تنتشر النزلات المعوية و كثير من أمراض المعدة بين الأطفال خاصة عندما يقضون معظم اليوم فى المدرسة و يتعرضون للتلوث الخارجي و الأطعمة السريعة، فكيف نقي أطفالنا من النزلات المعوية خصوصا فى فصل الشتاء؟ وما هى أنسب طرق العلاج إذا ما أصابتهم النزلات المعوية؟ هذان السؤالان وغيرهما نجيب عنهم فى جولتنا التالية. د. هيثم عبد العزيز سليمان استشاري طب الأطفال يقول: إن أكثر الأمراض شيوعا فى فترة الدراسة هي النزلات المعوية التي يصاب بها الطفل نتيجة تناول طعام غير صحي أومجهول المصدر وملوث وعدم الاهتمام بغسل اليدين. ومن أعراض النزلات المعوية: فقدان الشهية وتلك العلامة تظهر قبل 18 ساعة من ظهور بقية الأعراض التي تتمثل فى القيء والإسهال وارتفاع درجة الحرارة. ويضيف أن النزلات المعوية مرض معد ويمكن انتقاله من طفل لآخر عندما يهمل فى النظافة الشخصية مثل غسل اليدين قبل الأكل وبعد الخروج من دورة المياه، فمن الممكن أن يلامس بعض المواد التي صادف وتعامل معها طفل مصاب من قبل خاصة فى المدارس. بالإضافة إلى نمو البكتيريا تحت الأظافر الطويلة فهي أيضا عامل من عوامل العدوى. ويوضح أن تأثيرها خطير جدا على جسم الطفل إذا تم إهمال الحالة وعدم اللجوء للفحص الطبي فى وقت مبكر، فقد ينتج عنها فقدان كمية كبيرة من السوائل والأملاح، وذلك بسبب تكرار القيء والإسهال وتكمن الخطورة هنا فى فقدان الأملاح لأنها عبارة عن صوديوم ، وبوتاسيوم وماغنسيوم مما يؤدي إلى اختلال التوازن فى الجسم ثم الدخول فى حالة جفاف. وهناك أيضا ما يسمى بجرثومة المعدة وهي بكتيريا معينة تصيب بعض الذين يتناولون أطعمة غير مطهية جيدا أوالذين يعتمدون علي الوجبات السريعة، وهذه البكتيريا تصيب جدار المعدة وتسبب الإحساس بعدم الراحة فى المعدة مع القليل من التجشؤ بالإضافة إلى رائحة النفس الكريهة وتغير فى رائحة البراز، إلى أن تقل مناعة الجسم ثم يشتد هذا الضعف ومع إهمال الحالة يمكن أن يتحول إلى سرطان معدة. ويتم تشخيص جرثومة المعدة عن طريق النفس وذلك عن طريق النفخ فى جهاز معين يكشف تلك البكتيريا أوعن طريق تحليل البراز. أما ديدان المعدة تنتج أحيانا بسبب تبادل الأطفال السندوتشات مع بعضهم البعض فى المدارس، فيمكن أن يكون الأكل نظيفا جدا ومضمونا، ولكن يستبدل الطفل طعامه مع زميله وربما تكمن المشكلة فى طعام الطفل الآخر، وغالبا تكون الديدان بسبب الخضراوات الموجودة فى الطعام مثل الخس والطماطم. وتشكل الديدان خطرا علي صحة الطفل حيث إنها تتسبب فى نقص امتصاص العناصر الغذائية والإصابة بفقر الدم أوالأنيميا. ومن أعراض الإصابة بديدان المعدة الحكة فى المنطقة السفلية للبطن (منطقة الحوض)، كما تظهر فى البراز. وتمتد فترة العلاج من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع حسب نوع الديدان ويتم معرفة النوع على حسب نتيجة المعمل بعد تحليل البراز، فهناك ديدان عادية وهناك أنواع أخرى متحوصلة وتلك الأنواع يستلزم علاجها فترة أطول. أما فيروس الروتا فهويأتي بنفس أعراض النزلة المعوية، ولكن بشكل أكثر حدة فيصاب الطفل بالقيء والإسهال المائي مع ارتفاع فى درجة الحرارة وتستمر تلك الأعراض من 3 إلى 8 أيام كما يصاحبها فى بعض الأحيان أوجاع شديدة فى البطن، ويتفق الدكتور رائد منصور أستاذ الكبد والجهاز الهضمي والمناظير بكلية طب جامعة الأزهر مع د.هيثم فى أن هذا الفيروس فتاك جدا فإذا تم إهماله قد يودي بحياة الطفل، لذلك يجب التوجه للطبيب على الفور إذا تم ملاحظة أية أعراض تم ذكرها. وهناك تطعيم لهذا الفيروس وهوعبارة عن 3 حقن أوجرعتين نقط للفم من عمر شهرين /4/ و6 شهور. كما أن هناك ما يعرف بـ النوروفيروس وهوأيضا يندرج تحت النزلات المعوية ويسبب التهابات فى جدار الأمعاء ثم يتسبب فى إسهال وقيء. ويوضح كلا الطبيبين أن العلاج يتم حسب تشخيص كل حالة، وفى الغالب يتم علاج القيء بالحقن وعلاج الإسهال بالأقراص المخصصة عن طريق الفم. بالإضافة إلى محلول معالجة الجفاف بتركيز معين فى الحالات المتأخرة.