طالب نائب رئيس الوزراء الأردني ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك اليوم الثلاثاء مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والشؤون الأوروبية في لوكسومبورغ كزافييه بيتل، قبل اجتماع ركّز على تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة لوقف العدوان على غزة، وضمان حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع، الذي يعاني أهله كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر والمتواصل عليه منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

كما بحث الوزيران العلاقات الثنائية، وعديد قضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفي المؤتمر الصحفي المشترك بعد اللقاء، قال الصفدي "واصلنا اليوم محادثاتنا حول علاقاتنا الثنائية، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي يستمر في إزهاق الأرواح وتقويض القانون الدولي، وارتكاب جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني".

وأضاف الصفدي "نريد لهذه الحرب أن تنتهي، ونريد سلاماً للمنطقة، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".

وأكد الصفدي أن "الأردن بلد السلام ويعمل دائماً لتحقيقه، والطريق الوحيد للسلام هو حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وهذا هو المنطلق الذي قامت عليه مبادرة السلام العربية عام 2002 ، وهذا هو الموقف الذي نواصل الدفاع عنه ونواصل العمل من أجل تحقيقه".

واستكمل: "التحدي الذي نواجهه، هو عدم وجود شريك إسرائيلي للسلام، والحكومة الإسرائيلية الحالية تعمل على تقويض حل الدولتين".

وقال الصفدي: "أولويتنا هي وقف العدوان على غزة، لقد قُتل أكثر من 39 ألف فلسطيني، وقبل يومين فقط ارتكبت إسرائيل مجزرة ضد أطفال فلسطينيين أبرياء في منطقة كانت قد أعلنتها ملاذا آمناً، ولكن الجميع يعلم أنه لم يعد هناك مكان آمن في غزة بعد الآن".

وزاد الصفدي قائلا: "إسرائيل تفلت من العقاب، لأن المجتمع الدولي فشل في محاسبتها، وفي تنفيذ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، والقيم الإنسانية، ووقف قتل الأبرياء".

وتابع الصفدي: "نعمل مع شركائنا لمعالجة الكارثة الإنسانية التي يعانيها الفلسطينيون في غزة، لأن إسرائيل لا تسمح بدخول المساعدات، ولا تسمح لمنظمات الأمم المتحدة بإيصالها، وتستخدم التجويع سلاحاً".

وأكد: "ضحايا هذا العدوان ليس الفلسطينيون فقط، بل مصداقية القانون الدولي أيضاً".

وفيما يتعلق بأزمة اللجوء، قال الصفدي: "اللجوء يشكل تحدياً عالمياً، ولذلك هو مسؤولية عالمية، لا تقع على عاتق الدول المستضيفة وحدها".

وأكد الصفدي أهمية الدور الذي تقوم به وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) تجاه الفلسطينيين في غزة، قائلا: "الأنروا لا يمكن الاستغناء عنها، وهي الوكالة الوحيدة التي لديها المعرفة والخبرة والقدرة على مساعدة الفلسطينيين الذين يتضورون جوعاً في غزة، وتوفير الأمل لأطفال غزة".

من جانبه، ثمّن بيتل دور الأردن في استضافة اللاجئين، وتقديم الخدمات الحيوية لهم، والدور الذي يقوم به الأردن في المنطقة.

وأشار بيتل إلى الشراكة بين الأردن ولوكسموبرغ ثنائياً وفي إطار الاتحاد الأوروبي، والحرص المشترك على تعزيزها، لافتا إلى الاجتماع الخامس عشر لمجلس الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي الذي عقد يوم أمس في بروكسل، والذي يعكس عمق العلاقات بين الاتحاد والأردن.

وشدد بيتل على ضرورة التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة، وعلى ضرورة حماية المدنيين، مؤكدا على أهمية تنفيذ حل الدولتين.

كما التقى الصفدي، طبقا لبيان وزارة الخارجية الأردنية، رئيس مجلس النواب في لوكسمبورغ كلود فيزلر‬⁩، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية جوستي جراس‬⁩، في اجتماع تناول العلاقات بين البلدين الصديقين، والحرص المشترك على تطويرها في مختلف المجالات ثنائياً وفي إطار الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. 

كما تناول الاجتماع تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة لوقف العدوان على غزة، وما ينتجه من معاناة وكارثة إنسانية غير مسبوقة.