أصبحت من أهم وسائل الاتصال بقراء المجلة وبالفعل شكلت إضافة صحفية ساهمت فى تحقيق النجاح الكبير وأثرت ايجابيا على توزيع المجلة. وبعد أن استعان الأستاذ بهاء بكل هذه الكوكبة من القيادات الصحفية والفنية والإدارية بدأ الأستاذ محمد رفعت العمل معهم بكل قوة وحماس وحب لتحقيق حلم القراء فى اصدار المجلة . الإدارة الفنية والمراجعة اللغوية كان الفريق الفنى مكون من الزملاء الأستاذ جمال قطب ( والد الدكتورة المشهورة هبة قطب) والأستاذ عفت حسنى واستمرا معا فترة زمنية ثم انتقلا بعدها إلى «المصور» ثم تولى الفنان شوقى متولى مهام الإخراج بعد ذلك. أيضا استعان الأستاذ محمد رفعت بالأستاذ نصر الدين عبداللطيف لمراجعة المواد الصحفية التى يكتبها الزملاء الصحفيون وكان من أبرع المراجعين وكان يمتلك ثقافة عالية المستوى ظهر ذلك جليا فى طريقة عرضه لمقدمات وسرد الموضوعات.. المرتجع « زيرو » وتحقق الحلم وصدر العدد الأول نتيجة الجهد والكفاح والعمل والسهر.. وجاءت الأخبار من إدارة التوزيع.. مبروك .. العدد تم توزيعه بالكامل بدون أي مرتجعات فقام الأستاذ بهاء واجتمع بكل من الدكتور سعيد عبده والأستاذ محمد رفعت والدكتور رفعت كمال وكل محررين المجلة وقدم لهم التحية والشكر وطلب منهم جميعاً العمل والاستعداد للعدد الجديد مع تحرى الدقة والمصداقية والتجديد باستمرار لخدمة قراء المجلة كما طلب الاهتمام ببريد القراء حيث أكد على أن بريد القراء هو بمثابة خارطة الطريق للعمل الصحفى الناجح.. هذه المرحلة الأولى .. وكانت من أصعب المراحل فى إصدار المجلة لأنها ذات طبيعة خاصة وهى الإعداد والتأسيس والإصدار لمجلة جديدة تضاف إلى سجل مؤسسة «دار الهلال» فى عالم الصحافة المتخصصة . ومع الجهد والكفاح والحب المتبادل والحماس ووحدة الهدف وتكاتف القيادات مع المحررين تحقق الحلم والهدف وأصبح لدينا مجلة جديدة تضاف إلى رصيد «دار الهلال» لتحقق رواجاً صحفياً ومادياً للقراء. وبهذا المجهود الجبار الذى تم الإعداد له بكل دقة واتقان بالتعاون مع قيادات العمل الصحفى من قادة الصحافة وشبابها أصبح لدينا هذا الصرح الجديد«طبيبك الخاص». وانتهت الفترة الأولى هذه كانت المرحلة الأولى مرحلة البناء والتأسيس والإعداد والإصدار .. والحمد لله، جاءت النتيجة مبشرة بالخير وهكذا استمرت المرحلة التى قادها الأستاذ محمد رفعت ومعه الدكتور رفعت كمال عندما أصبحا معا رئيسى تحرير «طبيبك الخاص» بعد رحيل أستاذنا الكبير الدكتور سعيد عبده.. وبعد ذلك أصبح الأستاذ محمد رفعت رئيساً للتحرير بعد انتقال الدكتور رفعت كمال إلى مؤسسة أخبار اليوم، لكى يقود منصب رئيس تحرير كتاب اليوم الطبى التى تصدره دار أخبار اليوم، وهذا يؤكد أن اختيار الأستاذ بهاء كان ناجحاً ومؤثراً بدليل أن قيادة من هذه القيادات نجحت فى عملها الجديد بعد ذلك. وفى عام 1978.. أنهى الأستاذ الراحل العظيم محمد رفعت فترة عمله وخرج على المعاش تاركا تاريخاً وذكرى ناجحة هو الدكتور سعيد عبده والدكتور رفعت كمال رحمهم الله جميعا . ويكفى إنهم