التصلب المتعدد يعتبر مرضا مناعيا، ويكون الجهاز المناعي المسئول عن حماية الجسم من الأجسام الغريبة هو من يقوم بمهاجمة خلايا جسم المريض و خاصة خلايا الجهاز العصبي ويعرف التصلب المتعدد بعدة أسماء منها مرض التصلب المتناثر، و أيضا يسمى فى بعض الدول العربية بمرض التصلب اللويحي أجرت “طبيبك الخاص “ حوارا مع الأستاذ الدكتور ماجد عبد النصير أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب بكلية طب قصر العيني لرفع الوعي المجتمعي حول مرض التصلب المتعدد وتصحيح المعلومات الخاطئة عنه. ما المقصود بمرض التصلب المتعدد؟ مرض التصلب المتعدد مرض مناعي، حيث يحدث اضطرابا بجهاز المناعة الذي خلقه الله ليتصدى لأية ميكروبات أو فيروسات أو بكتيريا تهاجم الجسم، فيتحول جهاز المناعة إلى عدو يهاجم الجهاز العصبي المركزي (المخ والحبل الشوكي) ولماذا سمي بالمتعدد؟ كلمة “متعدد” تعني أنه يمكن أن يهاجم أماكن متعددة في الجسم، وكذلك يهاجم المريض في أوقات متعددة فتحدث هجمات وانتكاسات للمريض ووفقا للمنطقة التي يهاجمها جهاز المناعة تبدأ شكوى المريض من الأعراض ما أشهر الأعراض التي تظهر على مريض التصلب المتعدد؟ أعراض التصلب المتعدد تظهر بشكل مفاجئ للمريض وتختلف الأعراض في حدتها حسب درجة الإصابة ومكانها وأشهر هذه الأعراض التهاب العصب البصري، مما يؤدي إلى تشوش بالنظر أو الرؤية أو ازدواجية أو عدم تمييز الألوان، و خلل في الجهاز الحركي والإحساس كحدوث تنميل في الأطراف أو اضطراب في الاتزان كحدوث دوار ودوخة، أو اضطراب في الجهاز الحسي مثل التنميل أو الشكشكة أو الكهرباء بشرط استمرار تلك الأعراض لفترة 24 ساعة على الأقل. كيف يتم تشخيص هذا المرض؟ عن طريق سحب عينة من السائل الشوكي وتحليلها للكشف عن أية تغيرات غير طبيعية أو بأشعة الرنين المغناطيسي للدماغ واختبار قياس السيالات العصبية. هل هذا المرض ينتشر أكثر بين النساء أم الرجال؟ في الحقيقة التصلب المتعدد يصيب السيدات أكثر من الرجال، أسوة بغيره من الأمراض المناعية كالروماتويد والذئبة الحمراء. في أية سن يظهر هذا المرض؟ يبدأ هذا المرض في الظهور من سن 20 إلى 40 سنة أي يصيب الشخص في سن الشباب. هل هناك إحصائيات بنسبة انتشاره؟ يصل عدد مرضى التصلب المتعدد في العالم تقريبا حوالي 3 مليون مريض، وتعد مصر من الدول المتوسطة في نسب حدوث المرض. ماهي خطورة هذا المرض التي جعلت العالم يهتم به على الرغم من قلة عدد المصابين به؟ الاهتمام العالمي بالمرض رغم قلة عدد المصابين به يرجع إلى خطورته كونه يهاجم الأعمار من 20 إلى 40 سنة أي سن النشاط والحيوية والإنتاج في المجتمع، لذا الإصابة به تحول المريض لشخص غير منتج يمثل عبء على المجتمع وعلى اقتصاديات الدول. هل يوجد علاج للتصلب المتعدد؟ مرض التصلب المتعدد كغيره من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر لا يشفى نهائيا، ولكن يمكن السيطرة عليه والتعايش معه دون منغصات بالالتزام بالأدوية التي يحددها الطبيب المعالج ضمن الخيارات العلاجية المتاحة وفقا لحالة كل مريض والهدف منها جميعا هو تثبيط حدة جهاز المناعة الثائر الذي يهاجم الجسم وضبط أدائه، بالإضافة إلى علاجات أخرى للأعراض الناجمة عن المرض ولابد من أن نؤكد على أن ما يناسب حالة مريض قد لا يناسب غيره. كيف يمكن التعايش مع التصلب المتعدد؟ يجب أن يعرف المريض أن أى مثير قد يسبب نشاطا لجهاز المناعة يؤدي إلى ظهور أعراض أو حدوث انتكاسات للمريض، و لذا يجب على المريض إبقاء جهاز المناعة في حالة هدوء قدر الإمكان والالتزام بنمط حياة صحي من نشاط بدني وتغذية صحية و البعد عن التعرض للحرارة على سبيل المثال حرارة الشمس أو عند الاستحمام بالماء الساخن أو التعرض للهواء الساخن، لذلك ينصح المريض دائما بتجنب الحرارة قدر الإمكان. مع العلم أن هناك بعض العوامل تزيد اضطراب جهاز المناعة مثل الإرهاق الشديد سواء البدني أو النفسي، وكذلك التدخلات الجراحية حتى البسيط منها مثل خلع الأسنان، لذلك يجب على المريض إخبار الطبيب المعالج قبل أى تدخل جراحي.