24-12-2022 | 15:56
هند عطاالله
تعد أمراض الجلد واحدة من المشكلات الصحية للأطفال، ومنها مشاكل البشرة والشعر، بداية من ظهور حساسية جلدية مجهولة المصدر مرورا بإصابة فروة الرأس بها وربما أماكن متفرقة من الجسم، فماذا عن أمراض الجلد عند أطفال المدارس؟ وكيف يمكننا مواجهتها؟ .
فى البداية تحدثنا د. علا حجازي استشاري أمراض الجلدية والتجميل عن مرض الجديري المائي فتقول إنه مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الأطفال تحت سن الثانية عشرة بنسبة كبيرة ويمكن أيضا أن يصيب البالغين، ولكن بنسب ضئيلة جدا.
وتتم العدوى عن طريق المخالطة لطفل مصاب بالمرض والتعرض للرذاذ الخارج منه فى النفس نتيجة العطس أوالسعال، أوعن طريق الملامسة المباشرة للطفح الجلدي للمريض، والطفل المصاب بالجديري المائي يكون معديا للآخرين طول فترة حضانة المرض وإلى أن يختفى الطفح الجلدي تماما.
فتمتد فترة العدوى إلى فترة طويلة، لذلك تكمن هنا خطورة المرض بسبب اختلاط الطفل بالآخرين سواء فى المدرسة، النادي ،المنزل دون معرفة أنه مصاب فيمكن أن يعدي كل من حوله، ويمكن القول إن فترة حضانة المرض تمتد من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وهذا قبل ظهور أية أعراض.
وتتشابه أعراضه مع أعراض دور البرد إلى حد كبير ، فتظهر فى التهاب فى الحلق، ارتفاع فى درجة الحرارة، احمرار العينين، سعال وعطس، ثم يبدأ الطفح الجلدي فى الظهور وتتكون فقاقيع مياه، تبدأ بالظهور فى البطن والظهر ثم تنتشر فى الجسم كله حتى تصيب فروة الرأس والوجه، بالإضافة إلى الساقين والذراعين، ويمكن أن تصاحبها حكة بسيطة إلى أن يجف الطفح الجلدي وتتكون فوقه قشور، ويظل الطفل معديا حتى سقوط آخر قشرة من الطفح الجلدي، ولذلك ننصح بأن يتم عزل الطفل المصاب فى المنزل ومنعه من مزاولة الدراسة طول فترة المرض، كما يتم منعه من مخالطة أطفال آخرين أوسيدات حوامل.
يتم علاج الجديري المائي عن طريق وصف الأدوية المضادة للفيروسات، وأحيانا يتم وصف كريمات مرطبة بسبب الجفاف الذي ينتج عن علاج المرض.
وتنصح د. علا بأخذ المصل المضاد للفيروس للوقاية من هذا المرض، ويتم تعاطي هذا المصل بداية من عمر عام وعام نصف ويكرر بأخذ جرعة تنشيطية من عمر 4 إلى 6 سنوات.
كما يمكن للبالغين أخذ هذا المصل ويكون فى شكل جرعتين متتاليتين بفرق 18 يوما بينهما.
يذكر أنه فى حالة الإصابة بالجديري المائي فإنه يعطي مناعة للجسم، ولن يصيب الجسم مرة أخرى طول العمر.
أما عن الحكة الجلدية عند الأطفال فتظهر نتيجة عوامل وأسباب كثيرة، وفى فصل الشتاء تظهر الحكة نتيجة الجفاف الشديد للجلد، ويعالج عن طريق الاستحمام يوما بعد يوم بماء فاتر أقرب لدرجة حرارة الجسم، وتجفيف الجسم مباشرة بعد الاستحمام بشكل لطيف على الجلد، كما يفضل استخدام صابون طبي مثل صابون الجلسرين، وينصح بوضع المرطبات بعد الاستحمام وعلى مدار اليوم عدة مرات، ويمكن أن يصاب الطفل بالحكة الجلدية نتيجة الإصابة بالأكزيما التأتبية التي يتم تشخيصها عن طريق طبيب الجلدية، ويتم وصف المرطبات والكريمات التي تحتوي على نسبة بسيطة من الكورتيزون مع الالتزام بارتداء ملابس قطنية والمرطبات المناسبة بشكل منتظم.
