تتعمد بعض وسائل الإعلام تشويه صورة المجتمع المصري داخليا وخارجيا، مع المغالاة في وصفهم أو توضيحهم لبعض القضايا، ومؤخرا اعتبرت بعض وسائل الإعلام أن الإلحاد ظاهرة منتشرة في مصر، وغالت في عرض الأمر هادفة إلى تصدير صورة مشوهة عن مصر والإسلام في الغرب، ورغم أنها مجرد حالات فردية أظهرها بعض الإعلام على أنها ظاهرة مستشرية في جسد الوطن.
السبب الرئيسي وراء هذه الحالات الضالة هو ما تبثه الجماعات المتشددة من سموم وأفكار في عقول أبنائنا، ففتاة مثل ضحى. م ابنة العشرين ربيعا، تحولت هي الأخرى من النقيض إلى النقيض، ورغم كونها ابنة واحدة من أكبر عائلات محافظات الدلتا، إلا أنها قررت في لحظة من التخبط والتشوه الفكري عدم وجود خالق من الأساس.
دعاة الجهل
لم تكن الوسطية الفكرية في أسرتها هي السبب فيما وصلت إليه من أفكار ومعتقدات، بل تأسيسها منذ نشأتها في مساجد يأمها دعاة الجهل والفتنة، وحضور دروس شبه يومية مع من يمثلون دعاة التغيب العقلي وتدمير قواعد ثابتة في أذهان أبنائنا، فكما تقول ضحى، شهدت أعوامها الماضية أفكار مغلوطة ومربكة ومخيفة أحيانا عن وجود الرب ومعناه وقدراته، حتى من جانب بعض مدرسيها في المدرسة والذين يعتبرون بطبيعة حال مجتمعنا الريفي من أفراد العائلة أو أصدقائها، مما وصل بها إلى بعض الفتيات من بنات العباءة السوداء.
الالتزام بالطاعة
مع العباءات السوداء ظلت حياة ضحى باللون الأسود في كل شيء، وتحولت أحلامها الوردية إلى شاشة مظلمة لا تعرض شيئا، ومع الوقت اعتاد عقلها عدم التفكير والتزام الطاعة العمياء بينما تظن أنها ترضي خالقها بكل ما تنفذ من أوامر تحسبها إلهية، لتفيق من غيبوبتها الفكرية مع مجموعة من التناقضات في أقوال من يوجهونها، وأحيانا كثيرة يكون التناقض بين القول والفعل الممارس من قبلهم، وحينما امتلكت ضحى عقلها فقدت السيطرة عليه فقد رفض استقبال أية أوامر أخرى، ووصل بها الأمر إلى القول بأن الرب غير موجود وأنه إن كان موجودا فهو غير عادل ولا يحبنا كما يدعي.. أي حقد أسقيتموه لهذه الغافلة، كيف تحولت من ملاك لا يعرف معنى الخطيئة إلى كاره لكل المقدسات والأديان.
الإلحاد الوهمي
الدكتور عبدالله عزب وكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر يفسر ما تناوله الإعلام خلال الفترة الماضية بخصوص الإلحاد ضاربا المثل بعنوان "كرهت الله" الذي نشر في العدد الورقي للبوابة نيوز منذ فترة قائلا: هذا العنوان الذي ينم على الإلحاد ظاهرة لايمثلها إلا قلة من العلمانين والتويريين الذين يتحللون من الدين باسم الحرية والتنوير والتحضر والمدنية، كذلك يمثل هذا قلة من التكفيريين من داعش وغيرها من غلاة المتسيلفة الذين يتشددون باسم الله وباسم الدين، مما ينفر النشأ وغيرهم من العوام من كل شيء له صلة بالله تعالى أو بدينه.
ومن هنا ظهر جماعة يلحدون بالله تعالى بسبب تنفير قادتهم وتشددهم وغلوهم في نصوص الكتاب والسنة ولا يوجد في دين الله ما يدعو إلي هذا التطرف والغلو أو الإرهاب، وإنما الدين يدعوا أولا إلى توحيد الله عز وجل وإلى التسامح والوسطية في فهم نصوص الكتاب والسنة، وإلي التعاون والتراحم بين كافة أفراد الوطن دون التفريق بين دين أو جنس أو لون أو عرق، فالجميع له حق التعايش والمواطنة، حفظ الله الوطن حفظ الله مصر قيادة وشعبا.
الترويج للأفكار المتطرفة
وأكد الدكتور عبدالله عزب أنه لا يجب على الإعلام الوطني المتزن أن يروج لمثل هذه الأفكار المسيئة، وألا يشارك في المؤامرة الهادفة إلى تشويه صورة الدين أولا في عقول أبناءنا، وتشويه صورة مصر والإسلام أمام الغرب، للإبقاء على الأفكار الهدامة بين المجتمعات العالمية بانتهاج الكره والبغضاء والعداء بين شعوب خلقها الله لتتعارف ولتعمر في الأرض.