29-6-2024 | 15:30
احمد عبدالعزيز
لاشك أن التعرق بصفة عامة من الظواهر التى تسبب إحراجا على المستوى النفسى و الاجتماعى وفيما يرى كثيرون أنه حالة مزمنة بلا حل فإن خبراء الطب لديهم رأي آخر قد يغير كل معتقداتنا عن ظاهرة التعرق الزائد المُزعجة.
يقول الدكتور هانى خليل استشارى الأمراض الجلدية: إن التعرق الزائد ناتج عن وجود خلل فى توزيع الغدد العرقية التى تتواجد فى أماكن مختلفة من الجسم مثل مناطق تحت الإبط و اليدين و القدمين و فى بعض الحالات النادرة من الوجه.
وترجع تلك الزيادة فى الغدد العرقية إلى وجود نشاط زائد للجهاز العصبى مثل تعرض الإنسان للقلق و التوتر على فترات طويلة و متقاربة ، و أيضا تناول بعض الأطعمة التى تعمل بدورها على زيادة الأنشطة العصبية فى الجسم ، و تناول المشروبات التى تحتوى على نسبة كبيرة من الكافيين و النيكوتين ، و كذلك التدخين له دور كبير فى ذلك الأمر، و لكن على الرغم من ذلك لم يتوصل العلماء إلى نتيجة حتمية و سبب مؤكد إلى تعرض الإنسان للتعرق الزائد.
ونحن بدورنا نقسم هذه الظاهرة إلى قسمين: التعرق المحدود والزائد، فالتعرق الزائد كما ذكرنا سببه قد يتعلق بالجهاز العصبى و أما التعرق المحدود فهو نتيجة مكتسبة من تعرض الشخص للأمراض المزمنة كمرض القلب و خلل فى الغدد الدرقية نتيجة لتفاعل الأدوية المستخدمة فى العلاج مع جسم الإنسان، و التعرق الزائد يكون أيضا بنسبة كبيرة وراثيا من أحد الأبوين.
وهناك طرق عديدة لعلاج تلك الظاهرة، نذكر منها العلاج الموضعى وهناك الطريقة العلاجية التى تحل المشكلة بشكل نهائى و هى التدخل الجراحى عن طريق منظار تجويف و نقوم بكى العقدة العصبية الودية المسئولة عن التغذية العصبية لهذه الغدد العرقية فى المنطقة التى يشكو منها المريض و هذا الحل هو أكثر حل آمن و فعال .
و يقول الدكتور أسامة سرور استشارى الأمراض الجلدية: إن ظاهرة التعرق الزائد تصاحب الإنسان من بداية المرحلة العمرية مرورا بمرحلة المراهقة ، و التى نبدأ منها تقييم المريض و نحدد هل الشخص مصاب فعلا بدرجة تعرق زائدة أم طبيعية، و غالبا تكون تلك الظاهرة متعلقة بالجهاز العصبى و الخلل فى إفراز الغدد العرقية ، و لكن هناك اتجاها قويا و منطقيا أن السبب فى ظاهرة التعرق الزائد هو سبب مجهول حتى الآن.
ونحن إذا صنفنا هذا التعرق نجد أنه تعرق زائد و تعرق طبيعى محدود فالأول سببه مجهول حتى الآن، و الثانى هو الناتج عن المجهود و ممارسة الرياضة و يتعلق أيضا بمرض السكرى، و خصوصا عند نوبات انخفاض السكر و أيضا يظهر فى مرحلة عمرية معينة كسن اليأس و عند تناول الأدوية التى تعالج الاكتئاب و أيضا عند الحمل.
و نحن بدورنا نقدم بعض النصائح للحد من التعرض الزائد للتعرق أهمها متعلق بالملابس القطنية الفضفاضة التى تمنع ظهور التعرق وتبديل الجوارب مرتين يوميا لمنع تلك الظاهرة والحرص على ارتداء الأحذية الجلدية و نحن لا ننصح باستخدام مزيلات التعرق لأنها قد تؤثر على لون الجلد و تسبب الالتهابات.
وفى المقابل يجب الحرص على الاستحمام يوميا أكثر من مرة، والبعد عن تناول الأطعمة الحارة، وفي النهاية اعتقد أن التدخل الجراحى هو الحل الأنسب وفيه يتم قطع العقدة الودية العصبية التى تسبب الخلل فى العقدة العرقية.