ويتفق معها الدكتور مجدي زايد استشاري الأمراض الجلدية ويوضح أن هناك أيضا الأكزيما الدهنية ومن علامتها ظهور قشور فى فروة الرأس مع وجود بقع حمراء تعلوها قشور فى بعض المناطق المتفرقة من الجسم، ويمكن أن يصاب الطفل بالحكة نتيجة وجود ارتكاريا والتي تظهر على شكل بقع حمراء مرتفعة عن مستوى سطح الجلد، ويصاحبها حكة شديدة ويكون لها العديد من الأسباب مثل وجود حساسية من بعض الأطعمة أوالأدوية، ويتم العلاج عن طريق تناول الأدوية التي تحتوي على مضادات الهيستامين، ويتم وصفها عن طريق طبيب الجلدية.
أما عن حكة الرأس فيوضح أن مع دخول المدارس تنتشر حشرات الرأس ( القمل ) ويوضح أنها تنتقل من طفل إلى آخر خاصة عند تبادل الطواقي أورباط الرأس ، كما إنها تنتقل عن طريق استخدام أدوات العناية بالشعر الخاصة بالآخرين مثل المشط، بالتالي يصبح مصدرا للعدوى، تلك الحشرة تفرز بعض المواد التي تهيج فروة الرأس فتتسبب فى الحكة الشديدة، وبالتالي تنتج عنها جروح فى فروة الشعر، ثم تتلوث هذه الجروح بالميكروبات، ومن هنا تبدأ مشكلة أخرى وهي التهاب فى فروة الرأس ينتج عنه ما يسمي بالحصف أوالقوباء المعدية التي يصاحبها تضخم فى الغدد الليمفاوية فى الرقبة، وتلك الحالات تكون شديدة الخطورة، حيث إنها أحيانا تؤدي إلى الحمى أوسخونة الرأس، ويتم التشخيص بالمنظار المختص الذي يكشف عن الحشرة أوالبيض ( بيض القمل ) والذي تنتجه الحشرة وتفرز معه مادة صمغية لإلصاقه بالشعر، ويعالج بالمواد المخصصة لعلاج القمل ثم علاج الأعراض المصاحبة للمشكلة.
كما تضيف الدكتورة علا أن هناك بعض المستحضرات التي يمكن الاعتماد عليها فى الوقاية من تلك المشكلة مثل استخدام شامبوبرائحة جوز الهند أويحتوي على زيت جوز الهند لأن رائحته تكون منفرة لتلك الحشرة.
أما بالنسبة لقشرة الشعر هي من الأمراض المنتشرة، ولكن لها العديد من الأسباب وتختلف طريقة العلاج باختلاف السبب، وتزيد فى فصل الشتاء أيضا بسبب الجفاف وفى تلك الحالة يتم العلاج بالشامبوالمخصص والأدوية الموضعية وتختفى المشكلة تماما، ولكن هناك بعض أنواع القشرة التي تكون معدية، وذلك يرجع إلى وجود ميكروبات وخمائر، وهنا يتم العلاج بالإضافة إلى الالتزام بالنظافة الشخصية واستخدام أدوات العناية الشخصية بالشعر لكل فرد فقط دون تبادلها مع آخرين.
كما ترجع بعض الأنواع الأخرى بسبب الأكزيما الدهنية وتكون مزمنة تظهر وتختفى بشكل موسمي، وأيضا يتم علاجها عن طريق الطبيب المختص.
وينصح الطبيبان باتباع طرق الوقاية مثل: الالتزام بالتطعيمات الإجبارية، وأمصال الأمراض المعدية التي ينصح بها طبيب الأطفال، والغذاء المتوازن الصحي الذي يحتوي على الخضراوات والفاكهة، والتقليل من الوجبات السريعة والأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة، وتشجيع الأطفال على ممارسة العادات الصحية، والاهتمام بالنظافة الشخصية وقص الأظافر باستمرار؛ للتخلص مما تحمله من جراثيم وميكروبات، واستخدام واقي الشمس للأطفال الذين يعانون من حساسية الشمس، وترطيب الجلد باستمرار مع الحرص على ارتداء ملابس قطنية داخلية، ويفضل أن تكون أول طبقة ملامسة للجلد هي طبقة قطنية والمتابعة مع طبيب أطفال بشكل دوري وعدم إهمال أية أعراض على الطفل مهما كانت بسيطة.