30-12-2022 | 09:04
كتبت : هند عطا
سرطان الثدى واحد من أكبر مخاوف المرأة فى العقود الأخيرة، فهو أكثر أنواع السرطانات انتشارا وشيوعا بين النساء ، ورغم أن تداعيات الإصابة به تكون مؤلمة للجسد والحالة النفسية، إلا أن الطب يحدثنا عن حلول منها ضرورة الاكتشاف المبكر للمرض، واتباع طرق الوقاية لمنع الإصابة به.
فى حوارنا المهم مع الأستاذ الدكتور محمد سلامة أستاذ جراحة الأورام، نعرف أن هذا السرطان يصيب الرجال والنساء أيضا، كما نعرف أن معدلات الشفاء منه زادت جدا فى الفترة الأخيرة. إلى نص الحوار.
ما هى الأسباب التى قد تؤدى إلى الإصابة بهذا المرض؟
العامل الوراثى إلى حد كبير، عوامل چينية ، الطعام المليء بالدهون، التدخين، عدم الحمل، تأخر الزواج، قلة الرضاعة تلك عوامل تزيد من نسبة الإصابة بالمرض، ولكنها ليست أسبابا أساسية.
ما هى أعراض المرض عند السيدات والرجال؟
غالبا ما تظهر على هيئة ورم أو كتلة فى الثدى أو تحت الإبط، آلام فى الثدى ، إفرازات من حلمة الثدى نتيجة ورم فى القنوات اللبنية فينتج إفرازات وعادة ما تكون إفرازات مدممة و هذا العرض عند السيدات فقط ، وفى مرحلة متقدمة تظهر الأعراض على جلد الثدى عند الرجال وتحدث تغيرا فى شكل الثدى مثلما يحدث عند النساء.
كيف يتم التشخيص؟
فى حالة وجود كتلة فى الثدى يجب متابعتها جيدا، حيث إنها يمكن أن تسلك فى اتجاهين: مسلك حميد أو مسلك خبيث،إذا كان حميدا فهذا شائع بين أمراض كثيرة، و عادة ما يأتى فى سن صغيرة وتكون عبارة عن كتلة متحركة فى الثدى و نسميها باللغة الدارجة (فارة الثدي) و تكون حميدة وإن زاد حجمها عن ٢ سم يتم استئصالها جراحياً، ويتم تشخيصها بشكل طبيعى عن طريق الفحص الإكلينيكى من الطبيب المختص، وأيضا تظهر فى السونار على الثدي.
أما الورم الخبيث فيتم التشخيص عن طريق الكشف الإكلينيكى من الطبيب ثم عن طريق الأشعة، وعادة بعد سن 35 عاما يتم عمل سونار و ماموجرافى على الثدى أو رنين على الثدي.
والعينة يتم أخذها عن طريق وخزة أو إبرة و يتم عمل تحليل باثولوچى أو تحليل أنسجة، وهنا تظهر النتيجة إذا كان الورم حميدا أو خبيثا.
لماذا يتم عمل الماموجرافى بعد سن الـــ ٣٥ ؟
قبل 35 سنة يفضل عمل السونار العادى على الثدي، ولكن الماموجرافى يجب أن يكون بعد سن 35 سنة لأنه نوع من الأشعة التى قد تسبب الأورام والمشاكل الصحية.
ما طبيعة مرحلة ما بعد التشخيص؟
فى حالة أن العينة أوضحت وجود ورم خبيث فيجب معرفة مدى تأثير الورم على الجسم وما إذا كان انتشر فى مكان آخر أم لا، لذلك يجب عمل أشعة مقطعية على الصدر، والبطن والحوض.
أو عمل مسح ذرى للجسم كله ليتم التأكد أو تحديد مكان الورم، وفى حالة انتشار الورم فى أماكن أخرى فهنا يتم التوجيه بالعلاج الكيماوى لأنه يكون فى حالة متقدمة.
أما فى حالة وجود الورم فى منطقة الثدى فقط فى تلك الحالة يتم عمل اجتماع طبى مع فريق مكون من طبيب استشارى باطنة و استشارى جراحة و استشارى باثولوچى واستشارى راديو ثيربى ( علاج بالإشعاع ) وبناء عليه يتم الاتفاق على قرار ما إذا كان المريض أو المريضة تحتاج إلى إجراء الجراحة أم لا وفى الغالب إذا كان الورم صغيرا لا يفوق الـ 5 سم فيتم إجراء الجراحة واستئصال الورم.
