يزخر أرشيف مؤسسة دار الهلال منذ تأسيسها عام 1892م، بالعديد من القصص النادرة، والكنوز الأدبية، المكتوبة على أيدي كتّابًا بارزين، وبعد مرور عقود، قررت بوابة "دار الهلال "، إعادة نشر هذه التحف القصصية النادرة من جديد، والتجول في عوالم سردية مختلفة ومتنوعة، من خلال رحلة استكشافية في أرشيف دار الهلال العريق.
في عددها الصادر في 1 يناير 1940، نشرت مجلة الهلال قصة قصيرة بعنوان «الجواهر» - قصة ملخصة – ترجمها إلى اللغة العربية: عبد الرحمن صدقي، للكاتب الكبير جي دي موباسان، تدور القصة حول شخصية موظف متواضع الدخل يتزوج امرأة فاضلة تدير شؤون المنزل بكفاءة، لكنها تموت بعد سنوات من الزواج يكتشف بعد وفاتها أن مجوهراتها التي كان يظنها مقلدة هي في الواقع حقيقية وثمينة جدا، فكيف جاءت بها؟
نص القصة
كانت زوجة مليحة رفيقة مدبرة، جعلت زوجها بمرتبة المتواضع يجد عندها السعادة المنشودة، ويظفر فيكنفها بما يظفر به المترفون، ثم عاجلتها النية، فلزمه الأسى كما أدركه الإرتباك والحاجة، ولكنه ما لبث أن أيقظته صدمة مرة أليمة مقرونة بالثروة، وهنا نرى عند الاستقرار أي الكفتين في نفسه كانت الراجحة؟
التقى المسيو لنتان بهذه الفتاة في إحدى الليالي بمنزل وكيل المكتب، فإذا هو متيم بها كالقنيص في الشرك استحكمت عليه حلقاته واجتمعت أطرافه، وكانت الفتاة ابنة جابٍ من جباة الضرائب في الأرياف قضى نحبه من سنوات عدة، فقدمت بها أمها إلى باريس، وكانت تتردد على بعض الأسر من أهل الطبقة الوسطى في الحي على أمل تزويج الفتاة، وكانتا بحال رفيقة ومن ذوات الشرف والوداعة ولين العريكة، وكانت الفتاة مثالًا للمرأة الفاضلة التي يتمناها الفتى العاقل لتكون الأمينة على حياته، جمالها الخفر لها طهر الملائكة، وابتسامتها المفترة الخفية التي لا تفارق شفتيها كأنها ظل يعكس نقاء سريرتها، فالناس بأجمعهم ألسنة تلهج باطرائها، وعارفوها كلهم يرددون بغير انتهاء: "سعيد من يتخذها زوجا، هيهات يوجد خير منها"، وكان المسيو لنتان وقتئذ كاتبا أول في وزارة الداخلية يتقاضى مرتبا قدره ثلاثة آلاف وخمسماية فرنك في السنة، فخطبها وتزوجها وهنئ الرجل بعشرتها هناءة فوق التصديق، وكانت تدير شئون بيته حتى تحسبهما لحسن التدبير من أهل الترف، وكانت لا تدع لونا من ألوان الرعاية والرقة والتحبب إلا حاطت به زوجها، وبلغ من فتنتها أنه كان بعد ستة أعوام طوال من لقائهما أشد لها حبا، وبها شغفا منه في الأيام الأولى.
