السبت 1 يونيو 2024

«أوشريا.. ساع آوي».. ساعة الصفر النوبية في قلب المعركة

6-10-2017 | 20:34

لعبت اللغة النوبية دورًا كبيرًا في حرب أكتوبر عام 1973، وفي طي الحديث عن البطولات والمواقف البارزة في الذكرى الـ 44 لانتصارات أكتوبر، كان لابد من الاستماع إلى المجند "أحمد محمد أحمد إدريس"، صاحب فكرة الشفرة النوبية في حرب أكتوبر، والتي قضت على جميع الحيل الإسرائيلية لفك الشفرات بين قادة الجيش المصري قبل وأثناء الحرب.

 

يقول عم "إدريس" في حديثه: "لقد كانت كلمة "أوشريا" هي الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر ومعناها العربي "اضرب" وجملة "ساع آوي" تعني "الساعة الثانية", وبتلقي جميع الوحدات كلمة "أوشريا" وكلمة "ساع آوي".. بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل في تخصصه ويقهروا المستحيل ويحققوا الانتصار في أكتوبر عام 1973".

 

ولد إدريس بقرية توماس في الأربعينيات، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1952, وفي عام 1954 تطوع البطل 'أحمد ادريس' كمجند بقوات حرس الحدود, وفي عام 1971 كانت هناك مشاكل تجاه عملية "فك الشفرات", فأمر الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" قياداته بإيجاد حل, وطبقا لرواية "إدريس" في ذلك الوقت كان منتدبا مع رئيس الأركان وسمع حديث دار بينه وبين القائد عن هذه المشكلة, فتبسم ضاحكا وقال: إنه أمر بسيط فاللغة النوبية هي الحل لأنها تُنطق ولا تكتب، ولن يستطيع أحد فك الشفرة نظرًا لخلو اللغة من الحروف الأبجدية.

 

بعدها أمر قائد الكتيبة باستدعاء الصول "إدريس"، وكانت هذه نقطة البداية، حيث نالت فكرتة أعجاب وموافقة قائده، وتم إصدار أمر بإحضاره وتم إبلاغ الرئيس السادات بفكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة بين قادة الجيش المصري, وعن لقائه بالرئيس السادات يقول إدريس: "وصلت لمقر أمني لمقابلة الرئيس السادات وانتظرت الرئيس بمكتبه حتى ينتهي من اجتماعه مع القادة, وعندما رأيته كنت أرتجف نظرًا لأنها كانت المرة الأولى التي أرى بها رئيسًا لمصر، وعندما قابلني وشعر بما ينتابني من خوف وقلق اتجه نحوي ووضع يده على كتفي ثم جلس على مكتبه وتبسم لي وقال:"فكرتك ممتازة.. لكن كيف ننفذها؟ فقلت له لابد من جنود يتحدثون النوبية وهؤلاء موجودون في النوبة، وعليه أن يستعين بأبناء النوبة وهم متوفرون بقوات حرس الحدود.

 

وأضاف "إدريس" قائلا: "فابتسم السادات لي قائلًا: "بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود وأعرف أنهم كانوا جنوداً بهذا السلاح"، وتابع إدريس: إن السادات طالبه بعدم الإفصاح عن هذا السر العسكري وهدده بالإعدام لو أخبر به أحدًا، مضيفًا أن هذه الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات.

 

وتابع إدريس أنه بعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية، علم أنه تم الاتفاق على استخدام النوبية كشفرة وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم حوالي 70 مجندًا من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات وتم تدريب الجميع وذهبوا جميعًا وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 وحتى حرب 1973".