السبت 1 يونيو 2024

القصة الكاملة.. 12 سببًا لتصدر مصر دول العالم في الطلاق

8-9-2017 | 23:44

كتب- عوض سالم وخلود الشعار

 

أرجع خبراء نفسيون وأسريون وعلماء دين، تصدر مصر للمرتبة الأولى عالميًا في ارتفاع حالات الطلاق خلال السنوات الأخيرة، إلى عدة أسباب منها انهيار القيم المجتمعية والدينية واقتحام الوسائل التكنولوجيا للبيوت المصرية وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي ساعدت في انتشار الخيانة الزوجية، فضلا عن العمل على إعلاء أنا لدى الزوجة وتمردها على القواعد الشرقية، وتدمير العلاقة الحميمة وإطلاع الغرباء والأهل على الأسرار الزوجية وغيرها.

 

في التقرير التالي يبحث «الهلال اليوم» ويحلل أسباب الظاهرة وسر ارتفاعها خلال السنوات الأخيرة وسبل مواجهتها وحماية الأسر المصرية من التفكك.

 

250 حالة طلاق يوميًا

مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء المصري، أصدر تقريرا، ضم إحصاء مثيرا حول نسب الانفصال الزوجي "الطلاق" في مصر، يؤكد أنها الأعلى عالميا.

 

وبحسب الإحصاءات والبيانات الرسمية، فإن كل 4 دقائق تقع حالة طلاق واحدة، وإن مجمل حالات الطلاق على مستوى اليوم الواحد تتجاوز 250 حالة، لا تتجاوز فيها بعض حالات الزواج أكثر من عدة ساعات بعد عقد القران، وتسمر أخرى إلى نحو ثلاث سنوات لا أكثر، بينما وصلت حالات "الخلع" عبر المحاكم أو الطلاق خلال العام الماضي 2015 إلى أكثر من ربع مليون حالة انفصال.

 

28 مليون مصري في محاكم الطلاق

الأمم المتحدة أكدت أيضًا في إحصاءات سابقة، أن نسب الطلاق ارتفعت في مصر من 7% إلى 40% خلال نصف القرن الماضي، ليصل إجمالي المطلقات في مصر إلى 4 ملايين مطلقة.

 

وتؤكد الإحصاءات الرسمية أن المحاكم المصرية، شهدت تداول نحو 14 مليون قضية طلاق في عام 2015، يمثل أطرافها 28 مليون شخص، أي نحو ربع تعداد سكان مصر.

 

التكنولوجيا تدمر

في هذا السياق، تقول منى أبو شنب، استشاري العلاقات الأسرية، إن أسباب تصدر مصر للمركز الأول عالميًا في ارتفاع حالات يرجع إلى عدة أسباب رئيسية منها ما يتعلق بالتربية ومنها ما يرتبط بالعادات والتقاليد المجتمعية، فضلا عن الاستخدامات السيئة  لتكنولوجيا العصر، الرسالة الإعلامية الغير مضبوطة.

 

وأكدت استشاري العلاقات الأسرية لـ«الهلال اليوم» أن ارتفاع نسبة الطلاق تكمن في سوء تربية للأطفال والتعامل في المنزل في المقام الأول، ثم يأتي بعد ذلك سوء العلاقة الحميمة بين الأزواج، وكثرة الاعتذار من الزوجة بسبب انشغالها بأطفالها ومنزلها وعدم الاهتمام بنفسها ومظهرها داخل المنزل.

 

ولفت إلى أن اقتحام الثقافات الأجنبية الدخيلة للمنازل المصرية دمرت العلاقات الأسرية بعضها يرتبط بالحرية المطلقة وعدم التقيد بشروط المجتمع وتقاليده مثل الضوابط الموضوع في يد الرجل الشرقي التي تسعى النساء للتمرد عليها بما يعد كارثة كبرى، مشيرة إلى وسائل الإعلام تبث ثقافات مدمرة للعلاقات الزوجية والعمل على إبراز ندية المرأة للرجل والتمرد على قواعده مما يؤدي إلى هدم البيوت، ولا بد من ضبط الآلية الإعلامية لذلك.

