“ في شهر رمضان لدينا العديد من الفئات التي أجاز لهم الشرع والطب عدم الصيام حفاظا على صحتهم وحياتهم ومنهم أصحاب الأمراض، حيث لابد من شروط لهذا الصيام حفاظا على صحتهم البدنية، ومن هؤلاء المرأة الحامل. لنتابع معًا آراء المتخصصين والأطباء، فيما يتعلق بإمكانية صيامها بشكل آمن. في البداية يؤكد الدكتور وليد فؤاد أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة قناة السويس على أن صيام المرأة الحامل التي لا تعاني من أية مشكلات في الحمل والملتزمة بنمط صحي للتغذية لا يؤثر على وزن الجنين أو توقيت الولادة، وهذا ما خلصت إليه أحدث الدراسات التحليلية والتي أوصت بأنه في غياب الحمل الخطر ومع اتباع نمط غذائي صحي مع الصيام، لم تثبت أي علاقة سببية بين الصيام مع الحمل وحدوث مضاعفات سلبية، وبالتالي فمنع الصيام بالنسبة للحامل أمر نسبي وليس مطلقا. وأضاف أن السن من العوامل المؤثرة على الصيام عامة وليس في حالة الحمل فقط ،وأن الحمل في سن الأربعين قد يتوافق مع حدوث بعض المضاعفات بنسبة أكبر من الحمل في سن العشرين، ومخزون الجسم وطريقة التغذية والحالة العامة لأجهزة الجسم وكفاءتها تقل مع تقدم العمر وهو ما قد يجعل الصيام في سن الأربعين أصعب وأكثر تأثيرا وأكثر عرضة للمضاعفات من سن العشرين مثلا. أما عن الأعراض التي قد تحدث عند صيام المرأة الحامل فلا يسمح لها بالصيام: - الإرهاق الشديد والإحساس بالدوار أو الإغماء وحدوث انخفاض في ضغط الدم. - ارتفاع واضطراب في نبض القلب والإحساس بالعطش الشديد وجفاف الحلق. - حدوث انقباضات في الرحم وصعوبة الإدراك والإعياء الشديد. - فقدان الوزن بسرعة في أيام قليلة. أما عن صيام المرأة الحامل المريضة بمرض ما كالسكري أو الضغط فهو مرفوض تماما، كما يشير الدكتور وليد فؤاد لأن المريضة قد تحتاج إلى جرعات من العلاج في أوقات محددة وقد تكون مرتبطة بالطعام مثل مرض السكري ولا يجوز إعطاء الأنسولين مثلا بدون طعام وإلا قد يحدث هبوط في نسبة الجلوكوز في الدم مما قد يعرض الأم والجنين للخطر. أما عن الحالات التي يرفض فيها الصيام من البداية بالنسبة للحوامل فهي: - القيء المستمر والمستعصي، خصوصا في الأشهر الأولى من الحمل مما يؤدي إلى حدوث جفاف للأم ويؤثر على الحالة العامة. - انخفاض وزن الجنين، بعض الأمراض قد تؤدي لانخفاض وزن الجنين و تقليل التغذية الدموية له وفي هذه الحالة يمنع الصيام حيث تحتاج الحامل إلى تغذية مستمرة طوال اليوم مع كميات كافية من السوائل. - ارتفاع ضغط الدم والسكري كما ذكرنا من قبل. - تسمم الحمل وهي حالة من ارتفاع ضغط الدم مع وجود زلال في البول ومضاعفات عديدة أخرى، وفي هذه الحالة يكون هناك تركيز في الدم ولا يفضل قطع السوائل لأنه يزيد من احتمالية المضاعفات. - الحمل المتعدد (التوأم أو أكثر )حيث تحتاج المرأة الحامل إلى تغذية مضاعفة للحفاظ على سلامة الأجنة، كما أنها تكون عرضة للولادة المبكرة والإجهاض وتحتاج إلى زيادة السوائل المغذية . - الولادة المبكرة وانقباضات الرحم حيث يساعد الجفاف على زيادة حدوث هذه المشكلة وبالتالي يجب عدم الصيام. - زيادة الأملاح والصديد في البول . حيث إن