هناك أشخاص يستيقظون بسبب إحساس موجع بلدغات البعوض، وآخرون ربما يستلقون بجانبهم تراهم يغطون في نومٍ عميق وكأن بينهم وبين تلك الحشرة اتفاق سلام، لا هي تلدغهم ولا هم يستهدفونها ملاحقةً وخبطاً، ولكنّ ما السرّ الذي يدفع البعوض لاختيار أشخاص بعينهم والتجاوز عن غيرهم؟

ولعلّ هذا السؤال تجيبُ عنه دراسةٌ أمريكية خلصت إلى أن أجساد بعض الأشخاص ينجذب إليها البعوض، وتكمن قوة الجذب خلف الرائحة المنبعثة من بشرة الأجساد المستهدفة، إذ إنه يخرج من مسام البشرة مواد كيميائية ذات رائحة معينة تنجذب إليها تلك الحشرة البغيضة.

وفي الدراسة صمم الباحثين جهاز اختبار ووضعوا داخله روائح بشرة لعديد من الأشخاص، وبناءً عليه اندفع البعوض بقوة نحو المواد الأكثر جذباً لها، وهذا يدل إلى أن الروائح المنبعثة من البشرة هي العامل الرئيسي للبعوض في اختيار ضحاياه، ووجد الباحثون المشاركون في الدراسة أن ثمة فوارق شاسعة بين روائح البشرة المنبعثة من شخص إلى آخر، إذ إن الفارق بين البشرة الأكثر جذباً للبعوض والبشرة الأقل جذباً يبلغ 100 ضعف، والسبب في ذلك يعود إلى أن الشخص الأكثر جذباً للحشرة لديهم مستوى عالٍ من أحماض بعينها على بشرتهم.

وهذه الدراسة يمكن أن تساهم في إيجاد طرق جديدة لردع البعوض والتخلص من لدغاته، حيث يمكن التوصل إلى طرق للتغلب على بكتيريا الجلد وتغيير الروائح المنبعثة منه.