 

وأفادت "أبو شنب" أن مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك لعب دورًا كبيرًا في ارتفاع نسبة الطلاق، بعد انتشار الخلل الفكري في التعامل معه واستخدامه بطريقة غير سليمة، فضلا عن أنه ساهم في تسهيل عملية الخيانة الزوجية  بشكل فج في المجتمع.

 

خريطة للمواجهة

وانتقدت خبيرة العلاقات الأسرية، مؤسسة الأزهر الشريف والمجلس القومي للمرأة، لعدم تصديهما لتلك الثقافات الغريبة ووضع برنامج ديني واجتماعي لإعادة الطبيعة الأسرية إلى رونقها السليم وانتزاع تلك الثقافات الغريبة.

 

وأشارت إلى أن هناك أسباب أخرى عديدة أدت إلى ارتفاع نسبة الطلاق منها اقتحام الأهل لحياة الزوجين والإطلاع على الأسرار الخاصة، يأتي ذلك بجانب القوانين المجحفة ضد الرجل مثل قانون الأسرة التي يظلم الزوج بشكل كبير وشجع المرأة الانفصال وتدمير البيت.

 

وشددت على ضرورة تكاتف أجهزة الدولة من أجل مواجهة تلك الظاهرة التي تدمر الأسرة بأكملها، والتخلي عن الاهتمام بجانب واحد وهو تشجيع المرأة على ندية الرجل، يأتي ذلك مع التخلي ثقافة القهر والظلم والمنتشرة في البيت المصري.

 

وتابعت:" أن المرأة تسعى دائمًا وتلح على زوجها من أجل تأمينها حتى لا يتخلى عنها في وقت من الأوقات مثل طلب كتابة الشقة باسمها، فضلا عن المغالاة في المهور والذي أدى إلى عزوف الشباب الزواج مما أدى إلى ارتفاع نسبة العنوسة وسط الفتيات إلى 13 مليون".

 

أسباب متعلقة بالمرأة

الدكتور زينب مهدي، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، قالت إن مصر بالفعل تتصدر قائمة ارتفاع نسب الطلاق عالميًا، ولكن وصول لهذه النسبة يرجع إلى العديد من الأسباب السيكولوجية

 

وعن الأسباب المتعلقة بالمرأة، قالت لـ"الهلال اليوم" إن المرأة تعتبر الزواج عبارة عن "شقة ومهر وفلوس ومظهر جيد" فقط، فهذه أصبحت أغلب متطلبات الفتيات، فضلًا عن التربية التي تراجعت، حيث كان حديث الأم للفتاة قبل الزواج مختلف تمامًا عن الوقت الحالي، فكان قديمًا عن كيفية طاعة الزوج وحماتها وأسرته بالكامل والمحافظة على المنزل، ولذلك كانت الزيجات معمرة.

ولفتت إلى أن حديث الأم الآن للفتاة انعكس تمامًا، بالإضافة إلى أنه هناك شريحة من الفتيات تُدرك الحرية بشكل خاطئ.

 

أسباب متعلقة بالرجل

أما عن الأسباب المتعلقة بالرجل، فأوضحت أنها تكمن في عدم تحمل المسئولية، حيث أن هناك العديد من الرجال لا تستطيع تحمل المسئولية، بل يتخذون الزواج على أساس أنه إشباع جنسي بحت، دون أن يعرف حقوق المرأة.

 

وبينت أن التربية تلعب دورًا هامًا أيضًا، حيث أن الرجال تربوا على أنهم رجال دون توضيح معنى "الرجال قوامون"، والتي تعنى "كثير القيام" بكل ما يرضي زوجته، مؤكدة أن الله عز وجل أعطى الرجل القوة العضلية لخدمة زوجته وحمايتها والحفاظ عليها، وهذا ليس بأمر سيئ، ولكن 99% من الشباب لا يفكرون في هذا الأمر إطلاقًا.

