24-6-2023 | 08:12
أحمد عبدالعزيز
يعتبر مرض الصرع من أكثر الأمراض إزعاجا للبشرية كلها، فالإصابة به معاناة شديدة للمريض ولعائلته، في هذا التحقيق نقترب كثيرا من حكاية هذا المرض المخيف، وطرق العلاج، ووسائل الوقاية إن أمكن.
يقول الدكتور وائل نور الدين استشارى المخ و الأعصاب وعضو الجمعية الأمريكية للمخ والأعصاب إن مرض الصرع عبارة عن نوبات متكررة من الغياب عن الوعى نتيجة التغير فى كهرباء المخ، فيظهر المريض عند الإصابة بالنوبة بعين مغلقة وإصدار صوت آنين مع القيام بالحركات العشوائية.
ويعتبر أحد أهم أسباب هذا المرض هو السبب الوراثى سواء من الأب والأم وغيرهم وأيضا الإكثار من تناول بعض الأدوية نتيجة بعض الأمراض والتعرض للأشعة الكهربائية يمثل خطرا كبيرا وسبب مباشر فى الإصابة به.
والتعامل مع التليفون المحمول وهو فى وضع الشحن سواء بالتحدث به أثناء الشحن أو حتى لمس التليفون لمدة طويلة وهو مازال فى عملية الشحن.
وفى بعض الحالات يكون السبب تناول المخدرات والسجائر بشكل مبالغ فيه والذى يؤدى إلى تلف بعض الأنسجة وتغيير فى المواد الكيميائية للجسم والذى بدوره يؤدى إلى اختلال وظائف المخ فيصيب الشخص بالصرع.
ومن أهم وأكتر طرق الوقاية من الإصابة بالصرع هو تثبيت موعد الدخول إلى النوم، فالمحافظة على الساعة البيولوجية للمخ أمر ضرورى جدا فى الوقاية من كافة الأمراض وعلى رأسها مرض الصرع وعلى جانب آخر هناك تعليمات وإسعافات أولية ضرورية جدا يجب اتباعها لكل أفراد أسرة المريض بالصرع أو المحيطين به، أولا: يجب معرفة أن كل غياب عن الوعى لا يعتبر نوبة صرع، فالغياب عن الوعى له ثلاث صور: الأولى نتيجة كهرباء غير منتظمة فى المخ وهذا هو موضوعنا، الثانية: تقلبات فى نبضات القلب، الثالثة: نتيجة لمرض نفسى، لذلك وجب التفرقة.
و نحن ننصح أسرة المريض دائما بوجود قطعة أو منديل من القماش فى كل مكان فى المنزل أو العمل أو أى مكان يستقر به المريض، وحينما تأتى نوبة الصرع نقوم بوضع تلك القطعة فى فم المريض حيث تكون حاجزا بين الفك الأعلى والسفلى لمنع تعرض لسانه للضرر أو العض.
وأيضا يجب وضع المريض على جانبه ثم نترك المريض بمفرده دون فعل أى شيء يتعرض لحاسة من الحواس الخمسة لأن نوبة الصرع تأخذ خمسين ثانية تقريبا وتنتهى، ولكن تزيد المدة على ذلك فى حالات التعرض للحواس الخمسة للإنسان فمثلا: لمس المريض أثناء النوبة يزيد من مدتها، وكذلك رفع صوت الاستغاثة مثلا من المحيطين به وهذا متعلق بحاسة السمع وأيضا وضع قطعة من البصل أو رائحة نفاثة بالقرب من أنف المريض يزيد من مدة النوبة والضوء العالى كضوء التلفاز حتى أو ضوء الغرفة يزيد من حدة النوبة، لذلك يجب غلق كل الأضواء بجانب المريض فالالتزام بهذه التعليمات يحد من مدة النوبة وحدتها.
وبعد استفاقة المريض من النوبة هناك بعض الأعراض التى يشعر بها مثل: الصداع المزمن وعدم التركيز بالنسبة الكاملة والشعور بالنعاس، لذلك يجب ترك وقت كافٍ لراحة المريض بعدها، وهناك حالة خطيرة جدا تتطلب استدعاء الإسعاف على الفور والدخول إلى المستشفى وهى تعرض المريض لنوبة صرع فى الفترة ما بين الاستفاقة من النوبة وفترة الوصول إلى تركيزه، وهذا مؤشر خطير جدا لأن هذا يعنى وجود حالة مستمرة من التشنج من الممكن أن تعرض حياته للخطر، لذلك يجب التحرك فورا إلى أقرب مستشفى مجهز ويكون عامل الوقت هنا هاما جدا، كما تسبب كثرة نوبات الصرع في ضعف الذاكرة بالإضافة إلى تقليل الذكاء لدى المريض ولعلاج هذا المرض هناك بعض العقاقير والأدوية الخاصة لجميع فئات العمر المختلفة ولا صحة حول أن مرض الصرع ليس له علاج على الإطلاق.
وتقول الدكتورة هبة الله حبيب إن أسباب هذا المرض عضوية فى المقام الأول حيث إنه ينتج عن أسباب وراثية فى أغلب الحالات أو نتيجة ورم فى المخ أو بعض الكدمات التى أحدثت أثرا سلبيا على المخ، وهناك أيضا شق نفسى قد يسبب مرض الصرع، وهو يكون نتيجة الضغوط النفسية المتكررة التى يتعرض لها الشخص سواء فى العمل أو الحياة الاجتماعية يصاحبه عدم انتظام فى مواعيد النوم وأيضا معدلات الأكل.
كل هذا قد يؤدى فى المستقبل إلى الإصابة بهذا المرض، ويحتاج مرض الصرع إلى تعامل خاص مع المريض، فبالنسبة للأطفال يجب تأهيل الطفل نفسيا وإدراك الطفل لهذا المرض أولا وأعراضه ويجب أن نعلمه بضرورة تقليل مشاهدة التلفاز واستخدام الهاتف والتعرض للضوء لمدة طويلة.
وهنا يجب أن نعامل الطفل بحنان أكثر، ولا نجعله يشعر بأنه طفل محروم لكن هناك ظرفا وسوف يمر مع متابعة مواعيد علاجه، وسلوكه، دون أن يشعر أنه مراقب.
وبالنسبة لكبار السن فيجب أن نتعامل بحرص شديد مع مرضهم بمعنى عدم ترك المريض مثلا يقود سيارته بمفرده أو يسير فى أماكن مرتفعة ومتابعة العلاج بانتظام وحل جميع المشاكل النفسية المحيطة به لأننا دائما نؤمن بأن الحالة النفسية لأى مريض تمثل النسبة الأكبر من العلاج