وهو لا يأخذ عليها غير أمرين: ولعها بالمسارح، وكلفها باقتناء الجواهر الكاذبة وكانت صاحباتها (من نساء الموظفين متوسطي الحال) يوالينها في كل حين بالمقاصير في الروايات التمثيلية ذات الرواج والشهرة، بل في الليالي الافتتاحية من تمثيلها، وكانت تجر زوجها راضيا أو كارها إلى هذه الملاهي فيعيى بها أشد الإعياء بعد عمله طوال اليوم، ولقد رجاها وألحف في الرجاء أن تعفيه وتذهب إلى التمثيل في صحبة سيدة من معارفها تعود بها بعده، فتمنعت، وطال تمنعها، لما تجد في هذا التصرف من قلة اللياقة، وأخيرا قبلت مرضاة له، فحمد لها ذلك كل الحمد وهذا الولع بالمسرح سرعان ما أشعرها الحاجة إلى الزينة، فلم تعد زينتها حد البساطة، حقيقة أنها كانت دائما آية على حسن الذوق إلا أنها بعد متواضعة، على أن حسنها الحلو، حسنها المستكين الصبيح الذي لا يغالب، كأنما اكتسب من بساطة ثيابها طعما جديدا، ولكنها إلى هذا تعودت أن تقرط أذنيها بحجرين متلألئين يشاكلان الماس، وأن تتخذ قلادة من اللؤلؤ المكذوب وأساور من ذهب مموه وأمشاط محلاة بضروب من الخرز تمثل شذور الجواهر، وزوجها ينكر بعض الشيء هذا الولع منها بالبهرج، ويكرر عليها القول: "یا عزیزتي، إذا لم تملك الغانية اقتناء الجواهر الحقيقية، فحسبها أن تبدو حالية بجمالها وصباحتها، وأنها لا نفس الحلى" فكانت تبتسم ابتسامة حلوة وتقول:
- ماذا تريد؟ إني أحب هذا، وهذا عيبي، أنا على يقين أنك على حق، ولكن المرء لا يخلق نفسه خلقا آخر، أتراني كنت أهبد الحلى، أنا!
فيهتف الزوج باسمًا:
- أن لك ذوق مساء النور
وفي بعض الأحايين وهما وحيدان في المساء إلى جانب المصطلى، تقوم فتأتي إلى المائدة التي يتناولان عليها الشاي بعلبة الأدم المدبوغ التي أودعتها "الخردة" على حد تعبير المسيو لنتان، وتقبل على هذه الحلى المقلدة تمعن فيها النظر بهيام كأنها تتملي بمتعة روحية عميقة، وكانت تصر على أن تجعل في عنق زوجها عقدًا من هذه العقود، وتضحك ملء فيها ويقلبها أجمع وهي تقول: "إنك لمضحك حقا!" ثم ترتمي بين ذراعيه وتقبله في وله، وفي ذات ليلة من ليالي الشتاء كانت في الأوبر، وعادت ترتعد من البرد وأصبحت في اليوم التالي تسعل، وبعد أيام ثمانية كانت قد اشتدت بها النزلة الصدرية وعاجلتها المنية، وكاد لنتان يلحقها إلى القبر، وبلغ من يأسه أن علاه الشيب في مدى شهر واحد، فهو يبكى صباح مساء، ونفسه الجريحة يمزقها ألم لا يطاق ولا يستطاع الصبر عليه.