أما إذا كان أكبر من هذا الحجم فيتم عمل تقليل لحجم الورم أولا عن طريق الكيماوى ثم إجراء الجراحة فيما بعد، وبالتالى يكون هناك فرصة لإجراء جراحة تحفظية للثدى بمعنى أن يتم استئصال الجزء المصاب بالورم فقط مع حزام أمان حول الورم حتى يتم التأكد من الاستئصال الجذري، وأيضا الحفاظ على مظهر الثدي، وإذا كان منتشرا فى الثدى كله فيتم استئصال الثدى بالكامل مع تفريغ الغدد الليمفاوية حسب إصابتها.
وإذا كان حجم الورم صغيرا يتم إجراء جراحة تحفظية مثلما ذكرنا مع التعامل مع الغدد الليمفاوية الموجودة تحت الإبط، والتى تعرف باسم (حيل الورم) لأنها أول مرحلة ينتشر إليها المرض،عن طريق الأشعة والفحوصات يتم فحص الغدد فإذا لم يظهر فيها أية إصابة فيتم عمل إجراء يسمى بالغدة الحارثة، وهنا يتم حقن مواد معينة عند الورم أو حول الثدى ، وهنا يبدأ البحث عن الغدة الحارسة تحت الإبط ثم تحليلها فإذا ما كانت سليمة فهذا يعنى أن باقى الغدد سليمة و نكتفى فقط بالجراحة التحفظية.
أما إذا ظهر أن الغدة الحارسة مصابة بالورم أيضا فى تلك الحالة يجب تنظيف الغدد بالكامل.
هل هناك علاج تجميلى مع الاستئصال؟
أثناء الجراحة يكون هناك اختيار بإجراء تجميل فى منطقة الثدي، وبعد العملية أيضا هناك إمكانية للتجميل إذا كانت الجراحة تحفظية ويتم إزالة الجزء الخاص بالورم فقط، وهو جزء صغير فيكون هناك إجراء بسيط لتجميل شكل الثدى وبقائه على نفس الشكل إلى حد كبير.
أما إذا كان الورم كبير الحجم، هنا يتم عمل ما يسمى بترقيع داخلى للثدى وإذا لم يفلح هذا الأمر نلجأ إلى أخذ عضلة من الظهر و وضعها مكان الجزء الذى تم استئصاله من الثدى ، أو وضع العضلة و تحتها سيليكون.
ويمكن عمل هذا التجميل أثناء العملية أو بعدها بسنة أى بعد فترة العلاج و التعافى الكامل.
وهذه الخطوة هامة جدا لنفسية المريض.
ما أهمية مجموعات الدعم بالنسبة للمريض؟
هناك كثير من المتعافين من أمراض السرطان يتبرعون بوقتهم وخبرتهم مع المرض يشاركونها مع مرضى آخرين، وتكون هذه الخطوة بعد الكيماوى وأصدق الكلام يكون ناتجا عن شخص مر بنفس الظروف و التجارب، لذلك مجموعات الدعم والإنصات لتجارب وخبرات الآخرين هامة جدا لتخطى الأزمات النفسية بعد المرض.
بالنسبة للنساء المتزوجات هل يتم التمهيد لأزواجهن وإرشادهم لكيفية تقبل الأمر ؟
بالطبع فالسيدة المصابة تكون فى حالة يأس شديد، حيث يجب أن يكون الزوج على قدر من التفهم للحالة و أن يدعم زوجته و يحرص على كلامه، وكيفية التعامل معها و يحسن من حالتها النفسية لأنه الداعم الأول التى تنتظره.
كيفية الفحص الذاتى؟
يجب الانتباه لمظهر الثدى وملمسه الطبيعى بالنسبة لكل فرد ، و فحصه باليدين و العين بصفة دورية لاكتشاف إذا هناك تغيير أو وجود أية تكتلات و فى تلك الحالة يجب التوجه للطبيب المختص على الفور.
طرق الوقاية ؟
أهم طرق الوقاية هى الكشف المبكر عن الأورام، فيجب التوجه إلى الطبيب فورا ما إذا وجدت أية كتلة فى منطقة الثدى لأن الاكتشاف المبكر يكون له نسبة النجاح الأكبر فى العلاج والتعافي.
ومن المهم اتباع الآتي:
- الكشف الدورى خاصة إذا كان هناك تاريخ وراثى فى العائلة.
-الرضاعة الطبيعية إذا كانت أما لطفل رضيع .
-عدم الإكثار من الدهون.
-الابتعاد عن التدخين و الكحوليات
- تجنب التعرض للاشعاع