 

وأكدت، أن المعروف لدى الفتيات إنهن يلجأن "للفضفضة"، ولكن الغريب في الأمر أن يقوم الزوج بالإفصاح عن أسرار بيته للآخرين، والتي وصلت في بعض الأحيان للإفصاح عن أسرار العلاقة الحميمة للآخرين، سواء الأم أو الأب أو الأخوات أو غيرهم، مشيرة إلى أن هذا الأمر مهين بشكل كبير للغاية.

 

وتابعت:" أمه لا يجب أن يكون هناك نرجسية في التعامل بين الطرفين، وسعي الرجل لإرضاء نفسه، وهذا ظهر في قصية الاغتصاب الزوجي، وسعيه لإرضاء نفسه جنسيًا دون الالتفات للزوجة، وكأنها "وعاء" لتفريغ طاقته الجنسية فقط".

 

أزمات نفسية

أما الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، قال إنه هناك بعض الدول التي لا تعترف بتسجيل نسب الطلاق، والبعض الآخر لا يسجله مثل السعودية وغيرها من الدول الأخرى.

 

وأضاف لـ"الهلال اليوم"، أن أسباب ارتفاع نسب الطلاق في مصر ترجع للتسرع في الزواج، بالإضافة إلى الانهيار الأخلاقي والثقافي وانتشار المخدرات  وعقاقير تقوية العلاقة الحميمة التي تؤدي إلى العديد من المشاكل الأسرية، مشيرًا إلى أن الإعلام قد يكون أحد أهم الأسباب، لأنه يركز على المشكلة بل ويزيد منها من خلال عرضها بطرق شتى.

 

وأضاف، أن «السوشيال ميديا» لها دور أساسي في ارتفاع نسب الطلاق، نتيجة ما يتداول عليها من أخبار وقصص وحكايات لأشخاص آخرون مروا بنفس التجربة، لافتًا إلى أنه لا يجب تصديق أن مصر أعلى دولة في نسب الطلاق، لأنه هناك دول لا تعترف به، نتيجة أن الزواج قد يحدث سريعًا وكذلك الطلاق، وبالتالي لا يتم تسجيلها، ولذا لا يجوز إطلاق الحكم على مصر بأنها الأعلى في هذه النسب.

 

البعد عن الدين وفتنة الأرض

الشيخ وحيد أبو الفضل، الداعية الإسلامي، قال إن أهم أسباب الطلاق سوء الاختيار سواء كان من الرجل أو من المرأة، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير."

 

وأضاف أبو الفضل لـ"الهلال اليوم"، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيضًا: "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"، ولكن اليوم الاختيار أصبح قائمًا على أسس المظاهر والماديات، مضيفًا أنه من أسباب الطلاق أيضًا عدم معرفة حقوق الزوج للزوجة والعكس.

 

الحقوق والواجبات

وأكد، أن الزوجة لها حقوق وعليها واجبات، كذلك الزوج له حقوق وعليه واجبات، مشيرًا إلى أنه من الأسباب أيضًا الواضحة في المجتمع مسألة الإنجاب البنات فقط، فيقوم بعض الرجال بتطليقهن ظنًا منه أنها السبب في عدم إنجاب الذكر، وهي في الحقيقة لا ذنب لها، كذلك العقم من أسباب الطلاق.

 

وأوضح، أنه أن الله عزوجل قال: "يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور"، فضلًا عن أنه من أسباب الطلاق بعض المشاكل المادية التي تمر على بعض الأشخاص، بالإضافة إلى أمر أخر ألا وهو فرض أولياء الأمور على أولادهم من سيشاركهم في حياتهم، ويظنون أن من يتزوج من يحبه فهذا عيب وهذا خطأ، فمن أحب شخصًا وأراد أن يتزوجه فهذا هو الأصل، مؤكدًا أن جماعة جاءت للنبي وقالوا "يا رسول الله عندنا يتيمة وجاءها رجلان رجل موسر غني يعني والثاني فقير نحن نريد لها الغني وهي تحب الفقير، فقال النبي لم نر للمتحابين مثل النكاح".

 

وناشد الرجل والمرأة بأن يتحملوا بعضهم البعض حتى لا يشرد الأولاد، قائلًا:"من أحب الأشياء للشيطان الطلاق".