جائزة «نوبل»، هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.
ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901م، في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.
نلتقى اليوم مع الشاعر الإسباني المجدد «بيثنتي أليكساندري»
ولد بيثنتي بيو مارثلينو ثيريلو أليكساندري في 26 إبريل من عام 1898م، في إشبيلية، وهو ابن لأحد العائلات ذات الأصل البرجوازى في إسبانيا، كان والده مهندس في السكة الحديدية، وعاش طفولته في مالقة.
درس «أليكساندري» في كليتا الحقوق والتجارة، وتخرج في الحقوق في عام 1919م وحصل على لقب رئيس بلدية التجاريين، وعمل كأستاذ للقانون التجاري من 1920م حتى 1922م في كلية التجارة، ونشرت أولى أشعاره في عام 1926م
مر شعر بيثنتي أليكساندري بأربع مراحل وهي..
مرحلة النقاء: نُشِرَ كتاب«أليكساندري» الأول أمْبيتو في مالقة 1928م، والذي تم تجميعه في الفترة ما بين 1924 و1927م، ويعد الكتاب عمل أوَّلي لكاتِب لم يُذاع صيته بعد وسيطر على هذه المرحلة طابع الأبيات القصيرة ذات السجع وجماليات الشعر النقي الذي امتاز به خوان رامون وجيلينا، إضافة إلى أصداء الشعر الكلاسيكي الإسباني في فترة العصر الذهبي، خاصةً فيما يتعلق بـفراي لويس دي ليون وجونجرا.
مرحلة الشعر السريالي: كانت في غضون السنوات ما بين 1928 و 1932 حدث تغيير كلي في تصوُّر بيثنتي للشعر، مُستَلهِما ممن سبقوه في السريالية وخاصة من آرثر رامبو ولوتريامون وكذلك فرويد، وتأخذ على أنها تعبير للشعر النثري مثل ما كتب بقصيدته «عاطفة الأرض» 1935، ويظهر الشعر الحُرْ في ثلاثة من قصائده وهم: «سيوف كالشفاه» عام 1932، و«الدمار أو الحب» 1932م، و«ظِلْ الجَنَّة» عام 1944م
محورية الإنسان.. وكانت هذه المرحلة بعد الحرب، تغيَّرَت مؤلفات مقترِبَةً من المخاوف السائدة في الشعر الاجتماعي، ويظهر تضامنه في معالجة حياة الرجل العادي ومعاناته وأوهامه وكل ذلك باستخدامه لإسلوب سهل وبسيط، ويُعَدْ كُلٍّ من كتابيه : تاريخ القلب 1954 وفي مجال العظمة 1962 من الكُتٌب الأساسية في تلك الفترة.
المرحلة القديمة وفيها استخدام الشاعر«أليكساندري» مرة أخرى لِإسلوبه الغير عقلاني يتضح في هذه المرحلة خاصةً في كتبه الأخيرة مثل : قصائد من الكمال 1968 وحوارات المعرفة 1974، وذلك لتجربته مع الشيخوخة واقترابه من الموت حتى وإن كان ذلك في شكل مُكَرَّرْ للغاية وهادئ، إضافة إلى هذين الكتابين اللذان تم نشرهما خلال حياة الكاتب، يمكننا إضافة كتاب ثالث لهما وهو : في ليلة عظيمة حيث نُشِر عام 1991 بعد وفاته، وهو على نفس الأسلوب الميتافيزيقي للكِتابَين السَّابق ذكرهما.
مؤلفات«أليكساندري»
ومن مؤلفات «أليكساندري» في الشعر«الأجواء، مالقة 1928 ، سيوف كالشِّفاه 1932، الدَّمار أو الحب 1935 ، عاطفة الأرض، المكسيك، خيالية 1935 م الطبعة الثانية: مدريد، أدونايس 1946، خيال الجَنَّة 1944، في موت ميجيل إرنانديث، سُرقسطة «مُفكِّرَة الساعات المحددة 1948، العالم وحده 1950، قصائد الجنة، مالقة، تيَّار الملائكة 1952م الميلاد الأخير 1953م، تاريخ القلب 1954، مدينة الجنة، مالقة، داردو، 1960، قصائد كاملة 1960 «طبعة المؤلف الأصلي وأرتورو ديلأويو».
كما كتب «أليكساندري» .. في مجال العظمة، ريبيستا دي أوكسيدينتي، 1962 «جائزة في النقد، صور باسم 1965، وصدرت الأعمال مكتملة 1968، قصائد من الكمال 1968 وحصل عنها على جائزة في النقد، شعر سيريالي 1971م ، صوت الحرب، بلينسة، أونتانار، 1971، حوارات المعرفة 1974، ثلاث قصائد بأسماء مستعارة، مالقة، 1984، عدة قصائد جديدة 1987 «طبعة مجمعة من : أليخاندرو دوكي أموسكو وإرما إميليوزي».
نثر مصطصلح 1987 «طبعة.. أليخاندرو دوكي أموسكو، ألبوم: أبيات الشباب «مع داماسو ألونسو وآخرين» 1993، في الليلة الكبيرة، الأشعار الأخيرة 1991 «طبعة : كارلوس بووسونيو وأليخاندرو دوكي أموسكو».
وعن مؤلفاه النثرية فمنها.. الاجتماعات، التداعيات ووجهات النظر 1998 «طبعة.. أليخاندرو دوكي أموسكو»، وصدر لـ«أليكساندري» أشعارًا كاملة2001 «طبعة.. أليخاندرو دوكي أموسكو كما صدر له أشعار كاملة 2002 «طبعة: أليخاندرو دوكي أموسكو.
وقدم العديد من المقالات والكتابات .. منها الاجتماعات «مجلة الشرق، يونيو 1963، التوافق مع جيل السبعة والعشرين «1928 _ 1984».
وحصل «أليكساندري» على جائزة نوبل في الأدب عام 1977م وجاء في تقري اللجنة التي منحته الجائزة وذلك« للكتابة الشعرية الإبداعية، التي تضيء حالة الإنسان في الكون وفي المجتمع الحالي، وفي الوقت نفسه تمثل التجديد العظيم لتقاليد الشعر الإسباني بين الحروب».
مرض ورحيل
تعرض «أليكساندري» لأزمة صحية عام 1922م، وعام 1925 م عرف أنه مريض بالتهاب الكلى السلي، نظرًا للأزمة الصحية التي تعرض لها، رحل عن عالمنا في مريد في مثل هذا اليوم 14 ديسمبر 1984م.