16-9-2023 | 09:47
أحمد فاخر
ينصح الأطباء بالمكملات الغذائية للحوامل والأطفال في أغلب الوقت، ويعتمد عليها أغلب الرياضيين وخاصة من يمارسون الرياضات العنيفة وكمال الأجسام، لكن هل المُكملات الغذائية صحيّة دائمًا أم أن لها أضرار لا نعرف عنها شيئًا؟. لنتعرف معًا على الآثار الجانبية لها، ومتى يمكن أن يشعر الإنسان أنه في احتياج لها.
بدأ حديثه معنا الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية وقال: إن المكملات الغذائية عبارة عن تعويض أي نقص في العناصر الغذائية الأساسية الهامة لبناء الجسم أو بعض المركبات الصحية، حيث اكتشفنا مؤخراً أن الغذاء لا يحتوي فقط على عناصر غذائية أساسية مثل البروتين والسكريات والنشويات والدهون والفيتامينات والمعادن بالإضافة للألياف، والتي تختلف نسب تلك العناصر مع اختلاف مصادر الطعام سواء بروتين حيواني أو نباتي، ويختلف البروتين الحيواني عن مثيله النباتي في أن الأول يتميز باحتوائه على جميع الأحماض الأمينية، وخاصة الأساسية منها التي لا يستطيع الجسم تكوينها بنفسه ، ويجب أن يكتسبها من الخارج مثل الميسيلين والليسين والتريتوفان، وتلك ليست مشكلة كبيرة للنباتيين الذين لا يتناولون البروتين الحيواني، بحيث يمكن التعويض عن هذا النقص في الأحماض الأمينية عن طريق إضافة بعض الأشياء مثل أن نطلب ممن يتناول مأكولات كالبقوليات (الفول والفاصوليا والعدس واللوبيا) أن يضع عليها قدرا من سلاطة الطحينة المصنوعة من السمسم لتعويض نقص الأحماض الأمينية الكبريتية، أما الحبوب مثل القمح والشعير والذرة والبطاطس ومصنعاتها من المكرونات والشعرية فهي غنية بالنشويات وليست البروتينات.
ومن جهة أخرى أضاف الشوبكي أهم الفيتامينات المضادة للأكسدة هو فيتامين (هـ) أو (E) والذي يتوفر في جميع الزيوت النباتية، حيث يعتبر هاما جداً لأنه يقي الجسم من كثير من المشاكل الصحية.
وبالتالي فكل نوع من الفيتامينات المختلفة له دور هام في تكوين جزء من الجسم، حيث إن الشخص الذي لديه نقص في الحديد فهو يعاني من الأنيميا، ونقص الزنك يؤدي إلى تأثر في كل من النمو وقوة الجهاز المناعي للجسم، والنقص في فيتامين (أ) يؤدي إلى تأثر في قوة الإبصار والقدرة الجنسية، والنقص في فيتامينات (ب) المركبة يؤدي إلى حدوث خلل في الجهاز العصبي بالإضافة لأن قدرة الجسم على تحويل السكريات إلى طاقة سوف تقل بشكل ملحوظ، والنقص في فيتامين (د) يؤثر على قوة العظام والمفاصل، ونقص فيتامين (ك) يؤثر على سيولة الدم، أيضاً النقص في فيتامين (ج) يؤثر بشكل سلبي على كفاءة الجسم ونشاطه، لأنه من الفيتامينات المضادة للأكسدة وهام جدا للأنسجة الضامة والحفاظ على كفاءة الجهاز المناعي.
و أشارت الدكتورة عفاف عزت أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية إلي أنه لتعويض هذا النقص في الفيتامينات للحفاظ على الجسم بشكل سليم يكون أمامنا طريق من الاثنين، وهما:-
- تعديل أسلوب تناوله للطعام وإجباره على تناول أطعمة تحتوي على الفيتامين التي يحتاجها الجسم، فمثلاً إذا كان يعاني من أنيميا نقص الحديد يمكن أن أجعله يتناول أغذية غنية بالحديد مثل الكبدة أو بإعطائه وجبة غنية بفيتامين (ج) وحتى يتم امتصاص الحديد للجسم جيداً يجب أن يختزل وهذا هو دور فيتامين (ج)، وبالتالي يساعد الجسم على امتصاص الحديد، وبالتالي تحدث استفادة بشكل أكبر.
- إعطاؤه تلك الفيتامينات على شكل مكملات غذائية لتعويض هذا النقص، ويحدث ذلك خاصة مع الأطفال الذين يرفضون تناول الأطعمة الصحية، وأيضاً يعتمد الكثير من لاعبي كمال الأجسام على المكملات الغذائية التي تعمل على زيادة حجم العضلة وقوة بنيانها، وذلك بتناولها خاصة الأحماض الأمينية التي ثبت تأثيرها الكبير جداً في نمو العضلة، والتي تسمى (الأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرعة) وهي مثل (الليوسين) و(الأيزو ليوسين)، ولكن بشرط تناولها بجرعات محددة بناء على استشارة طبيب متخصص.
وأضافت الدكتورة ضحى عبده أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية من أشهر الأمراض التي تحتاج للمكملات الغذائية هو مرض أنيميا نقص الحديد في الدم، وتعانى منه النساء خاصة، نتيجة لكثرة الإنجاب، حيث إن الجنين يتغذي بشكل دائم على الأم أثناء فترة الحمل، كما تزيد نسبة انتشار هذا النوع من الأنيميا بين الفتيات صغيرات السن بسبب فقدان كميات من الدم المحمل بالهيموجلوبين بشكل كبير خلال الدورة الشهرية، وبالتالي إن لم تقم الفتاة بتناول وجبات صحية سليمة لتعويض هذا الهيموجلوبين المفقود، تقل نسبته بالدم داخل الجسم وتعاني من الأنيميا، كما أيضاً تنتشر بين كبار السن الذين ليس لديهم المقدرة على تناول الأغذية الصحية المفيدة بسبب إصابتهم بأمراض معينة أو سقوط الأسنان.
ومن غير المعروف أن هناك بعض المواد التي إن تناولها الإنسان تؤثر على امتصاص الحديد في الجسم، وبالتالي لم يستفد الجسم من الأطعمة المليئة بالحديد إن تناول الإنسان تلك المواد بعد الأكل مباشرة، وأشهر تلك المواد هي (حمض الفايتيك) التي بمجرد أن تلقى الحديد تعمل على الالتفاف حوله، وبالتالي لا يراه الجسم، وبالتالي لا يمتصه أبداً، لذلك فالأشخاص المعرضون للإصابة بالأنيميا يجب عليهم تجنب الأغذية التي تقلل امتصاص الحديد مثل الفول والخبز الأسمر والشاي والقهوة والمياه الغازية بشكل كبير، والاهتمام بتناول الأغذية الغنية بفيتامين (C) أو (ج) مثل الجوافة والبرتقال والفلفل الأخضر، والتي تحتوي على الحديد مثل العسل الأسود والسبانخ والكبدة، وبهذا ينتقون نوعية الطعام التي تساعد الجسم على الاستفادة بأكبر كمية من الحديد، فليس مجرد تناول أطعمة بها حديد، ولكن العمل على زيادة امتصاص الجسم له أيضاً.