نجي البلابل تساوره الذكرى وتتمثل له من الفقيدة الابتسامة والصوت والحسن الخلاب ولم يخفف تطاول الأيام من لوعته، فكثيرًا ما تراه في مكتب عمله وقد أقبل زملاؤه يسمرون سمرهم في شئون يومهم، فإذا به قد انتفخ شدقاء، وتقلص أنفه، وتغرغرت عيناه بشأبيب مائهما، وانقلبت سحنته انقلابا فظيعا، وأكب ناشجا منتحبا ولقد أبقى مخدع قرينته على حاله، يختلي فيه بنفسه كل يوم ليذكرها ويفكر فيها، وظل أثاث المخدع وثيابها في مواضعها جميعا كما خلفتها آخر يوم من حياتها، ثم أن الحياة شفت عليه وتصعبت، فهذا راتبه الذي كان بين يدي زوجته يسد حاجات البيت كافة قد بات لا يكفيه اليوم وحده، فهو يسائل نفسه مبهوتا كيف استطاعت بتصرفها أن توفر له دائما شرب جيد الخمر وتناول شهي الطعام مما يعييه بموارده المتواضعة أن يحصل اليوم عليه، فاستدان وسعى وراء المال، سعي المحاويج تضطرهم الحال إلى الاحتيال له بشتى الوسائل، وأخيرًا أصبح ذات يوم فألفى نفسه صفر اليدين قبل نهاية الشهر بأسبوع كامل، فدار في خلده أن يبيع بعض ما عنده، وسرعان ما خطر له التخلص من "الخردة" التي كانت لامرأته، فأنه ليضمر في قرارة نفسه شبه ضغينة على هذه البهارج، "خدع الإبصار".. ولا جرم فهي موضع ملاحظته ومثار إنكاره من قبل، إن مجرد رؤياها كل يوم ليفسد عليه بعض الإفساد ذكرى زوجته الحبيبة
وقلب طويلا في هذه الكومة من الحلى البراقة التي خلفتها، فإنها ما برحت إلى أواخر أيامها مصرة على اقتنائها سادرة، تجيء كل يوم بتحفة منها جديدة، ووقع اختياره على العقد الكبير الذي كانت تستحبه وتؤثره على غيره، وهو يعدل بحسب تقديره ستة فرنكات أو ثمانية، لكونه أدق صنعة من المعهود في أمثاله من زائف الحلى، فأودعه جيبه، ومضى إلى وزارته يسلك إليها الشوارع الكبرى ملتمسا حانوت جوهري يطمئن إليه ، وأخيرًا وقع بصره على الحانوت المنشود، فدخله خجلان يتعثر لاضطراره إلى عرض فقره وسوء حاله ساعيًا إلى بيع شيء كهذا خسيس القيمة، وقال للتاجر: سيدي أود أن أعرف ما تقدره لهذه القطعة
فتناول الرجل القطعة، وفحصها، وقلبها، ووزنها بكفه، وعمد إلى المجهر ودعا إليه كاتب حساباته وأسر إليه بعض الكلمات، ثم وضع العقد على دكته، ورمقه من بعيد لينظر إلى وقعه وتأثيره وضاق المسيو لنتان بهذه الرسميات، وفتح فاه ليقول: أوه! إني لأعلم حق العلم أنه شيء لا قيمة له، لولا أن سبقه الجوهري إلى الكلام:
- سيدي، هذا يسوى بين الإثني عشر ألفا إلى الخمسة عشر ألفا من الفرنكات، وأنا لا يسعني شراؤه حتى تحيطني علما بمصدره
فحملق الأرمل بعينيه، وظل فاغرا فاه لا يعقل شيئا، وأخيرًا نبس مغمغمًا:
- ماذا تقول؟... أواثق أنت!
- فحمل الرجل اندهاشه على غير محمله، وقال في لهجة جافة: يمكنك أن تتحرى في محل آخر إن كانوا يزيدونك فيه، أما عندي فيسوى خمسة عشر ألفا على أكثر تقدير، فإذا لم تجد خيرا من هذا الثمن فعاودني
