تحل اليوم، الثلاثاء، 11 يونيو، ذكرى ميلاد الرسام الإنجليزي، جون كونستابل.
ولد "جون كونستابل"، في عام 1776، في مدينة سوفولك، ويعد من أبرز الفنانين في العصر الرومانسي، فقد اشتهرت لوحاته بإتجاهها إلى الطبيعة بلا منازع، والتي عكست المناظر الريفية الإنجليزية.
عمل "كونستابل"، فترة مع والده المزارع في مطحنته، وبعدها اتجه إلى دراسه الفن في الأكاديمية الملكية للفنون في لندن، حيث تطورت مهاراته الفنية، وتميزت أعمال "كونستابل" بالتركيز بشكل كبير على مناظر الريف والطبيعة، فضلا عن تصوير الحياة اليومية والسماء والغيوم، حيث انصبت أعماله في تصوير الطبيعة بخاصة الموجودة، في بلدته سوفولك.
عرف عن "كونستابل"، استخدامه للألوان الطبيعية، واستعمال الضوء والظل لخلق الحركة والإحساس بالعمق في المعنى للوحاته، كان يفضل التقاط الجوهر الحقيقي للمناظر التي يرسمها لذلك قرر العمل في الهواء الطلق، وتميزت أعماله بلمسة تلقائية وعفوية، مع تفصيلات دقيقة تعكس حبه العميق للطبيعة.
ومن أشهر أعماله الفنية، لوحة "عربة التبن"، التي صور فيها نهر ستور الذي يعبر بلدة سوفولك، وعلى ضفافه مشهد ريفي، يحتوي على عربة تجرها الخيول، والتي كانت تعبر النهر الضحل، في خلفية اللوحة، يوجد العديد من البيوت الريفية بشكلها العماري القديم، والأشجار الكثيفة الذي راعى فيها التدرج في ألوانها.
استخدم "كونستابل"، نظرية الظل والنور في تلك اللوحة التي ظهرت في السماء وغيومها فضلا عن ملامح الأشجار، وأبرز أيضا التفاصيل التي توجد في الطبيعة، مثل حركة المياه والسماء.
وأظهرت لوحته الثانية "وادي ديدهام"، مناظر طبيعية مثل الحقول الخضراء الممتدة في اللوحة، والمراعي والنهر الذي تعبره القوالب الصغيرة والأشجار التي تحيط به، وفي الخلفية يمكننا رؤية المباني الريفية مدمجة بشكل يتناغم مع اللوحة بالكامل.
اهتم "كونستابل"، في تلك اللوحة، بالألوان الزاهية واستخدام الضوء الطبيعي الذي أبرز الأجواء الهادئة والمنعشة، والتوازن بين العناصر الطبيعية والمعمارية أعطى اللوحة إحساسا بالانسجام والتكامل.
وبينت لوحته "الحصان القافز"، التركيز على الحركة والديناميكية في مشهد الحصان الذي كان يمتطيه الفارس، فضلا عن تسليط الأضواء على التفاصيل في الطبيعة من النهر والسماء الشمبعة بالغيوم، فضلا عن التقاط اللحظات الحيوية.
أما عن لوحاته التي تصور الجانب المعماري، فكانت لوحة "كاتدرائية سالزبري من المروج"، تظهر من وسط الحقول الخضراء، وفي أعلى اللوحة يظهر قوس قزح، بالإضافة إلى التفاصيل الطبيعية من الأشجار والحقول المحيطة بالكاتدرائية، وفي وسط اللوحة يظهر نهر يمر عبر المروج مع بعض الحيوانات كالأبقار والخراف.
استخدم "كونستابل"، الألوان بشكل واقعي لتصوير السماء والمروج، واهتمامه بالتفاصيل المعمارية للكاتدرائية يظهر بوضوح، يعتبر التوازن بين العنصرين الطبيعي والمعماري من أهم ميزات أسلوب كونستابل في هذه اللوحة.
وكانت لوحته " منزل ويلي لوت في فلاتفورد"، التي تصور منزلا ريفيا في قرية فلاتفورد الصغيرة الواقعة على نهر ستور في سوفولك، إنجلترا، كانت هذه المنطقة مصدر إلهام لكثير من أعمال كونستابل، الذي نشأ فيها.
كان ويلي لوت مزارعا مستأجرا عاش في هذا المنزل لأكثر من ثمانين عاما، كان مرتبطا ارتباطا وثيقا بالأرض التي كان يزرعها، وقضى أربع ليال فقط بعيدا عن المنزل طوال حياته، بيعت هذه اللوحة والتي رسمها في أوائل القرن التاسع عشر، بمبلغ 20 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل أكثر من 25 مليون دولار.