الخميس 5 سبتمبر 2024

مذكرات جرجي زيدان| الفصل الثاني «مفكرة جددت حياتي» (7-7)

جرجي زيدان

ثقافة4-9-2024 | 11:50

بيمن خليل

بمناسبة الذكرى الـ110 لرحيل عملاق الأدب والفكر العربي، جرجي زيدان، تقوم "بوابة دار الهلال" بإعادة نشر مذكراته الشخصية، هذه المذكرات القيّمة، التي خطها زيدان بقلمه، سبق أن نشرتها مجلة الهلال على سبعة أجزاء متتالية في أعدادها الشهرية، بدأ نشرها في الأول من فبراير 1954، واستمر حتى الأول من سبتمبر من العام نفسه، مما يتيح الآن فرصة جديدة للقراء للاطلاع على هذه الوثيقة التاريخية الهامة في سيرة أحد أبرز رواد النهضة العربية.

تفتح هذه المذكرات نافذة فريدة على حياة رجل استثنائي شق طريقه من أزقة بيروت الضيقة إلى آفاق المعرفة الرحبة، إن إعادة نشر هذه المذكرات اليوم لا تقتصر على مجرد الاحتفاء بذكراه، بل تمثل دعوة للأجيال الجديدة لاستلهام روح الإبداع والتحدي التي جسدها زيدان في حياته وأعماله، تروي هذه الصفحات رحلة ملهمة لفتى طموح تحول إلى رائد نهضوي غيّر وجه الثقافة العربية.

ويروي جرجي زيدان في الفصل الثاني قصة السنين الأولى في حياته الدراسية وما تخللها من ظروف وملابسات ومشاهدات، وما تلاها من اضطراره إلى ترك المدرسة لمساعدة والده، ومحاولاته تعلم صناعة من الصناعات فترة من الوقت، وما كان للقصص الشعبية من أثر في نفسه، وماذا كانت عليه الآداب العامة في بيروت في ذلك الحين، وهو يصف ما شاهده من ذلك بأسلوب يمتاز بالبساطة والصراحة والإيمان بالنجاح

الفصل الثاني: مفكرة جددت حياتي

اعتدت منذ سنوات أن أحمل معي دائما مفكرة أدون فيها كل كلمة جديدة أستحسنها أو فكرة جديدة أستصوبها، لكي أرجع إليها من حين لآخر وأحاول أن أطبق ما فيها من أفكار أو أن استعمل في حديثي ما ورد فيها من كلمات أو عبارات، وكلما سرت في طريق جديد أو زرت مكانًا لم أره من قبل، حاولت أن أعرف تاريخه ومميزاته وكل ما يتصل به، وعند قراءة الكتب أو الإصغاء إلى محاضرة، أركز تفكيري دائما فيما أرى أو أسمع، حتى أستخلص منه معلومات جديدة لم أكن أعرفها من قبل أو كدت أن أنساها، ثم أحاول أن أربطها بالحقائق الأخرى ومنذ لزمت هذه الخطة، أحس بأن تفكيري قد زاد نضوجًا وقوة، وبأنني قد كبرت في نفسي وكبرت في أعين الناس.