واسترد المسيو لنتان العقد في بلاهة وخيال، وانصرف مدفوعا بحاجة مبهمة إلى الخلوة بنفسه والتفكير، على أنه ما بلغ الطريق العام حتى كاد يأخذه الضحك، وأخذ يحدث نفسه: "يا له من مغفل أوه! يا له من مغفل! ليتني مع هذا أخذته بكلمته! هاكم جوهريا لا يعرف الزائف من الصحيح".. ودخل عند تاجر آخر في أول شارع دي لابيه، فما كاد يقع نظر الصائغ على الحلية حتى هتف:
- آه! وأيم الله إني لأعرف حق المعرفة هذا العقد، أنه من عندي
فقال مسيو لنتان وهو شديد الارتباك - كم يسوى:
- سيدي، لقد بعته بخمسة وعشرين ألفا، وإني على استعداد لأخذه بثمانية عشر ألفا إذا تفضلت - بحكم التعليمات الرسمية التي لدينا - فدللتني كيف صار إليك
في هذه المرة تهافت مسيو لنتان على المقعد كمن أقعدته الدهشة، وتمتم: ولكن.. ولكن.. أمعن النظر جيدا يا سيدي، كنت حتى الساعة أحسبه مصطنعا مقلدا
فقال الجوهري: أتكرم يا سيدي بذكر اسمك؟
- أجل اسمى لنتان، وأنا موظف بوزارة الداخلية، وقاطن في المنزل رقم 16 في شارع الشهداء
وفتح التاجر دفاتره وقلب فيها ثم صدع بالقول:
- هذا العقد أرسل حقيقة إلى عنوان مدام لنتان رقم 16 شارع الشهداء في العشرين من يوليو سنة 1876 وحدق الرجلان كل في عينى صاحبه، وقد طار لب الموظف من الدهش واستوحش لتاجر من ناحيته وتوسم فيه لصا، وقال:
هلا تكرمت بترك هذا الشيء أربعا وعشرين ساعة لا أكثر، وأنا معطيك عنه إيصالا
فتمتم المسيو لنتان: أي نعم، يقينا
وخرج وهو يطوي ورقة الإيصال ويضعها في جيبه، ثم عبر الشارع، وأصعد فيه، ثم أدرك أنه ضل الطريق فانحدر إلى التويلري، وجاز السين، ثم أدرك مرة أخرى ضلاله فعاد إلى الشانزلزيه وليس في رأسه فكرة جلية، وحاول جهده أن يتعقل ويفهم، أن امرأته ما كانت لتقدر على شراء شيء ذي قيمة كهذه، كلا، كلا، إذن، فهذا هدية! هدية! هدية ممن؟ ولماذا؟
وتوقف الرجل، وظل واقفا وسط الطريق، وطاف به الشك الفظيع - هي ؟ - وإذن فسائر الجواهر الأخرى كانت أيضا هدايا! وخيل إليه أن الأرض تميد تحت قدميه، وأن شجرة تهوى أمامه، فمد ذراعيه وارتمى فاقد الحس واستفاق من غشيته في صيدلية حمله إليها بعض السابلة فاستقل عربة وأوى إلى منزله وجن الليل وهو يبكي بكاء الواله، ويعض منديله حتى لا يسمع نشيجه، ثم أوى إلى السرير مرهقا من التعب والحزن، ونام نوما ثقيلا وأيقظه شعاع من الشمس، فقام في تناقل ليمضي إلى وزارته، أنه ليشق على المرء العمل بعد رجات عنيفة كهذه، فجرى في خلده أن في إمكانه الاعتذار لدى رئيسه فكتب له، ثم تمثل ألا بد من العودة إلى الجوهري، فاستخزى وعلته حمرة الخجل وطال به التفكير، أنه لا يمكن بحال أن يدع العقد عند الرجل فارتدي ثيابه وخرج، وكان اليوم صحوا رائقا، والسماء الصافية ممدود رواقها على المدينة فإذا هي كمن يهش ويبتسم، والمتنزهون من ذوي الفراغ ماضون قدما وأيديهم في جيوبهم وحدث لنتان نفسه وهو يلحظهم يعبرون: ما أسعد المرء ذي الغنى والثراء! آه، ليتني كنت غنيا! وأحس بالجوع، أنه لم يذق طعاما منذ الليلة البارحة، ولكنه مفلس خالي الوفاض، تذكر العقد، ثمانية عشر ألف فرنك! ثمانية عشر ألف فرنك! إنه المبلغ وأي مبلغ! فصار إلى شارع السلام، وجعل يذرع الأفريز طولًا وعرضًا تجاه الحانوت، ثمانية عشر ألف فرنك، وهم بالدخول عشرين مرة فكان الخجل يمنعه ولكنه كان جوعان، جد جوعان، ولا فلس معة