منع السوائل يؤدي إلى مضاعفة المشكلة وتطورها. ويوضح “فؤاد” أن الأشهر الأولى من الحمل تتسم بانخفاض ضغط الدم وقيء مستمر وشعور بالتعب والدوار والإعياء وذلك بسبب التأثير المبكر لهرمونات الحمل،وقد وجد في بعض الدراسات أن الصيام في الأشهر الأولى من الحمل قد يرتبط بنقص في وزن الجنين عن المتوقع وبالتالي يفضل عدم الصيام في الأشهر الثلاث الأولى من الحمل. وإن أفضل الشهور للصيام هي الرابع والخامس والسادس من الحمل حيث إن الأعراض المرتبطة بالشهور الأولى تكون قد اختفت وأيضا نسب حدوث المضاعفات والولادة المبكرة في هذه الشهور أقل . ولا يفضل الصيام في الشهر الأخير من الحمل وذلك بسبب الضغط الشديد من الجنين وأيضا لتجنب انقباضات الرحم والولادة المبكرة. ويعطى الدكتور وليد فؤاد أستاذ أمراض النسا والتوليد روشتة توجيه وإرشادات للمرأة الحامل في شهر رمضان وهى : - تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة. - شرب كميات كافية من المياه والسوائل بين الإفطار والسحور. - يفضل تناول كوب من اللبن والتمر قبل البدء بالإفطار لتهيئة المعدة للإفطار. - تجنب ملء المعدة مرة واحدة مع الإفطار وهو ما قد يؤدي إلى القيء أو اضطرابات المعدة ومنع الأكل طوال الليل. - يفضل تقسيم الوجبات على مراحل، فيتم تناول الإفطار على مرتين ثم وجبه خفيفة مساء ثم السحور. - الالتزام بأكل غذاء يحتوي على نسبة كبيرة من البروتين مثل: اللحوم والأسماك. - الإكثار من الفواكه والخضراوات لما فيها من أملاح معدنية وفيتامينات تحافظ على كفاءة الجسم. - تجنب الأطعمة الدهنية التي تؤدي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي والشعور بالشبع غير الحقيقي. نصائح ضرورية الدكتورة ضحى عبده محمد أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية ورئيس قسم التغذية وعلوم الأطعمة بالمركز القومى بالبحوث توضح أنه يمكن للمرأة الحامل أن تصوم رمضان مع إتباع الإرشادات التالية: - يجب أن تكون وجبة الإفطار على شوربة ساخنة ويتم تناولها فى بداية الإفطار بعد التمر مباشرة؛ لتنشيط المعدة بعد فترة الصيام الطويلة. أيضاً يجب أن تحتوى وجبة الإفطار على خضراوات طازجة وأن يكون البروتين متنوعا بين النباتى والحيوانى وأن تحتوى الوجبة على الأرز أو المكرونة أو الخبز كمصدر للكربوهيدرات. - يجب الابتعاد تماماً عن الأطعمة عالية الدهون والمخللات وتقليل تناول الحلويات. - الابتعاد عن المشروبات الغازية تماماً . - الحفاظ على تناول وجبة السحور وأن تكون متأخرة جداً قرب الفجر وأن تحتوى على الزبادى والبيض والخضراوات الطازجة والخبز البلدى والحبوب الكاملة كمصدر للألياف الغذائية، كما يجب تناول الماء قبل الفجر مباشرةً (ولكن ليس بكميات كبيرة حتى لا يحدث قئ) حتى تحافظ على جسمها رطب خلال فترة الصيام لأن إصابتها بالجفاف يشكل خطورة عليها وعلى الجنين. - يجب أن تحرص المرأة الحامل على عدم التعرض للشمس لفترات طويلة أثناء الصيام حتى لا تفقد السوائل الموجودة بجسمها وتصاب بالجفاف. وأيضاً يجب ألا تقوم بأعمال منزلية شاقة أثناء الصيام. - يفضل ممارسة أى نشاط رياضى خفيف وأن يكون بعد الإفطار.