الأحد 25 اغسطس 2024

هجوم بـ6 آلاف صاروخ.. هل نجحت إسرائيل في تحاشي ضربات حزب الله اللبناني؟

هجمات بين حزب الله وإسرائيل

تحقيقات25-8-2024 | 12:21

محمود غانم

في خطوة استباقية لرد كان يجهز له حزب الله اللبناني على إثر اغتيال القيادي في صفوفه فؤاد شكر، شن طيران الاحتلال أكثر من 40 غارة استهدفت مناطق بجنوب لبنان في تصعيد غير مسبوق بين الجانبين، بالمقابل، شن الحزب اللبناني هجوما جويا بعدد كبير من ‏المسيرات ضد العمق الإسرائيلي، واتجاه هدف عسكري إسرائيلي نوعي، نافيًا صحة الادعاءات الإسرائيلية التي تزعم إحباط الهجوم.

الجبهة الشمالية على صفيح ساخن

زعم الاحتلال الإسرائيلي أن حزب الله خطط لهجوم بـ6000 صاروخ ومسيرة على شمالي ووسط إسرائيل، ما دفعها لبدء هجوم ضد لبنان.

وذكر جيش الاحتلال -في بيان- أن نحو 100 طائرة حربية تابعة لسلاح الجو، قامت بتوجيه من القيادة الشمالية وهيئة الاستخبارات، باستهداف وتدمير ألاف المنصات التابعة لحزب الله، والتي تم وضعها وزرعها في جنوب لبنان، مبينًا أنه جرى استهداف أكثر من 40 منطقة إطلاق.

وحول تفاصيل أكثر، نقلت إذاعة الجيش عن مسؤولين قولهم، إن حزب الله خطط لشن هجوم بمئات الصواريخ والقذائف باتجاه، وسط البلاد في الساعة 5:00 صباحًا، لكن قبل حوالي نصف ساعة، بدأت الضربة الاستباقية للقوات الجوية، والتي شملت حوالي 100 طائرة مقاتلة، أحبطت التهديد في غضون دقائق، ومنعت الهجوم الواسع النطاق على البلاد.

هجوم حزب الله 

وفي خضم ذلك، أفاد حزب الله اللبناني، بأنه أطلق 320 صاروخًا تجاه مواقع عسكرية إسرائيلية ضمن المرحلة الأولى من الرد على اغتيال تل أبيب للقيادي فيه فؤاد شكر.

وأوضح أن تلك المرحلة كانت تستهدف الثكنات والمواقع الإسرائيلية تسهيلًا لعبور المسيرات الهجومية باتجاه ‏هدفها المنشود ‏في عمق الكيان الإسرائيلي، والتي بالفعل قد عبرت.

وأضاف الحزب اللبناني أنه استهداف 11 موقعًا إسرائيليًا عسكريًا، هي: قواعد ميرون، وزعتون، والسهل، ونفح، ويردن، وعين زي تيم، وثكنات كيلع، ويو أف، وراموت نفتالي، ومربضي نافي زيف، والزاعورة، وجميعها في شمالي إسرائيل.

وشدد على أن المقاومة في لبنان في أعلى جاهزيتها، وستقف بقوة وبالمرصاد لأي تجاوز أو اعتداء إسرائيلي، مضيفًا أنه إذا تم المس بالمدنيين فسيكون عقاب العدو الصهيوني شديدًا وقاسيًا جدًا.

نجاح الهجوم 

ونفى حزب الله اللبناني صحة الادعاءات الإسرائيلية التي تزعم إحباط الهجوم الذي شنه فجر اليوم الأحد على عمق إسرائيل، حيث أطلق جميع المسيرات الهجومية في الأوقات المحددة لها ومن جميع مرابضها ‏وعبرت ‏الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعددة، ومن ثم تكون العملية العسكرية لهذا ‏اليوم قد تمت وأنجزت، وفق قوله.

وتابع:"ادعاءات العدو حول العمل الاستباقي الذي قام به والاستهدافات التي حققها وتعطيله لهجوم ‏المقاومة هي ‏ادعاءات فارغة وتتنافى مع وقائع الميدان وسيتم تفنيدها في خطاب للأمين العام ‏لحزب الله السيد ‏حسن نصر الله يحدد لاحقا هذا اليوم".

ووفق الصحة اللبنانية، فقد قتل ثلاثة أشخاص وأصيب آخران، منذ فجر الأحد، جراء عشرات الغارات التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، واستهدفت مناطق متفرقة جنوبي لبنان

أمريكا كانت تعلم

وأفادت وسائل إعلام عبرية بأنه تم إبلاغ الولايات المتحدة الأمريكية مسبقًا بالضربة، وبرغم من أن إسرائيل تتحرك بمفردها، لكن ذلك يتم بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، والتحديث الذي تلقته إدارة الرئيس جو بايدن عن الهجوم لم يكن في اللحظة الأخيرة.

وبعد أن أكدت وزارة الدفاع الأمريكية، أنها مستعدة لدعم إسرائيل، بعد إعلانها شن ضربات واسعة في جنوب لبنان لمنع هجوم كبير من قبل حزب الله، قال البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يتابع الوضع في إسرائيل ولبنان عن كثب.

وأضاف - وفق ما أوردته وكالات الأنباء-  أن "كبار المسؤولين الأمريكيين يواصلون اتصالاتهم مع نظرائهم الإسرائيليين، بناء على تعليمات الرئيس بايدن".

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد عززت من وجودها العسكري في المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية، لدعم الدفاع عن إسرائيل، وذلك بإرسال سفن تابعة للبحرية ومدمرات إلى منطقة الشرق الأوسط، وذلك على خلفية اغتيال هنية، وما تلاها من تهديدات إيرانية لـ إسرائيل.

ومنذ الثامن من أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية من جهه، وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى قصفًا شبه يوميًا على الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، تزايدت حدتها بشكل غير مسبوق خلال الأيام المنقضية.

وتقول الفصائل إنها تؤازر المقاومة الفلسطينية ضد آلة الحرب الإسرائيلية، وترهن وقف هجماته بوقف الحرب على غزة.

ويعد حزب الله اللبناني أبرز تلك الفصائل حيث درج على قصف البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، بأسراب من المسيرات والصواريخ، ما خلق حالة من الذعر في بلدات الشمال الإسرائيلي.

وعلى إثر اغتيال إسرائيل القيادي البارز في صفوفه فؤاد شكر، أواخر الشهر الماضي، أكد الحزب اللبناني أن رد على اغتيال "شكر" آت لا محالة سواء بشكل منفرد أو مشترك، معتبرًا أن حالة الانتظار لهذا الرد من جانب تل أبيب هي "جزء من العقاب" لها.