وحالما أبصره التاجر، بادر وقدم له في أدب مقعدا وهو يهش في وجهه، وأقبل كنبة المحل أنفسهم يلحظونه عن عرض ولوايح السرور في عيونهم وعلى شفاههم، وقال الجوهري: سيدي، لقد استعلمت، فإذا كنت على عزمك فإني على استعداد لدفع القيمة التي عرضتها عليك
فغمغم الموظف: أجل
أخرج الصائغ من أحد الأدراج ثماني عشرة ورقة كبيرة، وعدها، ومد يده بها إلى لنتان، فأمضى بها إيصالا صغيرًا وأودع المال في جيبه بيد مرتجفة وحين هم بالانصراف التفت إلى التاجر الدائم الابتسام، وتمتم خافض الصوت:
- عندي، عندي جواهر أخرى.. جاءت.. عن طريق الميراث نفسه، فهل يوافقك أن تشتريها مني كذلك؟
فانحنى التاجر وقال: نعم، يا سيدي وخرج أحد الكتبة ليضحك ما شاء أن يضحك، وأخذ آخر يسعل متعسفا، أما لنتان فأعلن محمر الوجه متجلدا متوفرا: سآتيك بها
واستقل مركبة ومضى في طلب الحلى، وبعد ساعة عاد إلى التاجر ولم يتناول بعد طعام فطوره، وطفقا يفحصان الأشياء قطعة قطعة ويسومان كل واحدة، وكان معظمها من المحل، وأخذ لنتان الآن يساوم في الأثمان ويتغضب ويطلب الإطلاع على دفاتر البيع، وكان صوته يتعالى كلما ارتفع السعر فأقراط الماس الكبار بعشرين ألف فرنك، والأساور بخمسة وثلاثين ألفا والمشابك والخواتم والأنواط بستة عشر ألفا، وحلية من الزمرد والياقوت الأزرق بأربعة عشر ألفا، وفريدة من يتائم الدر منوطة بسلسلة ذهبية بأربعين ألفا، وتبلغ الجملة ماية وستة وثمانين ألف فرنك
وهنا قال التاجر في بساطة ساخرة:
هذه عن شخص أودع في المجوهرات كل ما اقتصد من مال
- فرد لنتان في وقار:
إن هي إلا وسيلة كغيرها من وجوه توظيف المال
- ثم انصرف بعد أن استقر رأيه مع الشاري على إجراء مراجعة أخرى من آل الخبرة في الغد
فلما أن صار في الطريق العام، نظر إلى عمود الفندوم، وفي نفسه أن يتسلقه كأنه مشجب الهدايا، وخفت نفسه إلى أن يلعب القفز فوق تمثال الإمبراطور القائم هناك في الفضاء، ومضى يتناول الغداء في مطعم فوازان، وشرب خمرا، من التي ثمن زجاجتها عشرون فرنكا
ثم استقل عربة وطاف، في غاب بولونيا، وكان يرمق المركبات والأتباع بشيء من الزراية والاستحفاف، وبه شوق جامع مستبد إلى أن يهتف في الرواد: "أنا أيضا غني، أنا غني، إني أملك مايتي ألف فرانك!".
ثم تذكر الوزارة، فأشار للسائق أن يقصدها، وعند إلى الرئيس معلنًا:
- لقد أتيت يا سيدي مقدما إليك استقالتي، لقد ورثت ثلثماية ألف فرنك ومضى يصافح زملاءه السابقين ويفضي إليهم بما انتواه من حياة جديدة، ثم تناول العشاء في المقهى الإنجليزي وهنا ألفى نفسه إلى جانب سيد استوجهه، فحكت في نفسه رغبة ملحة غلابة فهو يفضي إليه في دالة وازدهاء، أنه ورث أربعماية ألف فرنك وللمرة الأولى في حياته لم تسأم نفسه المسرح، وقضى ليلته مع بنات الهوى وبعد شهور ستة تزوج وكانت زوجه الثانية من الحرائر جد شريفة، ولكنها كانت عسرة الخلق، فلقى معها عنتا شديدا.