أحد الشعراء الإسبان الرئيسيين في القرن العشرين، وكان عضوا في جيل 27 الذي ضم فيسنتي الاكسندري، وفديريكو جارسيا لوركا، وبدرو ساليناس، وصدر له أكثر من أربعين ديوان وعدة نصوص مسرحية، وكان الشعر له تعبيرًا عن المشاعر الإنسانية التي تجمع السعادة والألم، والهناء والعذاب، والسخط والإعجاب، وأصبح شخصية بارزة في الشعر الغنائي الأسباني، إنه الإسباني رافائيل ألبرتي.
وتأثر«ألبرتي» بالشعراء الغنائيين في القرن الخامس عشر، وحذا حذو لوبي دي فيجا وغونغرا في اختيارهما للشعر الشعبي، كما أغنى شعره من كتابات معاصرية أمثال مانويل ماتشادو، وخوان رامون خيمينث وأنطونيو ماتشادو وجارثيا لوركا وآخرون.
الميلاد والنشأة
ولد رافائيل ألبرتي في 16 ديسمبر 1902 م في مدينة إل بويرتو دي سانتا ماريا، في مقاطعة قادس التابعة لمنطقة أندلوسيا جنوب إسبانيا، لعائلة دات أصول إيطالي وإيرلندية ، كانت تحترف صناعة النبيذ في قادش.
وكان «ألبرتي» يعيش طفولته بشكل حر حتى تم قبوله في الكلية اليسوعية سان لويس غونزاغا، حيث تلقى تربية صارمة وتقليدية، وبدأ جو الانضباط يتعارض مع روح الشاب المتحررة، مما ضعف أدائه الأكاديمي ومن تم طرده في 1916م بسبب سوء السلوك، وهو لم يتجاوز السنة الرابعة من المدرسة الثانوية.
الرثاء .. قصيدته الأولى
في 1917 انتقل «ألبرتي» إلى مدريد مع عائلته، وقرر متابعة مهنته كرسام وبرهن بأعماله عن قدرة كبيرة على التقاط الجمالية الطليعية، واستطاع «ألبرتي» عرض أعماله في أتينيو دي مدريد، في 1920م توفي والده، كتب أمام جثته الممددة أبياته الأولى.
و حصل «ألبرتي» على جائزة الكتاب الوطنية عن «بحار في اليابسة» وفي عام 1925، كما حاز على جائزة لينين للسلام، وجائزة بوتيف من بلغاريا وجائزة «سرفانتيس» التي تعد أعظم جائزة في الأدب الإسباني.
مسيرة «ألبرتي» الفنية
انضم «ألبرتي» في الثلاثينيات، من القرن العشرين للحزب الشيوعي وحارب من أجل الجمهورية في الحرب الأهلية الإسبانية وأصبح «ألبرتي» حينها عمله سياسيا بشكل علني، وعاش في المنفى، للمرة الأولى في الأرجنتين، ثم في روما.
المسيرة السياسية
في 1936 اندلعت الحرب الأهلية خلال هذه الفترة كان البرتي عضوا في تحالف المثقفين لمناهضة الفاشية بالنسبة له، أصبح الشعر السلاح اللازم لهز الضمائر ووسيلة لتغيير العالم، اشترك«ألبرتي» مع الجمهوريين في الحرب الاهلية الأسبانية، وهرب إلى فرنسا بعد الحرب، ساعده صديقه التشيلي الشاعر بابلو نيرودا على الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية فالأرجنتين حيث استقرّ.
وكان «ألبرتي» يهدف إلى رفع الأدب الإسباني إلى مصاف الآداب العالمية، متطلعا إلى الشعراء الفرنسيين أمثال بروتون وأراغون وإلى الشعراء الروس أمثال ماياكوفسكي، وجمع «ألبرتي» بين هوايتي الرسم والشعر، فجاءت لوحاته شعرية وقصائده تصويرية، واتسمت كتاباته بالأصالة والعفوية والصدق.
ثورة الإنسان عل القوى العمياء
وعالج الشاعر «ألبرتي» موضوع ثورة الإنسان على القوى العمياء التي تفرضها القيم السياسية والاجتماعية والأخلاقية والدينية معرقلة تكامل شخصيته، وخَلُص إلى أن البشرية تعيش مأزقاً، وأن الماركسية هي المخرج، حسب رأيه.
ومن مؤلفات «ألبرتي».. «عن الملائكة» 1929 و«آلا بينتورا» سنة 1948م، ومن مسرحياته.. «الإنسان غير المسكون» سنة 1930 و«التحدي» سنة 1944 و«ليلة حرب في متحف براد» سنة 1954.
وبعد وفاة الدكتاتور فرانثيسكو فرانكو 1975م وإصدار الملك خوان كارلوس عفوا عاما عن السياسيين عام 1977م، فعاد «ألبرتي» إلى بلده، ثم انزوى في بلدته بويرتو دي سانتا ماريا الساحلية، وانتخب عضوا للبرلمان عن منطقته كاديز.
وعاش رافائيل ألبرتي في بلدته بويرتو دي سانتا ماريا حتى رحل عن عالمنا في في 28 أكتوبر 1999م.