16-11-2024 | 10:41
ندا يونس
العطس والسعال والحكة والرشح جميعها من الأعراض التي يعانى منها البعض مع تغيير فصول السنة والتقلبات الجوية، وعلى الرغم من تشابه الأعراض إلا أنها قد تكون مشكلة صحية مختلفة عن غيرها، فنزلات البرد غير الحساسية غير الإنفلونزا وكذلك كورونا.
فى هذا التحقيق سنتحدث عن الفرق بين هذه المشكلات الصحية وطرق علاجها الصحيحة وكذلك طرف الوقاية.
يوضح الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة ورئيس قسم المناعة بالمصل واللقاح أن أعراض نزلات البرد: الرشح والصداع، وفترة التعافي من نزلة البرد تصل ما بين 3-4 أيام.
وتصيب الجهاز التنفسي العلوي (الأنف والحنجرة) وتكون عبارة عن التهاب يسبب ارتفاع في درجة حرارة الجسم، واحتقان في الأنف وزكام شديد يختفى مع مضادات الاحتقان، فهو عدوى فيروسية لكن الحساسية هى نتيجة التعرض لمثيرات.
و الإنفلونزا تصيب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي (الأنف والحنجرة والرئة) وهي مرض سريري يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة عكس نزلات البرد التي تتمثل في ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، كما أن فترة التعافي من الإنفلونزا من أسبوع إلى 10 أيام.
والإنسان يستطيع ممارسة حياته مع نزلة البرد عكس الإصابة بالإنفلونزا فهي تصيب الإنسان بالإعياء، ويحتاج للراحة خاصة مع آلام العظام وآلام الجسم والصداع، لذا فالإنفلونزا مرض فيروسي له مضاعفات خطيرة قد تؤدي للالتهاب الرئوي،أما الكورونا ففي أول ظهورها كانت أقرب للإنفلونزا في الشدة ومع تحورها أصبحت أقرب لنزلات البرد.
ومع الشتاء وازدياد أدوار البرد والإنفلونزا وارتفاع درجات الحرارة للفرد يزداد الإقبال على تناول الدواء بشكل عشوائي، ومنها تناول المضادات الحيوية،وبالطبع الإفراط في المضادات الحيوية خطر شديد على الصحة فهو يؤخذ في حالات العدوى البكتيرية، أما أكثر أمراض الشتاء هي أمراض فيروسية سواء برد أو إنفلونزا أو كورونا لا تستدعي أخذ المضادات الحيوية عكس المعتاد، ولابد أن ندرك أن الأخذ العشوائي للمضادات الحيوية خطر جداً لجهاز المناعة،كذلك لا توصف المضادات الحيوية إلا في حالات حدوث مضاعفات مثل: الالتهاب الرئوي أو نزلة شعبية حادة أو عدوى بكتيرية، والتي تتسم بأعراض مثل: السعال الشديد وضيق التنفس واستمرار ارتفاع درجة الحرارة، ومن أضرار المضادات الحيوية أنها تقتل البكتيريا النافعة للإنسان داخل الجهاز الهضمي، وبالتالى تنشط البكتيريا الضارة، مما يضعف مناعة الشخص، ويحدث أيضا تحور للميكروبات لظهور جيل من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وتظهر أنواع من الميكروبات المقاومة.
وحذر الحداد من الحقن المعروف باسم حقن «البرد أو الكوكتيل أو الثلاثة فى واحد أو حقنة هتلر»، مؤكدًا أنها كارثية وقد تؤدي للوفاة في بعض الأحيان، وتضعف المناعة وتصيب الكلى، وما يحدث بعد الحقن يؤدى إلى ارتياح وهمي، بدون علاج، فالفيروسات لا تعالج نهائيا بالمضادات الحيوية، فبالتالى المريض معرض لصدمة حساسية خطيرة جدا وقد تؤدى للوفاة،
ومصطلح تقوية المناعة ليس له أساس من الصحة، وهو مصطلح طبي يستخدم فقط مع الأطفال، ولا يستخدم مع البالغين، فالشخص البالغ يحافظ على نظام مناعي متوازن لأنه وصل لمرحلة مناعية تتمثل في اكتمال جميع أجهزة جسمه بما فيها الجهاز المناعي الذي يعتبر منظومة مكونة من عدة أجهزة.