كونوا فريقاً صحفياً متخصصاً فى شئون الصحافة الطبية وكان هذا الفريق يتمتع بذكاء وعلم حيث حافظوا على النجاح بشكل دائم ومستمر . وللعلم المجلة منذ أن تم تأسيسها تناوب على مسئولية رئاسة مجلس الإدارة بها خلال المرحلة الأولى كل من الأستاتذة أحمد بهاء الدين، ثم يوسف السباعى . بداية الفترة الثانية وفى عام 1976 بدأت المرحلة الثانية فى عهد السيدة الفاضلة أمينة السعيد رئيس مجلس الإدارة.. وكان السؤال من يخلف الأستاذ محمد رفعت بعد التقاعد وبعد رحلة عمل شاقة جداً نجح خلالها فى تحقيق الهدف المنشود الذى أسعد الملايين من قراء «طبيبك الخاص». بدأت السيدة أمينة السعيد البحث عن شخصية جديدة تستطيع قيادة العمل بكفاءة وحكمة واقتدار وخبرة، لكى تحقق تحافظ على النجاح كما كانت المجلة فى المرحلة الأولى. ومرت فترة انتقالية لحين اختيار رئيس جديد للتحرير ، وفى هذه الفترة الانتقالية التى استمرت حوالى ثلاثة شهور تولى فيها كل من الأستاذ الأديب والناقد رجاء النقاش ، والكاتب الصحفى الكبير صبرى أبو المجد وكان الأخير وقتها يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة دار الهلال حينما أوكل إليه مسئولية الإشراف على صدور المجلة لحين تعيين رئيس تحرير جديد. الدكتور عبدالرحمن نور الدين يستكمل المسيرة عام ١٩٧٩ أصدر مجلس إدارة «دار الهلال» قراراً مهماً بأن يتولى الدكتور عبدالرحمن نور الدين والذى كان يعمل وقتها مديراً للعيادة الطبية فى المؤسسة وعضوا بمجلس الإدارة مسئولية رئاسة التحرير.. وكان رد الفعل ايجابـى جدا من كل العاملين «بدار الهلال» حيث إن الدكتور عبدالرحمن يتمتع بشعبية جارفة من كل العاملين، وذلك لبساطته ولأخلاقه العالية حيث كان دائم الترحاب بأى شخص من الصحفيين أو الإداريين أو العمال يطلب استفسار عن أي مشكلة صحية أو الاطلاع على تحليل أو أشعة تخص صاحب المشكلة لتشخيصها وعمل اللازم معه. وبالفعل قامت السيدة أمينة السعيد بكل الإجراءات اللازمة لتعيين الدكتورعبدالرحمن وذلك بالعمل على ضمه إلى عضوية نقابة الصحفيين حتى يتمكن من أداء عمله كرئيس للتحرير طبقاً لقانون نقابة الصحفيين . ومن المعروف أن الدكتور عبدالرحمن كان عضوا بنقابة الأطباء، ومتخصصا فى الطب الباطنى وحاصل على درجة الدكتوراه.. وكان أيضا له كتاباته فى المجلة حيث كان يشارك بمقالات خلال فترة الأستاذ محمد رفعت . المعروف ان فترة الدكتور عبدالرحمن استمرت أكثر من ٢٣ سنة متواصلة بداية من عام ١٩٧٩ حتى عام ٢٠٠٢ وقد شهدت تلك الفترة التطوير والانتشار وانطلاق إلى أفاق جديدة فى عالم الصحافة الطبية المتخصصة.. والأن وقد تناوب بعده رؤساء تحرير ذو كفاءة وقدرة على استكمال المسيرة الناجحة مثل الأستاذ ربيع أبو الخير - رحمه الله – والدكتور ضاحى النجار ، والأستاذ غالى محمد (قائم بأعمال رئيس التحرير) ثم تولت الاستاذة غادة عاشور ، وأخيرا الأستاذة سمر الدسوقى والتي تترأس الأن تحرير موقع ومجلة طبيبك الخاص بالإضافة لرئاستها تحرير مجلتى حواء الشهيرة وموقع ومجلة الكواكب العريقة .