وأكد على أن هناك بعض الفئات التى يجب أن تتابع حالتها المرضية مع الطبيب حال الإصابة بنزلة برد أو إنفلونزا لأنهم أكثر عرضة لخطر المضاعفات، وهؤلاء هم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة مثل: أمراض القلب، والسكر، والضغط، وضعف المناعة،لذلك فأخذ مصل الإنفلونزا ضرورة، لأنه يقلل الأعراض ولكنه لا يمنع الإصابة بنزلات البرد، ويمكن أخذه من سن 6 أشهر لتسع سنوات، ويبدأ الفرد جرعة كاملة لو الشخص معتاد يأخذ اللقاح، ولو أول مرة يأخذه يتناول اللقاح على جزأين بينهما شهر، ما فوق سن التسع سنوات سواء أول مرة يأخذ اللقاح أو معتاد أخذه فيأخذه جرعة واحدة على مرة واحدة ومهم جداً أخذه لجميع الفئات الأكثر عرضة للإصابة كما ذكرنها بما فيهم الحوامل والمرضعات فهو آمن و عنصر وقاية ويخفف كثيراً من حدة الفيروس عند الإصابة، ولكن هناك بعض المرضى يحظر عليهم أخذ لقاح الإنفلونزا منهم الأطفال أقل من 6 أشهر، ومرضى متلازمة الشلل الرباعي، وأيضا مرضى حساسية البيض، ويؤجل أخذه للشخص المصاب بارتفاع درجة الحرارة إلى أن تعود لطبيعتها.
وأكمل حديثه بتقديم بعض النصائح لمرضى الحساسية والأمراض الصدرية مع دخول الشتاء وانخفاض درجات الحرارة حيث يكونون أكثر تعرضا لنزلات البرد والإنفلونزا، والتي تكون أكثر فتكا عليهم وقد تؤدي لمضاعفات خطيرة على الرئة والجيوب الأنفية، وبالتالي ضروري أخذ لقاح الإنفلونزا لأن إصابتهم بنزلات البرد والإنفلونزا تكون شديدة وقد تؤدي لنزلات ربوية والتهابات في الرئة، وتؤدي لمضاعفات خطيرة.
وهناك أيضا نصائح عامة لتقوية جهاز المناعة خاصة عند الأطفال، بداية من أهمية التغذية البروتينية قليلة الدسم وقليلة السكر والغنية بالعناصر المعدنية مثل: الزنك في البقوليات والمكسرات وفيتامين سي في الجوافة والكيوي والبرتقال، والبعد عن المواد الحافظة مهم جداً، لأن المواد الحافظة والمصنعة تؤثر بالسلب على المناعة، ويجب ممارسة الرياضة لكل الأعمار فهي مهمة جداً وتنشط الدورة الدموية وتحافظ على جهاز مناعي متوازن، وأخيراً أخذ قسط وافر من النوم لا يقل عن ثماني ساعات ، والنوم مبكراً ضروري لصحة جيدة، والبعد عن التدخين والتوتر أشياء مهمة جداً لتقوية صحة الجهاز المناعي لكي يكون لديه القدرة للتصدي لأي فيروس قد يهاجمه.
ونصح دكتور أمجد الحداد بضرورة تناول ملعقة عسل نحل مع عصير ليمونة فى الصباح لتعزيز المناعة، مع الاهتمام بتناول مكملات فيتامين (د) لأنه يعزز المناعة أيضا.
وقال: يجب على الشخص عدم ارتداء الملابس الصوفية أو البوليستر والتى تعطى حرارة زائدة للجسم وقد تجعله يعرق أكثر وعند تعرضه للهواء البارد تزداد حدة مرضه.